حديث الجمعة

صباحات

} 29-10-2021

صباح القدس لمأرب فمنها حسم يقترب، وحرب شمسها تغرب، وفيها القطبة المخفية، للانفعالات الهستيرية، والسعي لرفع السقوف العالية، باللغة المتعالية، وشعار المهزوم اضرب، فإن لم تصب ربما تعلم، وهو ما تعلم، أن اليمن شعب يعرف كيف يصبر، وكيف يتألم، لكنه لا يبيع الكرامة بالخبز والأمان، ليحيا حياة العبيد، وهذا ما قاله من لبنان الوزير العنيد، لن نقبل الابتزاز، وبكل اعتزاز، سنقول رأينا، وندافع عن الحق، فلا تنازل عن الحرية، في سعينا، وسنرفض الرق، والعبودية، وليس خافياً أن الغضب المفرط نابع من الشعور بالمأزق، والسعي لتصيد الضغط من كل مفرق، والرهان على الضغوط، لفتح الباب لوضع الشروط، أولها حديث عن إقالة الوزير، كي يرضى الأمير، ويليها بحث بأوهام، أن يفتح الباب، لمساومات تستدرج التأثير في اليمن، وجوهر الكلام، بالأسباب، نابع من أن الحرب تفقد التلاعب على الزمن، ويفقد صاحبها السيطرة، ويعرف أنها صارت عبثية، ولهذا يريد استدراج التدخل، فلم تعد هناك مسطرة، ولا قضية، ولا أمل بالتبدل، والغريق يتعلق بقشة، وقد وجد في القضية ما يؤنس الوحشة، وفق معادلة نترك لكم الحكومة، فساعدونا في حالنا المأزومة، والمطالب معلومة، حزب الله وأنصار الله توأمان، فليتبادلا المصالح، فنرتاح ونصالح، والجواب عند الحزب والأنصار واحد، بحساب الكرامة قبول هذه العروض غير وارد، الحل في لبنان أن تتعلموا احترام السيادة، وفي اليمن أن تفكوا الحصار وتوقفوا العدوان، وإن قررتم الإعادة، ستسمعون ذات الكلام في اليمن ولبنان، والذين يرتضون معاملة الرقيق، حالهم يحتاج إلى تدقيق، فبعد مجزرة الطيونة سقطت رهاناتهم، وخابت خياراتهم، وانتصر الدم على الجزار، وتراجع بقوة الدم البيطار، وجعجع ينتظر المساعي، بعدما تحرك الراعي، ومن حفر الحفرة، مأزوم ألف مرة، وبدلاً من أن يعين صاحب الحرب في حربه، ينتظر من صاحب الحرب أن يذكره في دربه، فعسى تتاح المفاوضة، أو تقبل المقايضة، فكيف لمأزوم أن ينصر مأزوماً، أو للزوم أن يغسل زوماً، وأن يخترع لعدم اللزوم لزوماً، وأن يكفل العصفور الزرزور، أو أن يصلح العطار ما أفسد الدهر من أمور، والأمور في لبنان محسومة، القرداحي هو الحكومة، والحياة وقفة عز، وصاحب الحق لا يبتز، فسارعوا للخروج من حربكم الفاشلة، وفكوا حصاراتكم القاتلة، وفكروا بعقل الأخوة، بدلاً من الشراء بالمال والتهديد بالقوة، فقد انتهى زمن الاستحمار، وولى عهد الاستعمار، واقبلوا نصيحة الصديق، الذي انتفض على لغة الرقيق، لكنه ناصح بقوله الدقيق، فالصديق من صدقك لا من صدقك، ولا تصدق ولا تصادق من وضع رسنه في مرفقك، فمن يرتضي الرسن في الرقبة، يبيع رأسه لألف عتبة ومن لا يعطي عطاء الذليل، لا يحتاج في الصدق دليل

} 30-10-2021

صباح القدس لانكشاف الأوراق والذهاب في اللعبة إلى نهاية الزقاق، فقطع العلاقات السعودية ووقف الواردات اللبنانية، يقول إن القضية ليست بتصريح قديم لوزير، بل قضية مصير، محاولة إلهاء للرأي العام، عن الحدث المثير للاهتمام، فما يجري في اليمن، يمثل لهم أم المحن، فاختاروا لبنان مكسر عصا، لأن فيه ساسة تجلبهم العصا، ويلهثون طلباً للرضا، ولو علموا أن شيئاً لن يتغير، فلا يتعلمون مما مضى، عندما استقالوا وزيراً للاسترضاء، فما تغيرت لغة العداء، والهدف هو استقالة الحكومة، وسيكتشفون إذا أقالوا الوزير أو استقالوه، أن السعودية المأزومة، لن تأخذ حرفاً مما قالوه، وستمضي حتى تستقيل الحكومة بالإيحاء أنها تريد المزيد، وأن ما كان يجدي قبل يومين ما عاد ينفع بعد التصعيد، لأن المطلوب أن يبقى لبنان بلا حكومة، وبلا انتخابات، وبلا رئاسة، حتى تستعيد السعودية حق الفيتو، في السياسة، بانتظار التسويات، وفي انتظار أن تتبلور أوضاع المنطقة، واليمن وحده أمة ناطقة، لا يريدون للبنان أن يتنفس، ويهمهم أن تكون الكلمة فيه للفوضى والأزمات والانهيار، ويكفيهم بضعة أقلام وأصوات وبنادق تتجسس، وتنقل الفتنة من دار إلى دار، فمثالهم لنا هو جعجع، وعقدتهم في إصبع، ولمن يريد أن يعرف الفارق بين اليوم وزمن العروبة الجميل، فليتذكر عندما أرادوا لبنان ألعوبة ومسرحاً للقال والقيل، فعام 67 فعلت السعودية شيئاً مماثلاً، وكان ظل عبد الناصر أمامها ماثلاً، فوقفت الحكومة بعنفوان، وانعقد البرلمان، ورد التحدي، وقرر لبنان التصدي، فتراجعت السعودية، وبقي لبنان حضناً للقضية، أما اليوم وفي لعبة الطوائف، وما تخرب من النسيج الوطني منذ الطائف، وعلى رغم عظيم العزة وفائض الكرامة، في زمن انتصارات المقاومة، ليس غريباً أن تنتصر لغة العبيد، وأن ترتفع الدعوات لإسقاط الذريعة، لتفادي القطيعة، وأن يخرج من يقولها ويعيد، العروبة هي السعودية، والكف برقبته متر بعدما اعتاد العبودية، وأن يخرج سواه ويقول، لو سلمنا أنها خطة تخريب، فلنقطع طريق الوصول، على مخططهم القريب، متجاهلاً أن التنازل عن السيادة، وتحويل قرار لبنان إلى الرياض وتسليمها القيادة، له بداية وليست له نهاية، فإن استقلتم الوزير، وخضعتم للأمير، سيقول لكم وماذا عن وزراء لحزب الله يؤيدون اليمن، ولن نتعامل مع حكومة تضم حزباً نصنفه على لوائح الإرهاب، وستكتشفون أنكم أغلقتم باباً وفتحتم للذل أبواب، وتخلصتم من نصف أزمة ودخلتم في الفتن، وستندمون، لأن المطلوب هو الإخضاع والإذلال، والرد بوقفة الفرسان والرجال، كما فعل الرئيس رشيد كرامي، رداً على إنذار الوزير السقاف، قائلاً إن لبنان بلد الكرامة، ومن عنده كرامة لا يخاف

} 1-11-2021

صباح القدس لارتباك معسكر الخصوم، فواحد بعد الانسحاب من أفغانستان مأزوم، والآخر في حرب اليمن مهزوم، والبيت الأبيض لا تنقصه الهموم، وثمة من يتوهم أن تشمير السعودية عن زنودها قوة، وينسى أنه إعلان إفلاس قبضايات الفتوة، فلو نجحت الأدوات في المهمة، لما اضطرت لهذه الخطوة، وقد خسرت أوراقها المهمة، وتراهن اليوم على إسقاط الحكومة، فجاءها الأميركي برسم سقف اللعبة تحت عنوان الاستقرار، وهو لم ينس دروس سفن كسر الحصار، وحلم الرياض بالعودة بلبنان إلى عشية الطائف، حيث الفوضى وحروب الطوائف، بانتظار تسويات كبيرة، يصير لبنان ضمنها، فيضمن لها حصة صغيرة، في معادلة ترتيب المنطقة وأمنها، فبعدما خسرت سورية واليمن، وتعثرت في العراق، صارت تهيئة المناخ للفتن، مدخلها للشراكة في الاتفاق، ووضعها الأميركي مع فرنسا في سباق، الشراكة الإقليمية لمن يمسك بالمعادلة، فليجرب حظه كل واحد بالمحاولة، والإسرائيلي العاجز عن خوض الحروب، يلاقي كل فرضية للعبث والتخريب، وقد قرر الهروب، وتفادي الخطر القريب، فالتصعيد السعودي حرب نفسية، لن تغير المعادلات، إلا إذا سقطت الحكومة، وإن سقطت سيكون الأميركي صاحب القرار، لأن الفرنسي متمسك بها لحفظ مصالحه تحت عنوان الاستقرار، وفي هذه الحالة نعود إلى المربع الأول، مربع الرهان على الفك والتركيب، لكنهم يتجاهلون أنهم يفكون في ميادين نفوذهم، ويعيدون تركيبها، ولن يكسبوا من مساحة تحالفات المقاومة شبراً واحداً، ولأن الزمن تحول، فالأحداث ستقودهم، بعيدها وقريبها، أن ليس لبنان ورقة إقليمية، وقد صار حزب الله في الإقليم قائداً، وأنه لم تعد القضية فرنسا أم السعودية، فحزب الله هو القوة الإقليمية، وعندما تريد واشنطن دخول التسويات، لن تعدم التوصل معه إلى تفاهمات، فألف متبرع بدور الوسيط، للتفاوض غير المباشر، وسيخرج الإسرائيلي والسعودية إلى متاهات، ومسلتهم لا تنفع للتخييط، ما دامت مأرب ترسم حدود المخاطر، وما دامت الصواريخ الدقيقة معادلة الحرب القادمة، فملء الوقت الضائع، بعرض البضائع، وكلها كاسدة، لا يغير الحقيقة، فلا من يبيع ولا من يشتري، ولا تفيد المعاندة، في الخروج من المأزق، وورقة المعايدة، ستكون للأحمق، بعد مأرب كلام جديد، أفهمت أم نعيد، والقرداحي لن يستقيل، وحرب اليمن عبثية، فليفهم الأصيل والوكيل، أنه بلسانه سيعيدها ألف عبثية أملاً بوقفها، وعندها ستكون المقاومة قد رفعت سقفها

} 2-11-2021

صباح القدس للحقيقة، في قضية قرداحي، بأن الأزمة بالسلاح الصاحي، والصواريخ الدقيقة، كما قال وزيرهم، وأن المعركة مع هيمنة حزب الله على الدولة، عنوان هذه الجولة، كما هدد وزيرهم، وقيمة القول بكونه يحسم الجدل، حول حل يعالج السبب، فتسقط الدعوة للاعتذار والاستقالة، باعتبارها محاولة لإذلال بطل، قال الحق وما ارتعب، لكن تقديمه كبش فداء لا يعني نجاح المحاولة، ويبقى الأهم في الكشف عن السبب، أنه يكشف قلة عقل المتذرع، فلم يستعن بصديق أو متبرع، ليشرح له عقله أو صدره، ويقضي بعضاً من أمره، بأنه لم يكتشف البارود عندما قال مشكلتنا مع حزب الله، فهو أعلن هذا من حرب تموز إلى ما شاء الله، فماذا حصد، وما الذي تغير في المشهد، فالذي تأزم هو البلد، ولم يضعف حزب الله بل زاد قوة وحضوراً في لبنان والمنطقة، كما تقول التقارير الأميركية الموثقة، فما جدوى تكرار المحاولة في ظروف أشد صعوبة، أليست وصفة مقاتلة الحكومة للمقاومة هي التي أعطيت للسنيورة بقطع شبكة الاتصالات، واتصل الملك يومها بالوزراء فرداً فرداً يوزع التطمينات، وماذا كانت النتائج، في حسابات الثور الهائج، سوى الخسران والخيبة، وزيادة الشيب على الشيبة، وكم تكررت محاولات، كانت فيها السعودية أقوى، وانتهت حروبها بلا جدوى، منذ منع السياحة إلى لبنان، وتصنيف حزب الله إرهابياً كما جاء في الإعلان، ولم تكن هناك حرب في اليمن، وكانت أميركا وفرنسا تسرج الخيول، وإسرائيل تقرع الطبول، والعنوان تسريع الفتن، وما هي الحصيلة، عندما احتجز الحريري بصفته شيخ القبيلة، وعوقب لأنه لم يقاتل، وليسأل السعوديون أنفسهم عن سبب انسحاب الفرنسي والأميركي من الحصار، أليس لأنهم تأكدوا من خطورة الذهاب إلى الانفجار، بعدما شقت البحار وجاءت السفن من إيران، وأدركوا أن اللعبة الناعمة وحدها تنفع في لبنان، وها هي تجربة الطيونة، تظهر فشل الخطة المجنونة، وهم يصرون على تكرار التجربة في ظروف تزداد عليهم صعوبة، ويتوهمون أن اللبنانيين كأتباعهم ألعوبة، يكذبون عليهم فيصدقون الأكذوبة، ويصرون على حصاد فشل جديد، ومثلما تراجعوا بعد خطة السنيورة المقبورة، وقبلوا وساطة قطر، وذهبوا يصالحون سورية على عجل، ويرسلون إليها الحريري للاعتذار، عما حصل، وأدركوا حجم الخطر، سيعيدونها مرة ثانية، فهم مولعون بالإعادة، إعادة الخطط الفاشلة، والتنكر للنتائج الحاصلة، لإعادة الفشل، وإعادة الاعتذار، فانظروا لحروب العزم والأمل، وما ينتظرهم في مأرب، محاصرون بألف مخلب، ومن لا يتعلم من تجاربه لا يتعلم من تجارب الآخرين ويكرر حروبه المهزومة، تسكنه العنجهية، فتلك مشكلة جينية، وعقلية مأزومة، وثقب في الذاكرة، وبعض جنون، ومن تنقصهم المذاكرة، دعهم في غيهم يعمهون، ستراهم كما كل مرة قادمون، يقدمون الاعتذار من بوابة الشام، ويحملون أتباعهم الصغار، ويتركون خلفهم الأيتام

} 3-11-2021

صباح القدس قل الحقيقة ولا تخاف، ولنعد إلى أصل الخلاف، فالمقاومة على رغم الغضب، لم ترفع شعاراً محقاً هو نفط العرب للعرب، ولم تتدخل في شكل الحكم والنظام، وتقول هذا حكم لا علاقة له بالإسلام، ولم تقم مسافتها مع الحكومات على أساس استقلالها عن الدول المنتدبة، ولا على أساس البرلمانات المنتخبة، وحتى بالحديث عن اليمن، فحجتهم مردود عليها، فهم يحاصرونها منذ زمن، ويحصون الأنفاس منها وإليها، وهل مشكلة اليمن بالمقاتلين، وشعبه يملأ الساحات بالملايين، وقبل اليمن لماذا حرض الملك باتصال شخصي مع الوزراء، لقطع شبكة اتصالات المقاومة، ولم يكن ذلك في الخفاء، بل كان على الهواء، ووضعوا شرط تسليم السلاح في أول القائمة، وقبلها في حرب تموز، أليس الملك من وصف المقاومين بالمغامرين، وقال سيدفعون ثمن أفعالهم، وعندما قطع الشك باليقين، وكذبت المقاومة أقوالهم، قرروا فرض الحصار، وقالوا لا حكومة مع حزب المقاومة، كأنهم القضاء والقدر حيث لا مساومة، وبقي تمام سلام عشرة شهور، يلف ويدور، حتى جاء قرار الأميركي بتشكيل حكومة لملء الفراغ الرئاسي، وانصاعوا كما كل مرة لمشغلهم الأساسي، وهذه المرة ليست القضية بكلمة من وزير، ولا بغضب أمير، إنه أصل الخلاف منذ تحرير الجنوب، وإسقاط أكاذيبهم عن فشل الحروب، وبعدها تأكيد المؤكد في تموز، بأن المقاومة تفتح للحرية دروب، وأن الاستسلام أمام العدو جرم لا يجوز، وأن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت، وأن فلسطين حق لا يموت، وأحيت المقاومة قضية فلسطين كبوصلة للشعوب، بعدما ظنوا أنها صارت نسياً منسياً، وأن الزمن مفتوح للتطبيع، والتسليم بنهاية الحروب، وتوهموا أن الأمة تساق كالقطيع، ليكتشفوا أن عقلهم كان أحمقاً وغبياً، ولما جاؤوا إلى الحرب على سورية، وقالوا للمقاومة أنت مكرسة لإسرائيل، فتمسكي ببوصلة لا تحيد ولا تميل، قالت المقاومة لن ندع قلعتنا تسقط، وظهرنا يكسر، فإذ بهجومهم يحبط، وحظهم يتعثر، ولما فبركوا داعش سما للعراق، فوجئوا بالمقاومة تصنع الترياق، وأهم ما قدمته المقاومة لليمن في القتال، أنها ألهمت شعبه بقوة المثال، لذلك غيظهم مبرر، بما فعلوا وأكثر، وأصل الخلاف ليس لبنان ولا اليمن ولا العراق ولا سورية بل فلسطين، التي ظنوها موؤودة دفنوها في الجاهلية، وخرجت لهم في زمن المقاومة أحلا صبية، (وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت، وإذا الصحف نشرت، وإذا السماء كشطت، وإذا الجحيم سعرت، وإذا الجنة أزلفت، علمت نفس ما حضرت)، (فأما من أوتي كتابه بيمينه، يقول هاؤم اقرأوا كتابيه، إني ظننت إني ملاقياً حسابيه، فهو في عيشة راضية، في جنة عالية، قطوفها دانية، فكلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية)

} 4-11-2021

صباح القدس لإطلاق النار يتصدر الأخبار، وللحرس الثوري يحسم الميدان ويقدم الإعلان من بحر عمان، بأن الأميركي نمر من ورق، قشة كبريت واحترق، فبعيداً من الكذب المفضوح، الذي ينتصر هو الروح، والمعادلة المستعادة، من موقع السيادة، أن من يثبت جاهزيته للمضي قدماً مهما كانت المخاطر، يربح الحرب إذا استعد كفاية وتحمل الخسائر، وكان مدافعاً عن حق ظاهر، وهذه المعادلة القديمة الجديدة، تعم الساحات القريبة والبعيدة، وتظهر أن الأميركي الذي ينسحب من المواقع، ويتقدم في الإعلام، مجبر على التراجع عندما نتقدم إلى الأمام، أليس هذا ما قالته سفن كسر الحصار، وما قالته شيا في وضح النهار، عن التخلي عن العقوبات، وتسهيل جر الغاز والكهرباء، تفادياً للأعظم من الخطوات، التي بشر بها سيد الأوفياء، وما ينطبق في بحر عمان، ينطبق على لبنان، وكما شهدنا التراجعات الأميركية، سنشهد تراجع السعودية، فالمهم هو الثبات، والنتيجة لا تحتاج إلى إثبات، ما دامت قد تجرأت قطر، على مواجهة الخطر، فما الذي ينقص لبنان غير القرار، لمواجهة الحصار، وقد بات صراخهم من مأرب، أقرب فأقرب، وسنشهد في مفاوضات النووي، معادلة بحر عمان، تحكم كل بحث تسووي، فالكلمة للميدان، ولصاحب الإيمان، وحامل القضية، والمستعد للتضحية، والمجهز بكل أسباب الاستعداد العسكرية، ومن شاهد التسجيلات، لا يحتاج شرحاً ولا توضيحات، فمن مسافة الأمتار، كانت الحرب تدار، وتقابلت المدمرات والزوارق، والصورة تحمل الحقائق، كيف ضربوا وكيف انسحبوا، وتكفي صورة الإنزال، لتحسم الجدال، فلكل الخائفين من المواجهة، هذا درس لأصحاب الحسابات التافهة، والسياسات التائهة، والمتسائلين عن موازين القوى الفعلية، لا عن أرقام وكيبيديا والموسوعات العسكرية، حسمتها إيران بضربة موضعية، وصفرت المعادلة السعرية، وقالت بالفم الملآن، إنها لا تقيم حساباً للبحر وما فيه، ما دامت الروح هي التي تقاتل، وتردد قول الإمام علي إن خفت من شيء فقع فيه، فتلك الفلسفة في حل المسائل، فهل يفهم اللبنانيون، أنهم إن تعايشوا مع الحصار، أسقطوا أقوى أوراق الإخضاع، وأن من أعظم مصادر القوة هو القرار، وما من حق تحميه قوة ضاع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى