تحقيقات ومناطق

الدولة بكلّ مؤسّساتها وأجهزتها مستنفرة… وإجراءت متواصلة على كلّ الصعد لهزيمة “كورونا” الصين: أنباء عن التوصل إلى علاج فعّال للوباء… وخروج المئات من المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء

إعداد: عبير حمدان

منذ ظهور وباء «كورونا» في الصين الشعبية، اتخذت السلطات هناك الكثير من الإجراءات، وقد استنفرت كلّ مؤسّسات الدولة وأجهزتها لهزيمة هذا الوباء.

وأمس نشرت وسائل الإعلام الصينية تقريراً عن الجهود التي بذلتها الصين للحدّ من انتشار فيروس كورونا الجديد، وتحدث التقرير عن بناء المزيد من المستشفيات ودعم الأعمال التجارية.

ولفت التقرير إلى أنّ مدينة ووهان بمقاطعة هوبي بوسط الصين تخطط لتحويل ثمانية مواقع أخرى موجودة، بما في ذلك صالات ألعاب رياضية ومراكز معارض وأخرى رياضية، إلى مستشفيات لاستقبال المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد.

وذكر التقرير أنّ المزيد من الفرق الطبية توجّهت إلى مقاطعة هوبي للمساعدة في أعمال وجهود مكافحة فيروس كورونا الجديد، في حين أصدرت بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين 20 إجراء لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المتضرّرة من تفشى فيروس كورونا، وذلك من خلال الحدّ من أعبائها المتعلقة بالقروض والإيجار ومدفوعات الضمان الاجتماعي.

واشار التقرير إلى أنّ عدد الحالات الجديدة المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا الجديد انخفض في البرّ الرئيسي الصيني لليوم الثاني على التوالي. وتمّ تخريج نحو ألف مصاب بفيروس كورونا الجديد من المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء، وذلك حتى نهاية يوم أمس الأول.

شي: تعزيز القدرة على تنفيذ الوقاية من الوباء والسيطرة عليه بالاستناد إلى القانون

وفي وقت جرى الإعلان عن توصل فريق من الأطباء الصينيّين لعلاج فعّال للفيروس، شدّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، (أمس) على بذل جهود أكبر لإنفاذ التشريعات والقانون واحترام القضاء والقانون، بهدف تعزيز القدرة على تنفيذ الوقاية من الوباء والسيطرة عليه بالاستناد إلى القانون. وذلك خلال ترؤسه الاجتماع الثالث للجنة الحوكمة الشاملة المرتكزة إلى القانون للجنة المركزية للحزب.

 ليو: لتحفيز الشركات والحكومات المحلية في إطار أعمال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه

من جهته، دعا نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، أمس الأول إلى ضرورة بذل جهود لضمان نقل إمدادات الطوارئ والقيام برحلات الذهاب والعودة خلال أوقات ذروة السفر في عيد الربيع.

وفي كلمة له خلال مؤتمر بشأن إمدادات مكافحة الفيروس والأعمال الخاصة بعملية نقل الركاب خلال ذروة السفر، شدّد ليو على ضرورة التنسيق والتوزيع الموحّد، دعا ليو أيضاً إلى بذل الجهود لتحفيز الشركات والحكومات المحلية في إطار أعمال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه.

ودعا إلى ضرورة بذل جهود شاملة لضمان توفير إمدادات الحياة اليومية للشعب وتنظيم الشركات الرئيسية لاستئناف العمل والإنتاج بطريقة منتظمة.

كما دعا إلى تحقيق الحدّ الأمثل المعقول من تدابير الوقاية من الوباء والسيطرة عليه أثناء انتقال المسافرين.

هوا: مكافحة انتشار الشائعات والتمسك بالعلم واتخاذ إجراءات تستند إلى الأدلة

من جهتها، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ (أمس) إلى «أنّ الذعر أشدّ فتكاً وعدوى من أيّ فيروس، ويجب أن تكون جميع الردود على هذا الوباء مرتكزة على العلم وليس الخوف».

وأدلت المتحدثة بهذه التصريحات عندما طلب منها التعليق على بعض التقارير التي نشرتها وسائل إعلام محلية وتقول إنّ التدابير الصارمة التي اتخذتها الولايات المتحدة جراء فيروس كورونا الجديد سوف تؤذي بشدة الشركات الأميركية التي تعتمد على منتجات صينية أو مستهلكين صينيّين. ومنها تقرير نشرته مؤسّسة غولدمان ساكس توقع تباطؤاً بنسبة 0.4 نقطة في النمو السنوي للولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث ستقلل القيود الأميركية عدد السياح الصينيين بنسبة 28 في المائة ونفقاتهم بمقدار 5.8 مليار دولار أميركي.

وقالت هوا إنّ وسائل إعلام ومؤسّسات فكرية وخبراء وعلماء من دول عديدة أعربوا عن قلقهم إزاء التدابير التقييدية المفرطة التي تتخذها بعض الدول. وأضافت أنّ منظمة الصحة العالمية شدّدت مراراً على أنها لا توصي بتدابير تتدخل بلا مبرّر في السفر والتجارة على المستوى الدولي وطالبت كلّ الدول بمكافحة انتشار الشائعات والتمسك بالعلم واتخاذ إجراءات تستند إلى الأدلة.

وتابعت «اننا نأمل أن تحترم الدول المعنية التوصيات المهنية الجازمة لمنظمة الصحة العالمية وأن تقوم بردّ عقلاني يستند إلى العلم على الوضع الراهن، بدلاً من المبالغة في ردّ الفعل».

وأشارت هوا إلى أنّ الانفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة أثرت على 19 مليون شخص وأدّت إلى حدوث حوالي 10000 حالة وفاة، وفقاً لإحصاءات نشرتها الولايات المتحدة، قائلة إنه بداية من الأول من شباط/ فبراير، تجاوز عدد الأشخاص المتعافين من فيروس كورونا الجديد عدد الوفيات. «فحتى نهاية 4 شباط/ فبراير، تعافى إجمالي 892 مريضاً وخرجوا من المستشفى، وهو تقريباً ضعف عدد وفيات الفيروس. وانخفض عدد الحالات الجديدة التي يشتبه في إصابتها بالفيروس لليوم الثاني على التوالي».

وأشارت المتحدثة إلى أنّ مصالح ومصائر جميع الدول متداخلة في عصر العولمة، قائلة إنه لمواجهة هذه الأزمة الصحية العامة، يتعيّن على جميع الدول أن تتحد وتتغلب على المصاعب بالتضامن بهدف حماية المصالح المشتركة للجميع».

زيادة الدعم الائتماني للمنخرطين في مجالات الوقاية والسيطرة على الوباء ومعيشة الشعب

من جهتها تعهّدت حكومة بكين بتعزيز الدعم المالي للشركات لمواجهة الصعوبات المؤقتة الناتجة عن تفشي وباء فيروس كورونا الجديد.

وقال هوه شيوه ون رئيس مكتب الإدارة والرقابة المالية المحلي خلال مؤتمر صحافي تناول كيفية السيطرة على الوباء، إنّ قروض الشركات المذكورة لن يتمّ تعليقها أو استرجاعها مقدماً، حيث ستعمل بكين على زيادة الدعم الائتماني للمنخرطين في مجالات الوقاية والسيطرة على الوباء ومعيشة الشعب.

وقد بدأت بعض المصارف في بكين بتوفير الدعم المالي المنخفض التكلفة لشركات رئيسية على الخطوط الأولى لمواجهة الوباء.

كما لفت المعنيون في مكتب بلدية بكين للموارد البشرية والضمان الاجتماعي إلى أنّ الشركات التي تفشل في دفع مستحقات الضمان الاجتماعي نظراً لتفشي فيروس كورونا الجديد سوف لن يتضرّر وضعها. وأدخل عدد من المدن الصينية بما فيها شانغهاي وتشينغداو وسوتشو سياسات معنية من أجل تخفيف الأعباء عن الشركات الصغيرة من خلال تخفيض تكلفة قروضها وإيجاراتها ومدفوعات ضمانها الاجتماعي.

الشركات تسرّع في أعمال النقل  لضمان إمدادات الطوارئ

شركات البريد السريع وشركات الخطوط الجوية وغيرها من الشركات الصينية سرّعت حالياً من أعمال النقل لضمان إمدادات الطوارئ في مدينة ووهان وغيرها من المناطق التي تتعرّض لتفشي وباء كورونا.

وذكر نائب وزير النقل الصيني ليو شياو مين، أنه حتى 2 شباط، أطلقت مجموعة البريد الصينية 32 ألفاً من سيارات البريد و5 طائرات خاصة للنقل البريدي الجوي، لتنقل ما إجماليه 49 ألف صندوق من بنود الوقاية من بينها الأقنعة والأدوية لمكافحة الوباء.

وكشف ليو أنه على الرغم من أنّ عطلة عيد الربيع التقليدي ليست موسماً مزدهراً لخدمات البريد السريع، قد نظمت سلطات البريد السريع في البلاد شركات البريد السريع والتوصيل لإطلاق خطوط جوية خاصة من داخل وخارج البلاد وتيسير خدمات النقل البري، لتقديم ضمانات كاملة لمكافحة الوباء.

ومن جهة أخرى، يلعب النقل بالطيران المدني في البلاد دورا نشيطا في توصيل إمدادات الطوارئ لدعم مكافحة الوباء.

وذكرت مصلحة الطيران المدني الصينية، أنه حتى 2 شباط/ فبراير، قد تمّ إرسال ما إجماليه 4330 رحلة في مهام توصيل إمدادات الطوارئ. ونقلت هذه الرحلات أكثر من 604 آلاف بند من بينها أقنعة وملابس واقية طبية ومطهرات للوقاية من الوباء والسيطرة عليه.

ومن بين هذه الرحلات، تمّ إرسال 138 رحلة إلى مقاطعة هوبي بوسط الصين لتوصيل ما يزيد عن 192 ألف بند من بنود إمدادات الطوارئ، بإجمالي وزن حوالي 1213 طناً.

في الوقت نفسه، نسّقت سلطات الطيران المدني الصينية مع شركات الخطوط الجوية لنقل 7558 من أفراد الكوادر الطبية إلى المناطق المنكوبة بشدة من فيروس كورونا الجديد، علاوة على جلب 399 صينياً عالقاً في الخارج إلى البلاد عبر طائرات مستأجرة.

وكشفت شركة جنوب الصين للخطوط الجوية (تشاينا ساوثرن)، أكبر شركة خطوط جوية في الصين، أنّ الشركة قد أرسلت رحلات لنقل ما إجماليه 380 طناً من الإمدادات الطبية حتى الساعة الـ6:00 مساء يوم 2 شباط.

كما نقلت ما إجماليه 1600 عامل طبي من مدن مختلفة من أنحاء البلاد لدعم الطواقم الطبية في مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي التي تتعرّض بشدة لتفشي وباء فيروس كورونا الجديد.

وحتى نهاية عام 2019، قد شغلت شركة (تشاينا ساوثرن) أسطولاً مكونا من أكثر من 860 طائرة، بينها طائرات ركاب وطائرات شحن لجميع البضائع.

أما شركةأس أفللخطوط الجوية، أكبر شركة للشحن الجوي في الصين والفرع الجوي لشركةأس أف اكسبريسالعملاقة للبريد السريع، فذكرت أنّ الشركة قد جمعت قدرات الشحن الجوي لتلبية الطلبات على نقل إمدادات الطوارئ.

وأطلقت شركةأس أفعدة خطط مؤقتة وخصّصت أكبر طائرات شحن في خدمات الطيران الطوارئ لإرسال الإمدادات الطبية وغيرها.

وحتى 3 شباط/ فبراير، قد أرسلت شركةأس افحوالي 767 طنا من إمدادات الطوارئ إلى مدينة ووهان.

وشغلت شركةأس أفما مجموعه 58 طائرة شحن لجميع البضائع ضمن شبكة الشحن الجوي المرتبطة بـ 65 مقصدا في جميع أنحاء العالم.

تعزيز إمدادات المياه والطاقة لمكافحة الوباء

وفي سياق جهود مكافحة الوباء، رفع مشروع خزان المضائق الثلاثة في مقاطعة هوبي بوسط الصين، حجم تصريفه لضمان إمدادات المياه والطاقة في مناطق الروافد المتوسطة والسفلى، حيث أثر تفشي فيروس كورونا الجديد على إحتياطيات الفحم وتوليد الطاقة بالفحم في المقاطعة.

وذكرت لجنة الموارد المائية لنهر اليانغتسي انّ متوسط تدفق مياه نهر اليانغتسي في مدينة ييتشانغ، التي يقع فيها الخزان، بلغ 8240 متراً مكعباً كلّ ثانية في كانون الثاني، بزيادة قرابة 70 في المائة عن متوسط المستويات في الأعوام السابقة.

وبلغ متوسط تدفق المياه إلى الخزان في كانون الثاني 5850 مترا مكعباً كلّ ثانية، بينما بلغ متوسط تدفق المياه من الخزان 7850 مترا مكعب كلّ ثانية، مما يعني أنّ حجم المياه المصرفة من الخزان بلغ 2000 متر مكعب كلّ ثانية في شهر كانون الثاني.

وذكرت اللجنة أنّ حجم التصريف المتزايد ضمن إمدادات المياه والطاقة في مناطق الروافد السفلى، كما لبّى الطلب على الشحن أثناء موسم الجفاف.

وحسب اللجنة، سيحافظ الخزان على تدفق للمياه منه بحوالى 7000 متر مكعب كلّ ثانية في شباط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى