88 عاماً من النضال القوميّ الاجتماعيّ
} أحمد مشعل*
في 16 تشرين الثاني عام 1932 اطلق الزعيم الشهيد أنطون سعاده صرخته بوحدة سورية الطبيعية في وجه الخرائط الاستعمارية لـ «سايكس بيكو» التي مزّقت وحدة الأمة وقسّمتها دويلات هزيلة تسبّح بحمد مَن كانت لهم اليد العليا بتكوينها، فانطلق الحزب السوري القومي الاجتماعي ليتبنّى هذه الصرخة ويبدأ مسيرته النضالية من أجل وحدة الأمة والدفاع عن قضاياها، فتنبّه زعيمه ومؤسسه أنطون سعاده مبكراً للسرطان الصهيوني الذي بدأ ينهش جسد الجزء الجنوبيّ من الوطن السوري (فلسطين). فلعب دوراً هاماً رغم حداثة تأسيسه في مواجهة المشروع الصهيوني، حيث شارك مناضلوه في ثورة 1936 التي ارتقى فيها العديد من القوميين شهداء، ومن أبرزهم القائد القومي سعيد العاص، والشهيد حسين البنا الذي ارتقى شهيداً في منطقة نابلس بتاريخ 23/9/1936 ولعلّ المذكرة التي قدّمها الحزب القومي للجنة بيل الملكية عام 1937 من أبرز الوثائق التي تفضح زيف الرواية الصهيو استعمارية، وتؤكد على حقنا في أرضنا، وعلى مذكرة «القومي» بُنيت في ما بعد كافة المذكرات العربية التي رفضت مشروع التقسيم.
واصل الحزب نضاله في التصدّي للعصابات الصهيونية عام 1948 في كلّ مناطق فلسطين فشارك في الدفاع عن مدينة صفد، وقدّم العديد من الشهداء، منهم الملازم الأول الشهيد محمد زغيب الذي استشهد في المالكية عام 1948. وبعد قيام الكيان الصهيوني لم يتوقف مناضلو الحزب عن النضال. وفي الثورة الفلسطينية المعاصرة انخرط الحزب في الشراكة معها على الأرض اللبنانية في التصدّي لكل الاعتداءات الصهيونية على المحيط القومي الطبيعي، حيث كان عضواً في جبهة القوى الوطنية والفلسطينية. وشارك في الدفاع عن حق المقاومة الفلسطينية في مواجهة المؤامرة عليها. وشارك بفاعلية في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، فكانت عملية الويمبي في منطقة الحمراء بقيادة البطل خالد علوان بتاريخ 24/9/1982 والتي شكلت بداية الاندحار الصهيوني عن العاصمة اللبنانية بيروت وتحريرها.
ثم جاءت سلسلة من العمليات الاستشهادية ضدّ العصابات الصهيونية في لبنان ومن أبرزها عملية الاستشهادية سناء محيدلي بتاريخ 9/4/1985. ثم عملية الشهيد علي غازي طالب في طريق قلعة الشقيف بتاريخ 31/7/1985 وعملية الاستشهادية مريم خير الدين بتاريخ 11/5/1985 ثم الاستشهادية فدوى غانم بتاريخ 25/11/1990، وشارك الحزب في التصدّي لاتفاق العار الذي عقده أمين الجميّل مع العدو الصهيوني بتاريخ 17/5/1983 وعمل مع القوى الوطنية على إسقاطه.
وفي الختام لا بدّ من استذكار بعض من اقوال زعيم الحزب الخالدة والتي تؤشر الى وعيه المبكر للخطر الصهيوني على مجمل الأمة:
ـ انّ أزكى الشهادات شهادة الدم.
ـ اننا نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريقاً للحياة.
ـ إنّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين، بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة اليهود.
ـ انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الأجانب ولا ينحصر خطر اليهود في فلسطين، بل هو يتناول لبنان والعراق أيضاً، إنه خطر على الشعب السوري كله، لا لن يكتفي اليهود بالاستيلاء على فلسطين ففلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود.
ـ إنّ حقيقة قضية فلسطين هي في عقيدة أمة حية وإرادة قومية فاعلة تريد الانتصار.
إننا في المؤتمر الشعبي الفلسطينيي الخارج ونحن نستعرض بعضاً من التاريخ المشرف للحزب كجزء فاعل من جبهة المقاومة ضدّ أعداء الأمة وعلى رأسهم العدو الصهيوني، نحيي قيادته ومناضليه ونستذكر شهداءه، وندعو لهم بالرحمة.
ونحن على ثقة باستمراره على نهج مؤسسه نفسه، حزب وحدة ونبذ للفرقة، حزب عدالة وكرامة لكل فرد في هذه الأمة، حزب مقاومة شريك رئيس في معركة التحرير، كل التحية للرفاق ومعاً وسوية على طريق الحق والجهاد والنضال حتى تحرير كل الجزء الجنوبي من سوريا الطبيعية (فلسطين) من البحر الى النهر ومن رأس الناقورة الى ام الرشراش.
*رئيس لجنة العلاقات الوطنية والشعبية ـ المؤتمر الشعبي الفلسطيني ـ الخارج