حديث الجمعة

خوف مَرَضي

دفعونا للخوف المَرَضي دفعاً مجنوناً….

من هول ما نحن فيه بتنا نخاف إشراقة الصبح يقيناً منا بأنه سيحمل لنا معه كماً من الهم والأحزان جديداً

مشقة تزداد ضراوة في تأمين الضروري من مستلزمات الحياة اليوميّة

صعوبة في إيصال الأبناء إلى طريق معبد بالعلم والمعرفة باتجاه مستقبل يسلكونه بخط سير واضح جليّ

إحساس بخوف مرير من استحالة العيش الكريم في رقعة تملكتها بعد أن بذلت في تحصيلها شقاء عمر ليس بالقليل فوق تراب وطن عزيز بات مهدداً بالزوال والاندثار لتاريخه وجغرافيته من قبل أعداء متربّصين….

الشعب بمعظمه بات تواقاً للهجرة أملاً بلقاء مجهول يعول عليه الخلاص من خوف مقيت لازمه في وطنه الجريح بفعل فاعلين، فئة المتنفذين المدعومين من الداخل بغباء ومن الخارج بمكر عظيم حصدوا المال وتفرّدوا بالسلطة غير آبهين بمصير الملايين من شعب لعبت بمقدراته أيادي العابثين.

يقول سقراط: الخوف يجعل الناس أكثر ضرراً وأكثر طاعة وأكثر عبودية وهذا ما هو عليه حال معظم الرعيّة في بلد منهوب محكوم عليه بالفشل الذريع تخاف النور كما تهاب الظلام

ويبقى السؤال إلى متى سيبقى مقيماً بيننا هذا البلاء وكيف الخلاص من خوف استحوذ على الجميع كاد يشلّ التفكير ويقعدنا عن أخذ ما أمكن من تدابير لخلق أمل بالحياة من جديد متجاوزين الموتى.

فالموت لا يوجع الموتى بل يوجع الأحياء ونحن أحياء متألمون، ولكن إيماننا قوي بأن لا قوة للقوس من دون انحنائه، وعلى هذا المبدأ علينا النهوض والسير من جديد.

رشا المارديني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى