الوطن

لا «عصا ولا جزرة» في الناقورة
بعدما حطَّمتهما أقدام مُجاهدينا

} السيد سامي خضرا

منذ اللحظة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود ذي الطبيعة التقنية وتسليم «إتفاق الإطار» من الرئيس نبيه بري إلى رئيس الجمهورية بدأ الحديثُ في ما يلزم وفي ما لا يلزم .

فالعابثون والسَّطحيون والشَّامتون الذين فهموا الأمور بحسب أهوائهم وجَدوها فرصةً للتَّهكُّم والاستهزاء والتنظير لمواقفهم المُتهَافتة.

لذا أسْهَبوا في الكلام والتحليلات والتصريحات والتعليقات على وسائل التواصل بما لا يُفيد ولا ينفع.

لكنْ وبعد أيام بدأ الكلام الأكثر جدية في مَغزى وخلفية وآثار «اتفاق الإطار» وما يمكن أن يكون قابلاً للنقاش والأخذ والردّ والقبول وعدمه.

فخطوةٌ بهذه الأهمية ومُتَرَتِّباتها لا بُدّ أن يُعطي المُخلصون والحريصون والجَادُّون فقط آراءهم.

أما المُتقاعسون والفاشلون والمُتَهَكِّمون وأهل البِطالة الذين ينتظرون حَدَثاً ما كي يجدوا لهم دوراً ما، هؤلاء أصلاً لن يستمع أحدٌ لهم لأنّ وجودهم كالعدم.. هذا إنْ افترضنا أنَّهم مؤهَّلون أن يعطوا رأياً أو يُدْلوا بدلوهم!

وبما أنّ الأمور أخذت مجراها ودخلتْ خطواتها العَملية وأصبحت أكثر جديَّة وسوف تترتب عليها خطوات آتية.

فيكون الحق في الرأي والكلام لمَن يَحِقُّ له ذلك من الحريصبن والمخلصين وليس العابثين.

وأبرز ما نحن بصدده اليوم تشكيلة الوفد التي تستجيبُ لروحية يتمنَّاها العدو من دون أن يتجرَّأ على طلبهافي الظاهر على الأقلّ.

وأما في الباطن  فكلّ شيءٍ مُتوقَّع!

لذا كان الموقف الصريح والواضح لحزب الله وحركة أمل من باب الحرص والنصيحة وتحمّل المسؤولية.

فعلى الجميع وخاصةً الذين قد يدخلون في المَتاهة أن يعلَموا:

1 ـ أنهم يتعاملون أولاً مع عدو وثانياً وثالثاً وعاشراً هو عدوّ مُعتد سفَك دماءنا وقتلَ أهلنا ونساءنا ورجالنا وأطفالنا واستباح أرضنا.

وهو وبمجرد وجوده يشكل حرب استنزاف ليس للبنان فقط بل لكلّ الأمة.

2 ـ وعلينا أن نستحضر أنّ هذه الجلسات جُعِلت لأهداف تقنية مُحدَّدة وليست لتطبيع أو مُصالحة أو مُعاهدة أو اتفاقية.

 وعلى بعض السياسيين والإعلاميين والحالمين الذين يتحرَّكون سراً وعلانيةً في الخارج أكثر من الداخل أن لا يَقِيسُوا ما يحصل اليوم بأحداث سابقة ومهما كانت تسمياتها منذ اتفاقية الهدنة في الأربعينيات وحتى اتفاق العار في 17 أيار وتجارب التفاوض غير المباشر ومنذ لجنة تفاهم نيسان عام 1996، وصولاً إلى اللجنة الثلاثية التي تجتمع دورياً منذ عام 2006… لأنّ اليوم يختلف تماماً عن تلك الظروف التي مرَّت عليها عقود.

فنحن اليوم في عصرِ المقاومة المُنتصِرة المُسلَّحة القوية المَجيدة التي لا تتحرك إلا بناءً على ثوابت وأُسُس أصلها ثابت وفرعها في السماء تُثبت جدارتها وحضورها ووجودها وبأسها وقوتها وكفاءتها كلّ حين وفي كلّ ساح.

وهي صاحبة قرار محلِّي وإقليمي

وأما العدو فهو مختلفٌ عن عقودٍ خَلَت فهو على حالةٍ من التَّرَهُّل والإنهزام والخوف والعجز «والوقوف على رِجْل ونص».

فنحن اليوم لسنا كما كنا قبل خمسين عاماً، وعدوُّنا اليوم ليس كما كان قبل خمسين عاماً.

 ولا مجال مطلقاً لسياسة «عصا» ولا لسياسة «جزرة» التي قد تنفع مع غيرنا وتخطَّاها الزمن والواقع والحدث عندما حُطِّمَت تحت أقدام مُجاهدينا.

فلا «عصا» ولا «جزرة» ولا وفدٌ وسيط هو طرفٌ لبداهة أن يتموضع الى جانب العدو، إنما تعاملٌ مع عدوّ بِنَفَس القوي الجاسم على عرين، وليس لنا خيارٌ آتٍ إلا الإنتصار وأخواته.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى