أولى

مسلسل تشكيل الحكومة كمتابعة نشرة الأحوال الجوية

} عمر عبد القادر غندور*

انتهت الجولة الخامسة من تداولات تشكيل الحكومة بين رئيس الجهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى شعار «للبحث تتمة» وما رشح من معلومات لا يتجاوز اللهجة التفاؤلية التي خرج بها الرئيس ميقاتي مؤكداً انّ فخامة رئيس الجمهورية غير متمسك بوزارة دون غيرها، في حين ذكرت صحيفة محلية انّ الرئيس نبيه بري يوافق على استبدال وزارة المالية بوزارة الداخلية… ولا تعليق.

هذا في يوميات المطبخ اللبناني، بينما مطابخ الجوار أكثر تفصيلاً وأوضح صورة. ومثالاً على ذلك تقول صحيفة «عكاظ» السعودية بلسان من بيدهم الحلّ والربط «لا يمكن القطع بأنّ الجهود التي يبذلها الرئيس نجيب ميقاتي تعني زوال الخطر الذي يحاصر لبنان على أكثر من جهة خصوصاً الوضع الاقتصادي المنهار والمخاطر الأمنية المتفاقمة، في حين يتعامل كثيرون بحيادية إزاء تكليف ميقاتي، إلا انّ الأطراف الأخرى تصدر إشارات اقتصادية توحي انّ الأزمة أبعد من ايّ حلّ قريب، مؤكدة ان الرئيس عون لن يعطي الرئيس ميقاتي ما لم يعطه للرئيس الحريري.

وتعني الصحيفة السعودية بالمخاطر الأمنية المتفاقمة، ككمين خلدة، والاعتداءات «الإسرائيلية» على لبنان والإغارة لأول مرة منذ عام 2006 على موقع حدودي مكشوف.

أما المخاطر الاقتصادية فحدث ولا حرج في ضوء حرب الدولار الذي يلعب على جهاز المتوازيين للعبة الجمباز.

وتقول صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية السعودية الهوى والتمويل «انّ ميقاتي سيصطدم بالحسابات والمصالح نفسها التي أبعدت مصطفى اديب وسعد الحريري»، وتابعت الصحيفة «انّ لبنان بات أشبه بسفينة تايتانيك قديمة تقترب بسرعة من جبل الجليد».

أما المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني الأكثر حاجة وإلحاحاً للدواء والغذاء والكهرباء، ويبذل جهوداً ويتبرّع للشعب المحتاج، تستمرّ المماحكات السياسية والمبرّرات الساقطة وغير المبرّرة والمقنعة والتي يمارسها السياسيون في تعطيل تشكيل الحكومة المستحيلة.

وتقول الدول المانحة انه لا يمكنها الاستمرار  في الدعم في ظلّ عدم تجاوب السلطات اللبنانية في تنفيذ الإجراءات الإصلاحية، فيما يستمرّ الخلاف على الحقائب السيادية والحصص والمداورة وتدني منسوب الأمل بقيام حكومة ترقى الى الحدّ الأدنى من الانفراج والأمن الاجتماعي.

والى متى يبقى اللبنانيون يتابعون نشرة الأحوال التفاؤلية في محادثات تشكيل الحكومة، الى جانب نشرة الأحوال الجوية، وربما تكون أخبار السماء أرحم.. وهي بالتأكيد أرحم.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى