أولى

دعوة عاجلة لرئيس الحكومة

يعلم الجميع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لم يكن بين السياسيين الذين شاركوا في الحكم خلال السنوات الثلاثين التي أسست للأزمة وصولاً للانهيار الذي تلقفه ككرة نار من موقع رئاسة الحكومة، بغض النظر عن النقاش حول حدود كفاءة حكومته أو صحة قراراتها في مواجهة هذا الانهيار، وهي في النهاية ليست حكومته وحده بل ككل حكومة في لبنان حكمتها توازنات وتجاذبات أهمها اعتبارها مؤقتة بعيون المشاركين فيها، والرئيس دياب ليس من السياسيين الذين نالوا أصوات الناخبين على وعود بحياة ورديّة لا في بيروت ولا في طرابلس، وليس أيضاً من الذين سعوا خلال رئاسة الحكومة لنيل التصفيق الطائفي والمذهبي، أو لتأسيس أرضية زعامة طائفية أو مذهبية.

رغم كل ذلك يقف الرئيس دياب اليوم كرئيس حكومة تصريف الأعمال أمام مسؤولية مواجهة تحديات الانهيار الذي بلغ حد الانفجار في الشمال وخصوصاً في طرابلس، وبالتالي لا يمكن للرئيس دياب الاكتفاء بالمعالجات الروتينية للمشهد المؤلم الذي نشاهده من طرابلس، سواء لجهة مدى تشكيل الوضع الاجتماعي والفقر سبباً لهذا المشهد، رغم وجود من يستثمر فيه سياسياً وأمنياً، أو لجهة ما تلقاه القوى الأمنية من أذى.

المطلوب أن يقرّر الرئيس الدعوة لاجتماع عاجل في سراي طرابلس يضمّ الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس السابق نجيب ميقاتي والمفتي عبد اللطيف دريان والوزراء السابقين محمد الصفدي وفيصل كرامي وأشرف ريفي وسواهم من القيادات الفاعلة في مدينة طرابلس والوزراء المعنيّين والقادة العسكريين والأمنيين، للبحث بعنواني الانفجار الشمالي، كيفية تأمين شبكة أمان اجتماعية بمساعدات فورية ومستديمة، وكيفية سحب الناس من الشوارع وإعادة الأمن والاستقرار.

المطلوب هو المبادرة وليتحمل من يتخلَّف المسؤولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى