الوطن

زكي جال على مسؤولين وأيّد أفكار برّي لحلّ الأزمة

رئيس الجمهورية: لبنان ملتزم تطبيق اتفاق الطائف

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف والعمل استناداً إلى بنوده لا سيما في كل ما يتصل بإنشاء السلطات الدستورية وعملها وانحلالها، معتبراً أن «كل ما يقال خلاف ذلك أو يوحي بأن اتفاق الطائف مهدّد، هو كلام لا يستند إلى الواقع». فيما أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن الأفكار التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه برّي للخروج من من الأزمة جيدة جداً وتحظى بتوافق عريض في الشارع السياسي اللبناني و تشكل مخرجاً طيباً للأزمة الراهنة.

وكان زكي جال أمس برفقة وفد من الجامعة، على عدد من المسؤولين، فزار قصر بعبدا، حيث التقى الرئيس عون في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشارين رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.

وفي مستهل اللقاء نقل زكي، إلى الرئيس عون تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وتمنياته بأن يتوصل الأفرقاء اللبنانيون إلى حلول للأزمات التي تعصف راهناً بلبنان، واضعاً إمكانات الجامعة بتصرف أي خطوة تساعد على تسهيل الاتفاق بين الأطراف اللبنانيين في المجالات كافة.

ورحب رئيس الجمهورية بأي مبادرة تقوم بها جامعة الدول العربية في حل الأزمة اللبنانية. وشرح لزكي الأسباب التي حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة والعراقيل التي وُضعت في سبيلها، مؤكدا “التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف الذي انبثق منه الدستور والذي يجب أن يكون محترماً من الجميع، والعمل استناداً إلى بنوده ولاسيما في كل ما يتصل بإنشاء السلطات الدستورية وعملها وانحلالها”.

واعتبر أن “كل ما يقال خلاف ذلك أو يوحي بأن اتفاق الطائف مهدّد، هو كلام لا يستند إلى الواقع وتروجه جهات معروفة ومعنية بالتأليف”، مذكراً بأن “رئيس الدولة هو الوحيد الذي يُقسم اليمين على الدستور للمحافظة عليه”.

وبعد اللقاء أكد زكي أن الوضع في لبنان  متأزم وحرج ومحفوف بمخاطر كثيرة، لافتاً إلى أن هناك أزمتين سياسية واقتصادية، ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية من دون إيجاد مخرج للأزمة السياسية، مضيفاً “من هذا المنطلق عرضت على فخامة الرئيس استعداد الأمين العام للمساعدة في الاتصالات بين الأطراف الرئيسية في هذه الأزمة إذا كان هناك داع للتدخل من الجامعة العربية، وحتى إذا كان الأمر يتطلب أن يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول من الجميع، فنحن حاضرون لذلك. وقد رحب الرئيس عون مشكوراً بهذا الطرح، مؤكداً أن لا مشكلة لديه بذلك، وقد تفضل بموافقة ومباركة هذا الأمر. وسوف تكون هناك اتصالات مع الأطراف السياسية لحلحلة الوضع السياسي “.

والتقى زكي والوفد المرافق، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس برّي وجرى عرض للأوضاع العامة ولا سيما الموضوع الحكومي.

بعد اللقاء الذي استمر ساعة، أشار زكي إلى أنه عرض مع برّي “الوضع بتفاصيله كافة ووضعني في الأفكار التي طرحها وهي جيدة جداً وتحظى بتوافق عريض في الشارع السياسي اللبناني. ونعتقد أن الأمر يتطلب دائماً كما نقول وضع المسؤولية الوطنية فوق كل الاعتبارات الضيقة حتى يمكن مساعدة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني للخروج من المأزق الحالي الذي نرى أنه يؤثر بشكل شديد السلبية على الوضع الاقتصادي والمعيشي للبنانيين، وهو أمر ينبغي ألاّ يستمر أكثر من ذلك”.

وتابع “هناك حوار مستمر مع الرئيس برّي حول أطروحته للحل والأفكار التي قدمها. والجامعة مستمرة في اتصالاتها مع الأطراف السياسية لكي نساعد بكل ما أمكننا ذلك للخروج من المأزق الحالي إلى منطقة أرحب يستطيع من خلالها الرئيس المكلّف أن يشكل حكومة في أسرع وقت ممكن”.

ورداً على سؤال قال زكي “نحن لا نحمل مبادرة ولا نضغط على الأطراف لكن نحن منزعجون وقلقون من الوضع في لبنان، إن سياسياً أو اقتصادياً”، معتبراً “أن الأفكار المطروحة حالياً وبالذات تلك التي طرحها الرئيس نبيه برّي هي أفكار يُبنى عليها ويُمكن أن تشكل مخرجاً طيباً للأزمة الراهنة. وطبعاً ذلك يجب أن يكون موضع توافق كل الأطراف السياسية وحتى الآن لا يحوز على هذا التوافق وربما مهمتنا في الجامعة المساعدة للوصول إلى هذا التوافق حتى نخرج من المأزق الراهن”.

أضاف “نحن نعمل تحت المظلة العربية وفقاً لقرارات مجلس الجامعة والخط السياسي الذي ترسمه الجامعة وقراراتها وبالتالي الوضع الذي نعمل عليه هو تنفيذ فكرة تُخرج المأزق السياسي الراهن”، مؤكداً “أن الجامعة العربية قد سبق وأيدت المبادرة الفرنسية ولا ضير في ذلك، حكومة اختصاصيين تعمل لإنقاذ البلد من الوضع الاقتصادي الحالي وهذه أفكار لا بأس فيها وهي متوافق عليها عربياً، أما كيف يحدث ذلك؟ هنا نتدخل لنساعد في الحلحلة”.

وبعد اجتماعه في السرايا الحكومية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، قال زكي “كان الحوار مفيداً لي، لأنني اطلعت من دولته على الوضع المعيشي الاقتصادي في لبنان الحرج والمحفوف بمخاطر كثيرة. وكان الحديث صريحاً حول مستقبل الوضع وكيف يمكن للمجتمع الدولي والعربي المساعدة”.

أضاف “قلت لدولة الرئيس أن الوضع يجب أن يشهد حلحلة سياسية أولاً حتى نستطيع الحديث عن تحسين الأوضاع الاقتصادية، ووجدت تفهماً لديه حول هذه النقطة”. وتمنى “في خلاصة هذه الزيارات، أن نصل إلى المنهج الأفضل لكيفية دعم ومساعدة لبنان على الخروج من أزمته الراهنة «.

وزار زكي “بيت الوسط”، حيث التقى الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري وقال بعد اللقاء “استمعت من الرئيس المكلّف لوجهة نظره بالكامل في موضوع التأليف، وأين تكمن العقبات التي يواجهها في التأليف الآن. أعتقد أن لديه فكرة بأن الطرح الذي خرج من عند الرئيس نبيه برّي هو فكرة مقبولة إلى حد كبير، وأنا بصدد إجراء المزيد من الاتصالات لتبيان الموقف ومساعدة الأطراف في الوصول إلى مخرج للوضع الراهن”.

وأعرب عن اعتقاده “أن الشعب اللبناني، وبما وصلت إليه الأمور، يستحق أن يتم العمل من أجل مصلحته والخروج من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه، والأصعب قادم، ونعلم أن الوضع ليس جيداً ونريد أن نتدارك الأمر قبل فوات الأوان».

والتقى زكي أيضاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، في كليمنصو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى