أخيرة

لنضال الأشقر حضور موسوم كالوشم على جلد غجرية

} يكتبها الياس عشّي

تورّطتُ، يوم قبلت الحديث عن نضال الأشقر، فالذين يتعاطون مع عويل الرياح، وهمس الورد، يصعب الدخول إلى عالمهم؛

إنهم أناس غير عاديين، يعيشون في عالم شفّاف يصنعونه بأهداب عيونهم، ثم يطلقون عليه اسم: عالم الدهشة.

***

نضال الأشقر واحدة من هؤلاء …

حقيبتها ملأى بالفواصل والنقاط والحروف،

تنشر منها هنا …

تنشر منها هناك …

تلملم من أفواه الشعراء

كِلمةً أو كِلمتين …

عبارةً أو عبارتين …

بيتاً أو بيتين …

ثَمّ تقف كحدّ السيف،

لتصيرَ الكِلمةُ معها قصيدةً …

والعبارةُ أغنيةً …

والبيتُ زنبقةً… والقصيدة عصفوراً.

***

نضال الأشقر

حملت همومَ الشعراءِ وأحلامَهم، ودموعَهم، وغضبَهم، وشرايينَ قلوبِهم، وزرقةَ عيونِهم،

وزرعتها ابتساماتٍ لها طعمُ الغضب.

***

لا تصدّقوا أبداً، يا سادتي، أنّ الشاعر وحده يمارس فعْلَ الموت في ساعة المخاض،

لا تصدّقوا أبداً أنّ للشعراء وحدهم شياطينَ شعرٍ،

ووحدهم يدخلون أرض عبقر !

نضالُ أيضاً، في لحظة الاختيار،

لها شيطانُها، وعبقرها، وحضورُها الموسومُ كالوشم على جلد غجرية !

***

نضال أيضاً تعرف

أنّ وطنها مكفّن من سيناءَ

إلى بحر الشام

بمأساة الرحيل،

وتعرف أنّ صوتها الهادرَ رسالة

تبدأها على مسرح

أو من فوقِ منبر،

لكنّه، كأيّ فنِّ، صوتُ يعيد ترتيب الأشياء

ليخلق وطناً للحرية.

***

نضال الأشقر

قصيدة تصدح بين كرم زيتون

وشجرة برتقال،

وبحر يبتهج بالنوارس الآتية من أوغاريت

إلى طرابلس

إلى صور،

نوارسَ جاءت لتنقرَ، مع نضال، من بيادر الشعر.

*من كتاب «وطن للبيع… فمن يشتري»، تأليف: الياس عشّي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى