الوطن

غضب شعبيّ لاغتيال شيخ قبيلة «العكيدات» في شرقي سورية

ميليشيا «قسد» تختطف أكثر من 20 مدنياً بريف ديرالزور الشرقي.. ومرتزقة الاحتلال التركي يستولون على محال تجارية بريف الحسكة

عادت موجة الاغتيالات إلى ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية «قسد»، بالتزامن مع اتساع رقعة التظاهرات الرافضة لممارساتها في أرياف دير الزور والحسكة، مع قطع المتظاهرين عددا من الطرقات العامة.

وعلمت مصادر عشائرية من ريف دير الزور، أن «مسلحَين اثنين يستقلان دراجة نارية اقتحما منزل الشيخ أطليوش شتات اللافي، في قرية حوايج ذيبان بريف دير الزور الشرقي، وأطلقوا الرصاص عليه، ما أدّى لوفاته هو وابنه محمود، وضيفهم محمود الحجي، ولاذا بالفرار».

في حين رأت مصادر أخرى أن خمسة أشخاص يستقلون سيارة من نوع «فان» اقتحموا منزل الشيخ طليوش، وقاموا بإطلاق الرصاص عليه فور دخولهم مضافته التي كان يتواجد فيه مع ابنه محمود وشخص آخر يدعى محمود الحجي هو شخص نازح كان في ضيافتهم، ما أدى لمقتلهم على الفور.

وأضافت المصادر، أن المنطقة تشهد حالة توتر، وسط مطالبات بالكشف عن القتلة، ووقف عمليات الاغتيال بحق وجهاء المنطقة.

وبيّنت المصادر، أن «الشيخ طليوش يُعد من وجهاء قبيلة العكيدات في المنطقة الرافضين للوجود الأميركي غير الشرعي، ويعرف بمواقفه المؤيدة للدولة السورية».

وكان ريف دير الزور شهد موجة من الاغتيالات أبرزها حادثة اغتيال عارفة قبيلة العكيدات، أمطشر الهفل، وإصابة شيخ قبيلة العكيدات ابراهيم خليل، في شهر آب/أغسطس 2020.

وعقدت حينها قبيلة العكيدات اجتماعاً عشائرياً طالبت فيه التحالف الدولي بالكشف عن الجناة، وإخراج «قسد» من ريف دير الزور الشرقي، وتسليم إدارة المنطقة لأبناء العشائر، ومنحته شهراً لتنفيذ المطالب، لكن لم تشهد المنطقة بعدها أي تحرك.

إلى ذلك، عادت التظاهرات إلى ريف دير الزور الشرقي، من خلال خروج العشرات من المدنيين بتظاهرات في أبو حمام، والعزبة، وخط قرى الشعيطات لمطالبة «قسد» بوقف التجنيد الإجباري، وتحسين واقع الخدمات في المنطقة.

وامتدت التظاهرات إلى مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، مع قطع المتظاهرين للشارع العام، وطرد دوريات شرطة المرور التابع لـ»الأسايش» في المدينة، بعد محاولات الأخيرة فضّ الاحتجاجات بالقوة.

ووفق مصادر أهلية من المدينة فإن «الأهالي خرجوا بتظاهرات احتجاجاً على قرار منع تجوال الدراجات النارية، بحجّة استخدامها في عمليات الاغتيال التي تنشط مؤخراً في المنطقة».

كما كشفت المصادر «قيام الأهالي بمهاجمة إحدى الدوريات، ومنعها من اعتقال أحد الأشخاص، مع المطالبة بفك احتجاز عدد من الدراجات الآلية التي تمّت مصادرتها لمخالفة أصحابها القرار».

وتُعدّ بلدة حوايج ذيبان المعقل الرئيسي لقبيلة العكيدات، وتتخذ أهمية جغرافية لكونها محاذية لحقل العمر النفطي الذي يعد أحد أكبر حقول النفط السورية التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأميركي، وتتخذها قاعدة لها في ريف دير الزور.

وأوضحت المصادر أن بلدات وقرى ريف دير الزور التي ينتشر في ها أبناء قبيلة العكيدات تشهد حالة من الغضب الشعبي، وتتهم الجيش الأميركي ومسلحي تنظيم «قسد» الموالي له، بالوقوف وراء عمليات الاغتيال المتكررة.

وبينت المصادر أن الشيخ طليوش عُرف برفضه الشديد لوجود قوات الاحتلال الأميركي والمسلحين الموالين له من تنظيم «قسد» في المناطق المحاذية لأغنى حقول النفط في سورية، والتي يسكنها أبناء القبائل العربية.

وكان الشيخ مطشر حمود جدعان الهفل أحد شيوخ قبيلة العكيدات العربية قتل مع أحد أبناء بلدة ذيبان يدعى (دعار مخلف الخلف)، فيما أصيب الشيخ إبراهيم جدعان الهفل بجروح طفيفة جراء إطلاق الرصاص على السيارة التي كانت تقلهم من قبل مجهولين عند مفرق الرغيب في قرية الحوايج شرقي دير الزور في  2 آب/ أغسطس من العام الفائت.

وحمل الشيخ إبراهيم جدعان الهفل شيخ عام قبيلة العكيدات في تصريحات عدة المسؤولية الكاملة لسلسلة الاغتيالات لتنظيمي «قسد» وفلول تنظيم «داعش»، والتي تهدف للتخلص من كل الشيوخ والوجهاء الذين يرفضون مشاريع الطرفين، خصوصاً في مناطق ريف دير الزور الشرقي.

وتشهد مناطق سيطرة الجيش الأميركي وتنظيم «قسد» في منطقة شرق الفرات، مؤخراً، تصاعداً كبيراً في عمليات الانتفاضة الشعبية العشائرية ضد تواجدهما، فيما زاد تنظيم «قسد» والجيش الأميركي من عملياتهما العسكرية ضد المدنيين واعتقال العشرات من المدنيين الرافضين لسيطرتهما.

وفي سياق متصل، اختطفت مجموعة مسلحة من ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي عدداً من الأهالي في بلدة الباغوز وقرية السجر بريف ديرالزور الشرقي.

وذكرت مصادر محليّة أن مجموعات مسلحة من ميليشيا «قسد» أقدمت اليوم على مداهمة قرية السجر في ريف دير الزور الشرقي واختطفت أكثر من 20 مدنياً بشكل عشوائي كانوا بالقرب من منازلهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

ولفتت المصادر إلى أن مسلحي «قسد» أطلقوا الرصاص الحي بكثافة وبشكل عشوائي لترهيب وتفريق أهالي القرية الذين تجمّعوا لطرد مسلحي الميليشيا من القرية.

وفي بلدة الباغوز بالريف الشرقي أيضاً أقدمت مجموعة مسلحة من ميليشيا «قسد» على مداهمة منازل عدة واختطفت عدداً من الأهالي واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

وداهمت ميليشيا «قسد» في الرابع من الشهر الحالي بلدات أبو خشب والشحيل والعزبة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي والشمالي واختطفت 19 مدنياً واقتادتهم إلى جهات مجهولة.

من جهة أخرى، يواصل مرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية ممارساتهم الإجرامية بحق السكان المدنيين ضمن المناطق التي يحتلونها في ريف الحسكة حيث أقدم المرتزقة على الاستيلاء على محال تجارية عدة وحوّلوها إلى مستودعات أسلحة.

وذكرت مصادر أن مرتزقة الاحتلال التركي استولوا على مدى الأيام الماضية على محال تجارية عدة في مدينة رأس العين بعد طرد مالكيها الأصليين تحت تهديد السلاح ونهب محتوياتها وحولوها مستودعات للأسلحة والذخائر.

ولفتت المصادر إلى أن مثل هذه الممارسات الإجراميّة تكررت في الآونة الأخيرة في مناطق عدة ولا سيما بريف رأس العين بالتعاون مع تجار أسلحة أتراك وبغطاء من قوات الاحتلال التركي بهدف طرد الأهالي من منازلهم ومحالهم التجارية وتهجيرهم خارج مدينتهم.

وسبق لقوات الاحتلال التركي ومرتزقتها أن استولوا بقوة السلاح ومن خلال القصف المتكرّر للأحياء السكنية في مدينة رأس العين على عشرات المنازل وطردوا أصحابها الأصليين منها قبل أن تقوم لاحقاً سلطات النظام التركي بنقل عشرات من أسر مرتزقتها عبر الحافلات من مناطق عدة وإسكانها في هذه المنازل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى