الوكالة الدولية تتهيأ لإقفال تحقيقها في الملف النووي الإيراني

حثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السلطات الإيرانية على إتمام الخطوات التحضيرية الضرورية للشروع في تطبيق الاتفاق النووي مع الدول الست.

وقال يوكيو أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة: «على إيران أن تقوم بخطوات تحضيرية ضرورية لتطبيق خطة العمل المشتركة الشاملة مع السداسية. وسيأتي يوم الشروع في تنفيذ الاتفاق بعد أن تؤكد الوكالة استكمال هذه الإجراءات».

وأضاف: «سأبلغ مجلس المحافظين من دون إبطاء بعد إنجاز التحقق من إتمام الخطوات التحضيرية»، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم تقرير منفصل لمجلس المحافظين بعد وفاء طهران بالتزاماتها كافة.

كما تحدث أمانو عن ضرورة تقديم تمويل إضافي للرقابة على التزام طهران بأحكام البروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات والاتفاقات الأخرى في إطار خطة العمل المشتركة.

ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ خطة العمل المشتركة في العام المقبل بالتزامن مع رفع معظم العقوبات المفروضة على طهران، لكن بدء تطبيق الاتفاق يتطلب اتخاذ عدد من الإجراءات التحضيرية، مثل نقل المخزون الإيراني من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وإعادة تصميم المنشأتين النوويتين في أراك وفوردو.

من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي عباس عراقجي إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني سيعلنان خلال 3 أسابيع موعد بدء تطبيق الاتفاق النووي والإلغاء العملي للعقوبات.

وفي السياق، أعلن مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الملف النووي الإيراني سيغلق في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً أن من البديهي عدم تطابق مسودة قرار مجلس الحكام مع توقعات إيران.

وأضاف صالحي: «إن الملف النووي الإيراني سيخرج من مجلس الحكام التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك عبر القرار الذي يصادق عليه اليوم المجلس حول البرنامج النووي الإيراني».

وأشار المسؤول الإيراني إلى النقطة الحالية التي وصل إليها الملف المفتعل حول البرنامج النووي الإيراني بعد 12 سنة، معتبراً أن من البديهي عدم تطابق مسودة قرار مجلس الحكام مع توقعات إيران، مؤكداً أن المسودة ليست كما ينبغي أن تكون.

وأوضح أن «البعض يقول إن المسودتين ليستا كما كان ينبغي أن تكونا عليه، هذا الكلام صحيح إذ لم يكن أي شيء مثلما كان المفروض أن يكون عليه وهو أمر بيّن»، مؤكداً أنه في الاتفاق النووي لم تتضرر أي من الهيكليات النووية الإيرانية ونحن قبلنا ببعض القيود فقط وأضاف: «أنه لا يمكن التوقع نوعاً ما أن يقبل الطرف الآخر كل ما نريده نحن».

وتابع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بأننا لم نقبل أي شيء إلى الأبد، إلا أن البعض يطرح مثل هذا الأمر خطأ، مشيراً إلى أن العينات التي أخذتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثبتت عدم وجود أي أنشطة غير معلنة لدى إيران، وفندت المزاعم حول عدم سلمية برنامجها النووي، مضيفاً أن الملف النووي الإيراني سيغلق عبر القرار الذي سيصدره اليوم مجلس الحكام ويخرج هذا الملف من جدول أعمال مجلس الحكام.

الى ذلك، أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه من المخطط إنجاز نقل 8.5 طن من اليورانيوم الإيراني إلى الأراضي الروسية بحلول نهاية العام الحالي، في إطار تطبيق خطة العمل المشتركة.

وقال ريابكوف الذي ترأس الوفد الروسي في معظم اللقاءات الدولية حول تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، للصحافيين أمس: «هناك إشارات إيجابية في ما يخص تطبيق خطة العمل المشتركة. ويبدو أننا سننجز نقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا بحلول نهاية العام، ويدور الحديث عن كمية تتجاوز 8.5 طن».

وأشاد الدبلوماسي الروسي أيضاً بالتقدم الذي تم تحقيقه في نحو الشروع في إعادة بناء منشأة التخصيب الإيرانية في فوردو، تحويلها إلى منشأة مختصة بانتاج النظائر المستقرة إذ ستلعب روسيا دوراً رئيسياً في هذه العملية ، في الوقت الذي ستتولى فيه دول أخرى من السداسية الدور الرئيس في إعادة تصميم مفاعل أراك للماء الثقيل.

وتوقع ريابكوف الشروع في تطبيق خطة العمل المشتركة الخاصة بتسوية القضية النووية الإيرانية في كانون الثاني المقبل، معرباً عن قناعته بأن موعد بدء التطبيق لن يتأخر في أي حال من الأحوال عن أواخر الربع الأول من عام 2016.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى