أخيرة

بعد ترامب.. ما مصير المشروع الطورانيّ في القوقاز والعثمانيّ في المشرق؟

} محمد مسعود

نظمالتحالف الدولي للناشرين والمنظمات المدنيةوقفة احتجاجيّة يوم 19 يناير أمام مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، للتنديد بالسياسات التركية الخارجية في ملفات عديدة كالملف السوري والعراقي والليبي والفلسطيني.

جاء هذا بعد أن وجّهت عشرات المنظمات الحكومية والمدنية في الأسابيع الأخيرة اتهامات عدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب ما وصفته بالسياسات التركية العدوانية لجيرانها في المنطقة.

كما ندّدت منظمات المجتمع المدنيّ في أوروبا بالسياسات التركية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وجميع التنظيمات الإرهابيّة التي تعمل تحت مظلة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تصنف معظم دول الاتحاد الأوروبي حركة حماس كتنظيم إرهابي، وبمقتضى ذلك تحظر هذه الدول نشاط قيادات هذه الحركة فوق أراضيها، ومن المعلوم أن الرئيس التركي أردوغان يُعدّ أحد أبرز الداعمين لحركة حماس.

هذا وقد طالب المشاركون بالاحتجاجات المعارضة للرئيس التركي بفرض عقوبات على نظام حزب العدالة والتنمية، كي يتوقف عن دعم الحركات الإرهابية في فلسطين، سورية وليبيا والصومال، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

ونقلا عن تقرير لـمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، الذي أكد أن الإدارة الأميركية السابقة كانت متساهلة لحد كبير مع تحركات أنقرة، فإن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب سمح لتركيا بتنفيذ أجندة خارجية ذات توجّه توسعيّ بطابع استعماري، مما عزز مزاعم تركيا وأطماعها لإحكام سيطرتها على شرق البحر المتوسط، وتوسعها في القرن الأفريقي وغرب ليبيا وكذلك في شمال سورية والعراق.

وهو التقرير الذي أوصى بضرورة تعاون إدارة الرئيس الجديد جو بايدن مع الحلفاء والشركاء الإقليميين في شرق البحر المتوسط خاصة في مجال الطاقة، بجانب العمل مع الاتحاد الأوروبي لوضع عقوبات منسقة ضد انتهاكات تركيا للحدود البحرية لجيرانها في شرق المتوسط كاليونان وقبرص.

حقيقة الأمر لم تعُد هناك أية فرص لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، كما يحلم أردوغان، في ظل دعم نظامه الأصولي للتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، والتي تسللت ذئابها المنفردة الى دول أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية في السنوات الأخيرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يضحّي أردوغان ببعض حلفائه من التنظيمات الإرهابية في المنطقة من أجل تعزيز موقعه في أوروبا، وعن مشروع إعادة إحياء الخلافة العثمانيّة في المشرق، والطوراني في القوقاز لتلطيف الأجواء مع نظرائه العرب التاريخيين في المنطقة، وخصمه في الجغرافيا روسيا الاتحادية، أم سيستمر في قيادة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط حتى بعد رحيل دونالد ترامب الذي أعمى عينه عن كل تصرفات أردوغان الاستفزازية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى