أولى

حضرة الوزير السيد جان إيف لودريان: لكم السّبْقُ في تأسيس الفساد اللبناني ورعايته

} السيد سامي خضرا

اتَّصل بي موظفٌ مرموقٌ ومحترم في مؤسسةٍ رسميةٍ لبنانية بعدما كتبتُ على التويتر وأشرتُ إلى دور الفرنسيين وتحت رعاية الرئيس شيراك شخصياً في التأسيس والرعاية والمُساندة لعهد الفساد اللبناني الحديث الذي بدأ مع مطلع التسعينات إلى أن أَوْصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

إتَّصل بي الموظف الموثوق وقال لي مُؤكِّداً على ما ذكرتْ على التويتر، فأشار إلى أنه عندما ذهب ومجموعة من الموظفين في وزارته للقيام بدورةٍ تأهيلية في فرنسا أنّ المسؤولين عن دورتهم هناك أَوصَوْهم أنّ الرشوة هي جزءٌ طبيعيٌ من عملهم في هذه الوزارة!

نضع هذه الكلام برسم وزير الخارجية الفرنسي السيد «لودريان» الذي يُكثِرُ في هذه الأيام من الوعظِ والوعيد والأحكام المُتسرّعة والتهديد لنؤكد له أنّ حكومته كان لها سَبْقُ التأسيس للفساد اللبناني القديم منه والجديد…

والملفات في هذا الشأن حاضرة ولا يمكن تغطيةُ السموات بالقبوات وإنْ كان بعض المنهزمين ما زالوا يُسمُّون فرنسا أُماً حنونة أو يعتبرون استعمارها وجرائمها حضارةً وانفتاحاً!

وفي مراجعة بسيطة لحزمة مواقف وزير الخارجية الفرنسي سوف ترى أنه يصعبُ عليه أن يلعب دوراً إيجابياً أو أيّ دورٍ عمليٍ فاعل وهو يَمتطي حصاناً ويظنّ نفسه عنترة بن شداد!

فالتصريحات النارية للوزير الفرنسي وإن كانّ من الصعب أن يحملها أحد محمل الجدية باستثناء بعض الأبواق الإعلامية اللبنانية التي تقوم بدورها التهديدي والتضليلي من أجل سداد الفواتير وكتابة التقارير… من الصعب على غير هؤلاء من القوى اللبنانية الفاعلة أن «يقبض» كلام الوزير الفرنسي!

 بل وبسبب تكراره أصبح ممجوجاً مستهلكاً.

ولا ندري بدقة ما هي مشكلة هذا الوزير:

هل أنه لا يعلم أو ليس خبيراً أو يتمّ تضليله أو أنه يُحبّ التنطح على طريقة بعض اللبنانيين أو أنّ ثقافته الموروثة تحشره في مثل هذه المواقف الفارغة المضمون؟!

فما زال وفي كلّ مناسبة يُهدّد وهو من جهةٍ يعلم أنه لو كان لتهديده أثر لكان كوارثياً على بلاده قبل غيرها.

ومن جهةٍ ثانية لو لم يكن لتهديده أثر فهذا كافٍ ليكون وبالاً على ما يُمثل!

فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً وكأنه لا يعلم موقعه الحقيقي وماذا يجري في لبنان وما هي المُتغيرات وموازين القُوة!

فهل من ناصحٍ صادقٍ يتكلم معه وينصحه بأن يعمل عملاً يُفيده فيتجه نحو حلفائه المفترضين للتشاور معهم وتوجيههم وإخراجهم من الأوهام التي يعيشونها بدءاً من الرئيس المكلف إلى سائر العاملين معه والمطيعين؟

ومن دون ذلك لا يحق للفرنسيين أن يلعبوا دور البطولات في مكانٍ لا ينطبق عليه زمانهم الآفل.

مع أنه في المهام الكبرى لا تنفع وقوفات الأطلال لأنها ليست أكثر من أحلام يقظة.

فيا حضرة الوزير الزائر مهلاً قليلاً فأنتم ساهمتم وبقوة في الفساد والمأساة التي نعيشها اليوم نحن في لبنان تأسيساً واستمراراً وحماية ورعاية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى