عربيات ودوليات

مباحثات بين أذربيجان وتركيا في باكو وقلق روسيّ – فرنسيّ بشأن الاشتباكات المستمرّة

 

أجرى الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف أمس، مباحثات في العاصمة باكو مع وزيري الخارجية والدفاع التركيين مولود تشاووش أوغلو وخلوصي أكار.

أفاد بذلك المكتب الصحافي للرئاسة الأذربيجانية من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وفي وقت سابق أمس، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أذربيجان بسيطرة جيشها على مدينة شوشا الاستراتيجية في إقليم قره باغ.

في المقابل، صرّحت مساعدة رئيس جمهورية ناغورني قره باغ غير المعترف بها، أرميني غريغوريان، أن «العملية العسكرية في مدينة شوشا مستمرة».

وكتبت غريغوريان على فيسبوك: «عملية شوشا قيد التنفيذ. لم تكتمللم تكن رسالة علييف موجهة إلى شعبه بقدر ما كانت موجهة إلينا، من أجل إضعاف معنويات مجتمعنا».

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية، أرتسرون هوفهانيسيان، أمس، إن «القتال في مدينة شوشا الاستراتيجية في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها لا يزال مستمراً».

وسبق وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سيطرة جيش بلاده على مدينة شوشا في قره باغ المتنازع عليها مع أرمينيا.

وقال علييف في خطاب متلفز توجّه به للشعب الأذربيجاني، أمس، إن «ذلك يُعد انتصاراً كبيراً على من سمّاهم «الانفصاليين الأرمن» في المنطقة.

وأضاف، «أبلغكم بكل فخر وفرح أنه تمّ تحرير بلدة شوشا، وسيسجل الثامن من تشرين الثاني في تاريخ الشعب الأذربيجاني، باعتباره اليوم الذي عدنا فيه إلى شوشا».

وكان علييف قد أعلن في وقت سابق أن بلاده مستعدة للاتفاق على وقف إطلاق النار في قره باغ، بعد يومين من إعلانه أنّه لا يستبعد إمكانية لقاء رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في موسكو، وذلك للتباحث بشأن الوضع في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها بين الدولتين.

في المقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمينية من جانبها سقوط مدينة شوشا الاستراتيجية، بيد القوات الأذربيجانية.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أرتسرون أوفانيسيان، على صفحته في «فيسبوك» أمس، إن «المعارك في شوشا مستمرة، انتظروا وثقوا بقواتنا».

وزارة الدفاع الأرمينية كانت قد أعلنت أنه «تدور معارك عنيفة حاسمة من أجل السيطرة على شوشا الاستراتيجية التي توصف بقلب الأرمن النابض».

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة شوشا، تقع على بعد عشرة كيلومترات فقط، عن مدينة ستيبانكيرت.

فيما أعلن المكتب الصحافي للكرملين، أن «الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون، ناقشا الوضع في إقليم ناغورني قره باغ عبر محادثة هاتفية».

وأعرب الطرفان عن قلقهما البالغ «إزاء استقدام مرتزقة من سورية للقتال في قره باغ لصالح أذربيجان»، وأبلغ فلاديمير بوتين نظيره ماكرون بـ«الخطوات التي اتخذتها بلاده من أجل وقف إطلاق النار المبكر، واستئناف المفاوضات الرامية إلى ضمان حل سياسي ودبلوماسي».

وجدّدا التأكيد على استعدادهما المتبادل لـ»مواصلة جهود الوساطة المنسقة بين روسيا وفرنسا»، بما في ذلك في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

كذلك ناقش الطرفان الوضع في أوكرانيا وليبيا، وبحثا قضايا التعاون الثنائيّ في مختلف المجالات.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق، إن «روسيا تدعو اللاعبين الخارجيين لاستخدام قدراتهم من أجل اعتراض انتقال المرتزقة من دول الشرق الأوسط إلى إقليم ناغورني قره باغ والذين اقترب عددهم من 2000 مقاتل».

كذلك أكدت الاستخبارات الروسية حصولها على معلومات دقيقة حول مشاركة «مسلحين إرهابيين» من سورية في معارك إقليم ناغورني قره باغ.

الاستخبارات الروسيّة اتّهمت نظيرتها التركية بـ«التورّط في صراع ناغورني قره باغ، ما يعكس تعارض البلدين في تناولهما للصراع في الإقليم»، فيما أكد المرصد السوري المعارض، أمس الأول، عن رصده وصول دفعة جديدة من جثث «مرتزقة الفصائل» الموالية لأنقرة إلى الأراضي السورية، ممن قتلوا في معارك إقليم ناغورني قره باغ، مقدرةً أعدادهم بـ12 أو ما يزيد.

وليس هذا أول التحذيرات الروسية، ففي وقت سابق، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، عن قلقه الشديد من مشاركة مسلحين من منطقة الشرق الأوسط في الأعمال العدائية، الأمر الذي شدد عليه وزير الخارجية سيرغي لافروف مراراً.

ومنذ بداية المعارك بين الدولتين، أعلنت تركيا بوضوح أنها تقف إلى جانب جارتها أذربيجان، وذلك على لسان وزير دفاعها خلوصي أكار ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، الذي قال: «نقف وسنواصل الوقوف بكافة إمكاناتنا وقدراتنا إلى جانب أذربيجان الشقيقة والصديقة، وإن شاء الله النضال سيستمر حتى تحرير قره باغ».

وأخفقت أرمينيا وأذربيجان خلال محادثاتهما في جنيف في نهاية الشهر الماضي، في الاتفاق على وقف جديد لإطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ، لكنهما اتفقتا على تدابير لتخفيف التوتر بما في ذلك التعهد بعدم استهداف المدنيين.

ويذكر أن وساطة أميركية أدّت إلى وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ «لأهداف إنسانية»، والذي دخل حيّز التنفيذ الأسبوع الماضي.

وأعلنت الولايات المتحدة وأذربيجان وأرمينيا في بيان ثلاثي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الإقليم وهو الثالث من نوعه منذ بدء الاشتباكات، وأنه سيتم تثبيته في 26 تشرين الأول الماضي.

يأتي ذلك بعد أن تجدّدت المعارك على كامل خطوط الجبهة في إقليم ناغورني قره باغ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى