حديث الجمعة

الساكتات لرينيه حايك

 

يوميات التجاذب الداخلي، مراوحة الصمت والثورة الى ان يتوالد الانفجار الكبير،

بسكينة متمهلة في سرد المعاش بتفاصيل تنمو على ضفاف الاستقلالية غير المحققة لأربع سيدات متنوّعات الأهواء جمعتهن صداقة وفاء لسنين طويلة عايشن معاً عبور الحياة بهنّ من دون أن يعشنها.. ثلاث منهن اخترن الهرب من العائلة إلى كنف الارتباط الذي حمل الشيء ونقيضه يتقلبن على نار الذكوريّة وخيبة التنازلات..

صورة ختاميّة يتحلقن في سهرة الميلاد في دارة السيدة العزباء بعد أن تختار إحداهن الانفصال عن زوجها المأخوذ عنها وعن أولاده لعلاقاته وعالمه الخاص، تحلقن حول صور الماضي ورسائله وكلماته وضحكاته التي نسين أنها صدرت يوماً عنهنّ يوم حلمن بحياة أفضل.. على مفارق العمر وأزماته وحدهم أولادهن حضروا بفرح على أطلال ما عبر ليزدن الى النهاية تشويقاً قبل أن تُسدل الستارة على يوميات تتراكم تفاصيلها لتجعلنا نغص بالمزيد قبل أن نغادرها طوعاً أو بقرار..

نعيش الرواية بصفحاتها 300 متنقلين بسردية الجمل الرشيقة من دون تعب ندخل غرف النوم والمكاتب بقلق المرض الذي يغالب الجسد حدّ الفتك والشغف بالعطاء الذي يتحوّل وظيفة كأننا كل واحدة منهن نتقلب في أحوالهن..

بعض الروايات لا تسكننا بعد سطرها الأخير بعد أن يتماهى كل سطر مع حيواتنا على تنوعها.. رواية اليوميات ببعد نسائي.. برقة المرأة وعذاباتها..

بجرأة التحول من الظلمة الى النور وصولاً للتمرد.. الساكتات للروائية رينيه حايك جميلة السرد لم تغادر عادتها بروايتها الصادرة عن التنوير عام 2019 ربما ظلمتها الجائحة في نيل حقها بالانتشار.

دلال قنديل ياغي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى