عربيات ودوليات

مبادرة السيسي في حلّ الأزمة الليبيّة مستشار أردوغان يرفض المبادرة : إكرام الميت دفنه

 

أعربت وزارة الخارجية الإيطالية عن تأييدها لأي مبادرة من شأنها التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، داعية جميع الأطراف لاستئناف مفاوضات «5+5».

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، أمس: «علمت إيطاليا بالاتفاق الذي أعلن عنه أمس، الرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي». مضيفة: «لطالما كانت إيطاليا داعمة أي مبادرة، يمكن قبولها من قبل جميع الأطراف المعنية وفي إطار عملية برلين، لصالح حل سياسي للأزمة الليبية».

وتابعت «ولهذه الغاية، تدعو إيطاليا جميع الأطراف المعنية إلى التعهد باستئناف مفاوضات (5+5) بموقف بناء، من أجل تحديد وقف دائم لإطلاق النار بتوجيه من الأمم المتحدة».

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول أمس السبت، عقب لقاء في القاهرة مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، عن «التوصل إلى مبادرة لحل الأزمة الليبية».

ومن أبرز بنود «إعلان القاهرة» لحل الأزمة الليبية، التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار من سعت (الساعة) 6,00 يوم 8 حزيران 2020.

وتتضمن أيضاً إلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من جميع ربوع الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الجيش الليبي من الاضطلاع بمهامه العسكرية والأمنية في البلاد.

فيما أعلن الناطق الرسمي للقوات العسكرية التابعة لحفتر اللواء أحمد المسماري أن «القوات المسلحة شنّت هجوماً مضاداً على قوات حكومة الوفاق في منطقة الهيشة شرق مدينة مصراتة».

المسماري قال في بيان صحافي إن «الهجوم تزامن مع سلسلة من الغارات الجوية على المواقع المعادية نفذتها المقاتلات الحربية». وفي سياق متصل أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقوات العسكرية الليبية بقيادة حفتر، أن وحداتها أحبطت «محاولة قوات الوفاق الهجوم على مدينة سرت».

وجاءت مبادرة السيسي عقب لقاء مع القائد العسكريّ خليفة حفتر، ورئيس البرلمان في شرق ليبيا عقيلة صالح.

بدوره، علّق مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي على اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد القوات العسكرية خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.

ونشر أقطاي صورة تجمع الرئيس المصريّ وقائد القوات العسكرية على صفحته في «تويتر»، وأرفقها بنص قال فيه: «من المحزن والمؤسف أن نرى مثل هذه المؤتمرات الصحافية التي يسعى منظموها بكل ما أوتوا من قوة، لنفخ الروح في أبدان قد ماتت ونفوس قد بليت، إكرام الميت دفنه».

وصرّح السيسي، أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع حفتر وصالح بعد اجتماع بينهم، بأن «إعلان القاهرة» الجديد بمثابة رسالة إلى العالم تتضمن «رغبة أكيدة في إنفاذ إرادة الشعب الليبي في الاستقرار والبناء والحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها ووضع مصلحة ليبيا فوق أي اعتبار».

ويضمّ «إعلان القاهرة» مقترحات بإعلان وقف إطلاق النار في عموم ليبيا اعتباراً من الساعة 6,00 صباح اليوم، الثامن من حزيران، وتجديد الدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة بصيغة 5+5.

ويقضي الإعلان بإلزام كافة الجهات الأجنبية بـ»إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها»، حتى يتمكن «الجيش الوطني» من «الاضطلاع بمهامه الأمنية».

وتنص المبادرة على «تشكيل مجلس رئاسي منتخب مع ضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم وإجراء انتخابات نزيهة وتوزيع عادل وشفاف على كافة المواطنين»، مشددة على «ضرورة اعتماد إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد».

وأعرب السيسي عن «رفض مصر الخيار العسكري لحل الأزمة الليبية»، محذّراً من أن «جميع أشكال التصعيد الأخيرة في البلاد تنذر بعواقب وخيمة لكامل المنطقة، فلا يمكن أن يكون هناك استقرار بدون تسوية سلمية للأزمة».

وأبدى الرئيس المصري قلقه إزاء «ممارسات بعض الأطراف على الساحة الليبية والتدخلات الخارجية»، مشيراً إلى «إصرار بعض الأطراف على الحل العسكري للنزاع»، وذلك في إشارة واضحة إلى تركيا.

من جهته أكد حفتر دعمه لمبادرة حل الأزمة في ليبيا، التي أعلنها الرئيس المصريّ، وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع السيسي «إننا نؤكد دعمنا وقبولنا لها (المبادرة) آملين الحصول على الدعم والتأييد الدولي للعبور بليبيا لبر الأمان».

وفي معرض تعليقها على إعلان مصر مبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية، شددت قوات حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا على أنها مَن سيُنهي هذا النزاع.

وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم حكومة الوفاق، محمد قنونو، أول أمس، رداً على المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع قائد «الجيش الوطني الليبي» خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في القاهرة.

وقال قنونو إن حكومة الوفاق «ليس لديها وقت فارغ لمشاهدة هرطقات مجرم الحرب على الفضائيات» (في إشارة إلى حفتر)، وتابع أنها تتابع تقدم قواتها «بقوة وحزم» لمطاردة قوات حفتر «الهاربة»، مضيفاً: «والميدان ميدان».

وذكر: «نحن لم نبدأ هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها».

ويأتي ذلك على خلفية تطورات ميدانية متسارعة في ليبيا، حيث تمكنت قوات حكومة الوفاق المتمخضة عن اتفاق الصخيرات والمدعومة من تركيا في الأيام الأخيرة من إحكام سيطرتها على كامل منطقة طرابلس الكبرى التي تضمّ العاصمة وضواحيها ومدينة ترهونة الاستراتيجية جنوبي العاصمة وتواصل تقدمها نحو سرت، فيما تتراجع قوات حفتر شرقاً.

وفي ما يتعلق بالتطورات في غرب ليبيا، فسّرت قوات حفتر انسحابها من عدد من المواقع القريبة من العاصمة على أنه جاء نتيجة تعرّضها «لضغوط دولية».

وأوضح اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر في مؤتمر صحافي من بنغازي (شرق) ليبيا ليلة الجمعة، «بناء على ضغوط دولية ومن الأمم المتحدة بضرورة وقف اطلاق النار واستئناف اجتماعات 5+5، طلب منا الرجوع مسافة 60 كم من حول العاصمة، ضماناً لعدم قصف أي أهداف داخلها وابعاد المعركة عنها».

وأضاف «لضمان نجاح الخطوة طلبنا من الدول الصديقة ضماناً للاتفاق يلزم الطرف الآخر والغزاة الاتراك بالتقيد وعدم الاعتداء على قواتنا، إلا أننا نفاجأ بالطائرات التركية والمدفعية الثقيلة تستهدفنا».

ومضى قائلاً «استمرّ الهجوم بقوة وتراجعنا إلى مشارف ترهونة مع استمرار غارات الطيران المسيّر(…) بعد تقدير الموقف قررنا عدم تعريض ترهونة لهجمات الطيران، وصدرت الأوامر بالتراجع إلى منطقة آمنة».

ورحّبت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بقبول طرفي النزاع في ليبيا باستئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، بعد توقّفها أكثر من ثلاثة أشهر.

والمسار العسكري واحد من ثلاثة مسارات، بجانب المسارين السياسي والاقتصادي، يتوجب اتباعها لاستكمال مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا لحل الأزمة، إلا أن اللجنة العسكرية علّقت أعمالها عقب جولتَي محادثات بسبب خلافات.

وأشار المتحدث باسم قوات حفتر إلى أنهم يتلقون الاتصالات من الدول الكبرى والصديقة لضبط النفس وعداً منها بحلول سريعة لوقف إطلاق النار، وحلول في الملف السياسي والاقتصادي والأمني، وفقاً لوصفه.

وختم قائلاً «ما حدث لا يعني ترك المعركة والسماح باحتلال تركيا لبلادنا (…) الآن نحن في حالة تموضع قواتنا وتجهيزها استعداداً للعمليات المقبلة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى