أولى

سراقب خطّ أحمر

التعليق السياسي

 

يغامر الرئيس التركي بجيشه في دخول مواجهة مع الجيش السوري بات ثابتاً أن القوات الروسية والإيرانية وقوى المقاومة لن تكون بعيدة عنها، على الأقل كما كان عليه الحال في معارك حلب التي تفادى الجيش التركي التورّط فيها. وبعد معارك النيرب جاء الهجوم الذي شنّته جبهة النصرة ومعها الفصائل المدعومة مباشرة من تركيا وبتغطية نارية تركية مباشرة ليكشف جس نبض تركيّ لإمكانية التوغل في المناطق التي استعادها الجيش السوري.

الواضح أن تزامن معارك الجيش السوري في جبهات جبل الزاوية وجسر الشغور مع المحاولات التركية قد منحها فرصاً لتحقيق اختراقات نسبيّة ميدانياً، لكن الواضح أن ترك المجال لتحمل بعض الاختراقات الجانبية لمنح الهجوم في جبهة جبل الزاوية الزخم اللازم لا يعني التسامح والتساهل دون خطوط حمراء تشكل سراقب أبرزها، لكونها العقدة التي تختصر ثلاث معارك دفعة واحدة فهي تقاطع الطريقين الدوليين بين حلب وكل من اللاذقية ودمشق وهي بوابة إدلب.

ما جرى في معارك حلب قبل ثلاثة أعوام حول الكليات العسكرية قال بوضوح إن الكرّ والفرّ لا يعني ضعف القدرة ولا تردّد القرار فالنتيجة النهائية حسمت لصالح الجيش السوري يومها وسقطت كل مشاريع التسويات التي عرضها المبعوث الأممي آنذاك ستيفان ديميستورا أو ما تضمّنته محاولات وقف النار عبر مجلس الأمن. وهذا ممكن التكرار، لكن بشرط حفظ الدرس بتذكّر لمن كانت الغلبة في النهاية.

محاولة تفادي الصدام مع الجيش التركي بالنسبة لروسيا قائمة، لكن القائم معها هو رسم خطوط حمراء حول هذه المحاولات ترسمها الطائرات الروسية بالنيران التي تستهدف الأرتال التركيّة في كل مرة يتم تخطيها؛ ومن هذه الخطوط الحمراء وربما في طليعتها تقع سراقب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى