الوطن

طهران ترى مسار أستانا خطوة مهمّة وأساسيّة لضمان أمن واستقرار المنطقة.. واستشهاد 9 عناصر من الشرطة السوريّة في ريف درعا الغربي الأسد خلال لقائه المجموعة الحكوميّة المعنيّة بمواجهة كورونا: بالتوازي مع التحدّي الصحيّ هناك التحدّي الاقتصاديّ الذي نواجهه

اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بالمجموعة الحكومية المعنية بمواجهة جائحة كورونا وتداعياتها، حيث جرى بحث آخر مستجدات التصدي للجائحة وآثارها على الحياة اليومية للمواطنين وخاصة على الصعيد المعيشي.

وقال الأسد إن هذا الاجتماع يأتي بعد بضعة أسابيع من تطبيق الإجراءات الاحترازية وبعد أشهر عدة من انتشار الجائحة وما تركته من آثار عميقة وواضحة جداً تتسارع دون هوادة، خصوصاً في ظل عدم توافر شيء ملموس حتى الآن لمواجهة هذه الجائحة. وأضاف: وفي ما يتعلق بالوضع في سورية فقد قمنا بشكل سريع وفوري بسلسلة مدروسة من الإجراءات لحماية المواطنين بما في ذلك فرض الحظر الجزئيّ في عموم البلاد واستجابة ووعي المواطن بالإضافة إلى التحرك السريع من قبل الدولة، كان له دور رئيسيّ في إبطاء انتشار فيروس كورونا إلا أن هذه الإجراءات كان لها العديد من السلبيات على رأسها الجانب الاقتصاديّ، حيث ازدادت الأعباء المعيشية على المواطن ومع اتضاح حقيقة أن جائحة كورونا ليست عابرة كان لا بد من التوجه للعودة إلى الحياة الطبيعية بغية تخفيف الضغط غير المسبوق الذي عاشه المواطن خلال هذه الفترة، ولكن في ظل ضوابط تضعها الحكومة من جهة وتحمّل المواطن مسؤولية حماية نفسه خلال سلوكياته اليوميّة من جهة أخرى.

وأوضح الأسد أنه وبالتوازي مع التحدي الصحي هناك تحدّ آخر هو التحدي الاقتصادي الذي نواجهه بعد حرب مستمرة منذ أكثر من تسع سنوات وحصار جائر على الشعب وأتت جائحة كورونا لتخلق حالة من الانغلاق والانكماش الاقتصادي العالمي وإضافة إلى كل ما سبق هناك من استغلّ هذه الجائحة من بعض الجشعين وخلقوا حالة من الاحتكار من أجل تحقيق أرباح فاحشة على حساب المواطنين عبر رفع الأسعار.

وأكد الأسد أن ما سبق من مشاكل وتحديات لا يعني أننا غير قادرين على فعل شيء، بل هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن للحكومة القيام بها بما يؤثر إيجابياً في حياة المواطن وتأمين حاجياته وأهمها إيجاد الحلول لفرق أسعار المحاصيل الغذائية المنتجة محلياً ما بين المزارع والمواطن، وذلك يمكن أن يحصل في حال كسر الحلقات الوسيطة بينهما وأن تكون الدولة لاعباً رئيسياً في السوق ما يؤدي إلى خفض الأسعار من خلال المؤسسات الاقتصادية التابعة للقطاع العام وعلى رأسها المؤسسة السورية للتجارة والتي يجب أن تلعب دور التاجر الأساسي ولكن لصالح المواطن.

واعتبر الأسد أن فتح الأسواق للمزارعين لبيع منتجاتهم بشكل مباشر للمواطنين داخل المدن كما حصل في العديد من المناطق مؤخراً، بالإضافة إلى ملاحقة المخالفين وتشديد العقوبات بحق المتلاعبين بموضوع الأسعار والفواتير والاتجار بالمواد المدعومة ستخلق رادعاً أمام جشع بعض التجار والمتلاعبين بقوت المواطنين، مشدداً على مشاركة المجتمع المحلي مع المؤسسات المعنية للعب دور الرقيب على ضبط الأسعار.

وأشار الأسد إلى أن الحكومة يجب أن تكون أكثر ديناميكيّة في معالجة هذه النقاط والتصرف بشكل سريع ولكن مدروس لتعزيز دور مؤسسات القطاع العام إن كان من خلال منحها الصلاحيات اللازمة أو تغيير أنظمتها الداخلية كي تكون هذه المؤسسات أكثر مرونة وقدرة على التدخل الإيجابي وعندها ستكون هناك نتائج وانعكاسات إيجابية سريعة على المواطنين وفي أقرب وقت.

على صعيد آخر، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن مسار أستانا لحل الأزمة في سورية خطوة مهمة وأساسية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال موسوي في مؤتمر صحافي أمس إن وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية أستانا «إيران وروسيا وتركيا» أكدوا عبر آلية الفيديو كونفرانس التي عقدوها مؤخراً أهمية استمرار اجتماعات أستانا ومواصلتها معربا عن أمله بانعقاد اجتماع للدول الضامنة في طهران مع انتهاء أزمة تفشي فيروس كورونا.

وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017 وعقد ثلاثة عشر اجتماعاً أحدها في مدينة سوتشي الروسية وأكدت في مجملها على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.

ميدانياً، أكد مصدر عسكري سوري باستشهاد 9 عناصر أمنية من مديرية ناحية المزيريب، إثر اعتداء مجموعة إرهابية عليهم قامت بتصفيتهم بعد خطفهم وإلقاء جثثهم في منطقة المزيريب في ريف درعا.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الاعتداء نفّذه محمد قاسم الصبيحي الملقب «أبو طارق» في تمام الساعة 8 ونصف صباحاً مع مجموعة كبيرة من الارهابيين حيث اقتحموا المخفر واختطفوا العناصر البالغ عددهم 9 عناصر من مخفر ناحية المزيريب واقتادوهم إلى منزل صبيحي وقاموا بتصفيتهم جميعاً بطلقات في الرأس وكافة أنحاء الجسم ورموا بجثامين رجال الأمن قرب دوار الغبشة في المزيريب.

وذلك بحجة أن له أبناء خطفوا منذ أيام عدة ولم يعرف عنهم شيء.

هذا كما أقدم مسلحان ملثمان على اغتيال الشيخ أمجد عبد المجيد الرفاعي، أحد وجهاء مدينة درعا، بإطلاق النار عليه أمام منزله.

وتشهد المدينة حالة من الاغتيالات للجيش السوري ولوجهاء درعا وللمدنيين في مناطق متفرقة من ريف درعا.

وفي سياق أمني آخر، استهدفت ميليشيات تركمانية  عميلة للجيش التركي منازل المدنيين ونقطة للجيش السوري في إحدى قرى بلدة «تل تمر» في الريف الشمالي لمحافظة الحسكة، في الوقت الذي وصل فيه عدد من مدرعات الشرطة الروسية إلى البلدة.

وأفاد مصدر في محافظة الحسكة بأن الميليشيات «التركمانية» المتمركزة في قرية الريحانية، استهدفت بـ 8 قذائف قرية «الدردارة» شمالي بلدة تل تمر في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة أدت لتضرر في ممتلكات المدنيين، وإصابة جندي سوري بجروح.

ويأتي قصف الميليشيات «التركمانية» في وقت تشتد فيه الصراعات داخل التنظيمات الارهابية الأخرى، إذ شهدت الأيام القليلة الماضية اشتباكات داخلية عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بين تنظيمي «جيش الشرقية» و»الجيش الوطني» وإرهابيين آخرين ينتمون لتنظيم «جيش الإسلام»، ممن تم ترحيلهم من الغوطة الشرقية لدمشق، إلى محافظة إدلب قبل نحو عامين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى