قضية المغتربين تتفاعل سياسياً وبرّي يهدّد بتعليق تمثيل«التنمية والتحرير» في الحكومة
ما تزال قضية عودة المغتربين تتفاعل سياسياً وبدأت تداعياتها تصيب الحكومة، إذ هدّد رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بتعليق تمثيل كتلة التنمية والتحرير فيها.
وقال في بيان «أما وقد بلغ السيل الزبى بالتنكّر لنصفنا الآخر لا بل للقطاع الإغترابي الذي جعلنا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس بالعطاء والفكر وحتى بالعملة الصعبة، لذا إذا بقيت الحكومة على موقفها إزاء موضوع المغتربين لما بعد يوم الثلاثاء المقبل، فسنعلّق تمثيلنا بالحكومة».
من جهتها، أعلنت وزيرة المهجرين غادة شريم في تغريدة على «تويتر»، أن «الحكومة بصدد دراسة آلية فعّالة تضمن عودة المغتربين إلى لبنان بشكل يحافظ على سلامتهم وسلامة أبناء الوطن في الوقت عينه. الظرف دقيق والمسؤولية كبيرة على الجميع ولا داعي للمزايدات».
ونوّه النائب أنور الخليل بموقف الرئيس بري بتعليق مشاركة كتلة التنمية والتحرير في الحكومة «إذا ما بقي موقف الحكومة على ما هو عليه»، وحيّا الرئيس برّي «الذي كان دائماً سنداً للمغتربين وحارساً لمصالحهم وحقوقهم». ودع الخليل خلال تسليمه مواد ومعدات طبية ووقائية للصليب الأحمر اللبناني في حاصبيا ولوحدة إدارة الكوارث التابعة للصليب الأحمر، رئيس الحكومة حسان دياب إلى «تجاوز كل المعوقات الإدارية والبيروقراطية لتأمين عودة جميع من يرغب من المغتربين واللبنانيين خارج لبنان إلى وطنهم».
وغرّد النائب علي حسن خليل عبر «تويتر»: «لبنان كما حكومته، لن يستطيع العيش بجناح واحد، لبنان يحيا بجناحيه، المقيم والمغترب، ولا تهاون بحقهم بالعودة إلى الوطن».
واعتبر عضو «التكتل الوطني» النائب طوني فرنجية، عبر حسابه على «تويتر»، أن «مغتربي لبنان ثروة لوطنهم وعودتهم حق لا يجوز التفريط به».
وثمّن رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن موقف برّي «الذي طالب فيه الحكومة بإيجاد مخرج سريع لعودة اللبنانيين، الذين لا يزالون محجوزين في الخارج، ومن بينهم طلاب لم يتلقوا تحويلات مالية من ذويهم».
وقال الخازن «إذا كان قرار الحكومة بمنع الرحلات الجوية من وإلى لبنان ضرورياً للحد من تفشي حالات كورونا القادمة من الخارج، فإننا نرى أنه من حق اللبنانيين أيضاً أن يعودوا، ومسؤولية الدولة أن تستقبلهم وتجرى لهم في حرم المطار الفحوصات المخبرية اللازمة للكشف على حالاتهم الصحية، ومن ثم تلزمهم الحجر أسبوعين تحت رقابتها المباشرة».
اضاف «وتلافياً لدخولنا في أزمة حكومية مع هذه الظروف البالغة الخطورة التي يمر بها لبنان والعالم، وبعدما هدد الرئيس برّي بتعليق مشاركة ممثلَيه في الحكومة، نهيب بالمعنيين في السلطة أن يستعجلوا مخرجاً إنقاذياً يؤمن عودة اللبنانيين العالقين في الخارج، آخذين في الإعتبار الشروط الصحية المطلوبة، بدءاً من فصل المصابين عن المتعافين».
وطالب رئيس «الرابطة المارونية» النائب السابق نعمة الله أبي نصر الحكومة بـ «اتخاذ التدابير اللازمة كافة التي تكفل عودة من يرغب من اللبنانيين في الخارج إلى وطنهم، خصوصاً في مجال تأمين سفرهم، وتطبيق الإجراءات والفحوص الصحية اللازمة، وتوفير سبل الوقاية لمن يحتاجها».
وقال «هناك اتفاق مبدئي شامل على ضرورة عودة أهلنا وأبنائنا، مما يحتم تضافر الجهود الرسمية والأهلية في هذا الاتجاه، وفي أسرع وقت ممكن، خصوصاً أن هناك لبنانيين في بلدان لا تمتلك القدرة على مواجهة الوباء بالفعالية التي تحد من أخطاره».
ولفت الى أن «الحكومة وجميع القوى السياسية، متفقة على العودة السريعة للبنانيي الخارج الذين يطالبون الدولة بتسهيل عودتهم إلى بلدهم في هذه الأحوال الصعبة، ويجب أن تبدأ ترتيبات العودة من دون إبطاء، حرصاً على سلامتهم، وعدم تعرضهم للعدوى. وإننا على يقين أنهم سيلقون الترحيب والعناية اللازمين».
وأعلن عن استعداد الرابطة لتأدية «القسط المتوجب عليها من الجهد المبذول، تحقيقاً لأوسع تضامن وتكافل وطني، في الحرب على هذا الوباء الفتاك».
