حديث الجمعة

صباحات

} 10-6-2021

صباح القدس لجنين زهرة فلسطين وحاضنة المقاومين صانعة الملاحم عندما تقاوم، هناك تمتزج دماء الشباب الذي لا يخشى ولا يهاب، هناك تجد شباب الأقصى والسرايا والقسام، يتقاسمون الرصاص والأحلام، ويتسابقون على الاستشهاد، في الحرب على الأوغاد. هناك صورة فلسطين النقية تقاتل، بعيداً عن تسمية الفصائل، فتصغر الأسماء وتتوحّد الدماء، ويصير الاسم الجديد مشروع شهيد، وفي جنين قبل عشرين عاماً كانت الملحمة، وبقي القتال لأيام، ويخشى الاحتلال تكرار أوقاته المظلمة، اذا عادت الأيام، ويحسب الف حساب لتحول جنين ومثيلاتها الى غزة جديدة، حيث يصعب اليها الدخول، وتصير جزراً محررة، لا تنفع معها النيران القريبة والبعيدة، ولا يمكن اليها الوصول، ولو ارتكبت فيها مجزرة، ويعلم المستوطنون أن نشوء الجزر المحررة يعني انهم سيرحلون وأن نهايتهم مقدرة. فهذا هو السياق الطبيعي للأمور، بدء انحلال قبضة المحتل، وعودة المقاومين للظهور، عند كل مشكل، وصولاً للمنازلة الكبرى، وبعدها منازلات أخرى، وفي يوم من الأيام يكون الختام، فيصير التقدم المستحيل، وتصير المدن والقرى والبلدات، في اللد والرملة والخليل، كالقلاع والمحميّات، بعضها ممنوعة في الليل على الاحتلال، وبعضها في الليل والنهار، ويبدأ الاختلال، وصولاً للانهيار، ومن يقرأ التاريخ يعرف أن حسم الحرب قد لا يكون بالصواريخ، بل بالتفكك والانحلال، وكما يقول الاختبار تكون البداية دوماً من جنين، ولذلك ترتعد مفاصل الضباط ويسألون عن التنسيق والارتباط، وهم لا يعلمون أن شباب فتح قد اشتاقوا لأصولهم المقاومة، وقد سئموا من لعبة التنسيق المذلة ومهانة المساومة، ويشعرون بالخزي لتسليم كل مقاوم، إلا بضعة عملاء هم تجار المواسم، ولأن ماء النهر تنظف مجراها، فالدفق آت من الينابيع الصافية، وفتح تعرف شهداءها وجرحاها وأسراها، وتعرف ان الحقائق ليست خافية، وان الخيارات تضيق، بين المقاومة والتنسيق، فلا يمكن ان تكون فلسطينياً وتعاون المحتل، وشعبك يقتل ويهان ويُذل، مهما كانت الأوامر، فلا يليق بمقاتل حمل السلاح ليقاتل، أن يسلم رفيقه للتحقيق، وهو يعلم علم اليقين ان صاحب الأمر الذي يعتبر العدو رفقة الصديق، فقد الصدقية وباع القضية وصار عميلا تابعا او مستفيدا خانعا، او صاحب سلطة ومكاسب يهمه الحفاظ على المناصب، وبكل حال صار عوناً للاحتلال، وقد آن الأوان ليتوقف الهوان، وها هي جنين تقدم المثال كيف يكون الرجال رفقة الخنادق واخوة البنادق، حيث لا مكان لعميل أو منافق، وتلك بشارة الخير الوفير القادم، بوجه المظالم، لوحدة الشعب في الميدان، ووحدة الشباب المقاوم، واول الدليل في جنين، والتتمة في الخليل، وسخنين.

} 9-6-2021

صباح القدس لسيد الكلام يعايد الإعلام، وفي عيد المنار الثلاثين، طمأن سيد المقاومين، الأعداء والمحبين أنه الى القدس سيصلي داعياً الى عدم التخلي، عن بوصلة واضحة وفكرة ناصحة، عنوانها فلسطين لا تحتاج الا للصبر وبعض التحلي، فنحن قاب قوسين من المعادلة الجديدة، حيث الكيان بين الخيارات الصعبة تشتد أزماته، والأيام ليست بعيدة عن دخوله العتبة واقتراب نهاياته،، وتوجّه بالتحية لانضمام اليمن الى معادلة القدس والحرب الإقليمية، محذراً من لعبة الخداع في ادعاء السعي لإنهاء النزاع، والتمسك بالحصار بذريعة وقف النار، لأن اللعبة لن تمر، فليس للمقاومة إلهة من تمر، بل رب ينصرونه وينصرهم، اما هم فعلى الأميركي الذي يأمرهم، أن يفهم ان لا مكان للتذاكي، ولا مكان للتباكي، فالطريق الإنسانية تحتل الأولوية، وفتح المطار والميناء، صارت الألفباء، فليس مع اليمن من تلاعُب ولا مكان للتكاذُب، فاليمنيون لوقف الحرب مخلصون، لكنهم متنبّهون، وجال السيد وصال في فضاء القدس وفلسطين، وقال للمستوطنين، طريقكم مسدود، فلا تتجاوزوا الحدود، والخطوط الحمراء قد رسمت، والمعادلة قد حسمت، فتدبّروا أمركم بتجنب التصعيد، والا ستواجهون النار والحديد، وقد ولى الزمن الذي فيه ترسمون المعادلات، وتهددون بالحروب، وصار زمام المبادرة بيد المقاومة، فأعيدوا الحسابات، وعدلوا الدروب، لأن الصدام اذا تم سيكون الانتقام أصغر الهمّ، فالحرب هذه المرة شاملة، وضروس، فلا تجرّبوا المحاولة وتعلموا الدروس، لكن على المقاومة عدم الركون للنتائج المبرمة، لأن المجنون قد يهرب من الأزمة المحكمة، ويخوض المغامرة ويركب رأسه بالمقامرة، فيجب أن يكون كل شيء واضحاً للجميع، أن المقاومة لا تقبل التمييع، وان عدتم عدنا وان زدتم زدنا لا زالت معادلة تحكم المسارات، فلتبن على اساسها الخيارات. وفي العيد أعاد السيد التأكيد، أن المقاومة لن تترك ناسها، فهي مقاومة الناس في اساسها، وانها تعطي الدولة فرصة التقدم بالحلول كأولوية، لكنها لن تدع المجال لعبث الأيدي الخفيّة، فلا تسامح مع الاحتكار، وعندما تتفاقم الأزمات لا مجال للانتظار، وفي قضية المحروقات، قال السيد اسمعوني جيداً، واعلموا انكم تسمعون سيداً، اذا قال فعل، فلتأتوا بأفضل مما عندنا، والعرض الإيراني لكل اللبنانيين، مخرج آمن في تأمين المازوت والبنزين بالليرة اللبنانية، وتخفيف للضغوط في سوق الصرف، فمن أراد الخضوع للأميركيين، وترك الناس في مواجهة الأزمة بلا حلول واقعية، ويكتفي بأن يغض الطرف، فالمقاومة لن تفعل ذلك، ولن تترك الناس في المهالك، ولا تستهينوا بما قد تفعل، فاسمعوا وانتبهوا، سنجلب المحروقات عندها، وليجرؤ أحد على منعنا، لا تتهاونوا ولا تلتهوا، كل الخيارات لها ردها، وسنغلق سمعنا، ان حزمنا امرنا، ومضينا في الطريق، سيكون ما يكون كما كل عمرنا، عندما نواجه العدو والصديق، لأننا انصار الحق والحقيقة، وهما لا ينفصلان، وقضية حقوق الناس كالصواريخ الدقيقة، لا تقبل البهتان، ولا انصاف المواقف، فاما ان تتدبروا للناس حلا، أو ان تدعوا الطريق بين حلين، وكلكم عارف أن التوافق يجعل الأمر سهلا، والا احلا الأمرين، فان كانت الدولة اولوية حل الأزمات، فان الناس أولوية الأولويات.

} 8-6-2021

صباح القدس للمنار، صباح القدس لصانع الأخبار، فالمنار لم تكن ناقلاً كالناقلين فهي قناة المقاومة التي ترافق المقاتلين، وعلى مدى الثلاثين كانت المنار رفيقة الحق والمظلومين، فوقفت مع سورية بوجه حرب الإسقاط، وحملت راية الصمود بوجه الإحباط، وتصدّت لمقولة الثورة المزورة، وفضحت زيف الأفلام المصورة، وقصفت جبهة التلفيق والفبركة، وبقيت صورة حية من قلب المعركة، فكانت في القصير صوت الانتصار وفي حلب ليل نهار، وفي دير الزور كانت تقاتل، بالصوت والصورة تحت الحصار تفضح القاتل، وتكشف توحش الإرهاب، وكلمة الحق لا تهاب، فقدمت الشهداء في الغوطة وفي معلولا، رفيقة الجيش والمقاومة في الصفوف الأولى، وعندما تفجرت الحرب في العدوان على اليمن، لم تسأل كم كان الثمن، للوقوف في جبهة الحق البائن، وكل الإعلام ينصب لها الكمائن، فالمال الوفير معروض على الطاولة، والمرتزقة يعيدون المحاولة، يشيطنون بلا حساب ويقفون علناً مع الإرهاب، والمنار نور لا ينطفئ، وجيش لا ينكفئ، والعين دائماً على العدو حيث لا سلام، ففلسطين تبقى الحق وعين الحق لا تنام، وحوربت المنار ولوحقت عبر الأقمار الصناعية، وحرمت من حقوق الإعلام البسيطة، لكنها بقيت في وجدان الناس قضية، وعرف الناس كيف يصلون اليها دون خريطة، وفي كل الحروب من غزة الى الموصل، كانت المنار صوتنا الموصل، وكانت قلوبنا النابضة، وحكاية الصواريخ الرابضة، ومن ينسى لا ينسى حكاية ساعر، وانظروا اليها في عرض البحر تحترق، ويستعيد تلك المشاعر، وحكاية النصر عنها لا تفترق، فكم من حكاية وحكاية كتبها المقاومون بالدماء، صارت في المنار محفورة في الذاكرة، فهي صوت الشهداء، للتذكير لا للمفاخرة، والمنار منبر الأحرار والشرفاء، لا تميّز بينهم في العلن والخفاء، كل مؤمن بقضية الحريّة في العالم مهما تلوّنت الخطوط، سيجد فيها منبره المفتوح بلا شروط، وفي المنار عقول واقلام ساهرة تتابع، وأصوات تنقل نبض الشارع، وتنتصر للفقراء بلا تردد، وتدافع عن التنوّع والتعدد، ولا تستثني من الحوار اصحاب الرأي بانفتاح، فتدير الحوار على منصاتها بنية الشرح والإيضاح، فالبحث عن الحق والحقيقة توأمان، وصاحب الحق يشعر مع الحوار بالأمان، ولا يخشى في الحق لومة لائم، ولا تهز الخلافات فيه العزائم، والمنار حكاية الحرب في تموز تقاوم العدوان، وقد دمّرت فيها المنشآت والجدران، ولم تنقطع عن المشاهدين، بقوة الحق واليقين، فكانت كالمقاومين يخرجون من خلف العدو يقاتلون، صوت لا تسكته الغارات ولا يهزمه المتآمرون، وفي العيد الثلاثين، للمنار شمعة جديدة، وكلمات حب وقصيدة، ووردة ودمعة للشهداء، وللمستمرّين عربون وفاء، ويكفي شرفاً وتشريفاً أن يكون لسيد الكلام كلمة في المناسبة، وهو سيد الكلمات المناسبة، يفي الحق لأصحابه، ويربط النصر بأسبابه، والمنار من أسباب نصرنا، ورفيقة عمرنا، مبارك لها عيدها، ومبارك لنا وجودها، وعلى العهد وعودها، ووعدها الصادق، صوت الخنادق، لا تكل ولا تمل، وبها بالنصر سنحتفل.

} 7-6-2021

صباح القدس لجيل الألفية يعيد الوهج للقضية، شباب وصبايا يتقنون اللغات، ويجيدون استثمار ثورة الاتصالات، واضحون ومؤمنون، فلسطينيون، ثابتون، كان المستقبل رهن ما سيقولون، فحرب الوعي وكي الوعي عليهم، ومصير فلسطين بين يديهم، فهل سيقبلون بحل الدولتين وبديل للقدس من الجوار، وهل يسمون بعرب “إسرائيل” ويصير السياسي فيهم برتبة نائب عميل او جاهل حمار، ويبيعون ويشترون، والقضية سلعة تقبل البيع والشراء ما دام مقبولاً ان يعيشوا عبيدا، والانخراط في العالم الجديد يستحق فكرا جديدا، فكر يقبل أن تكون الهوية لمن يملك النار والحديد، باسم العالم الجديد، وأن يتنازل سواه عن الهوية، ويرتضي أن يكون بين الشعوب في العراء، يركض وراء حلم الثراء، ما دام كفرد قد فتحت له طرق جني المال، ببيع الأرض والبيت والآمال، وما حصل قبل أيام قليلة، غير قابل للتعديل بأي وسيلة، فمعركة العقول انتهت، وحرب اليقين تحط رحالها، ربع قرن فيه النظريات تهافتت، والحصيلة ثورة تصنع نساءها ورجالها، تم استعمال كل أنواع السلاح، ووضع كل فريق خطة حربه، وقد أطل الصباح، والصباح ينير دربه، ولم يعد هناك ما يمكن فعله، فقضي الأمر الذي فيه تستفيان، فوضع الشعب ثقله، لصالح الهوية في الميزان، وقال كل مال الأرض لا يعادل حبّة تراب، وعطش الروح لا يرويه شراب، وفي الحق لا مكان للتسوية، وعلى أصحاب الدولتين ان يخيطوا بغير هذه المسلة، فالقطب المخفية هوان ومذلة، وليهم الإجابة عن اسئلة مضنية، ماذا يفعلون بأبناء حيفا ويافا والرملة، وبالقدس والجليل، والشعب يرفض أن يعطي عطاء الذليل، ومن يحب ان يعطي فليعطهم من كيسه، وليخلع إن شاء لهم سرواله وقميصه، ان كان في واشنطن ام في رام الله، فليفاوض على القدس مع الله، وليفتش عن فلسطيني في عكا يرضى بحكم الاحتلال، ويرتضي لقبر أبيه أن يزال، والقضية ليست بكيف تدار الدولة، بل دولة من، ولا زلنا في اول جولة، فانتظروا قادم الزمن، اما نواب الكنيست فليتهنوا مهما كانوا، حجارة شطرنج ودمى لتثبيت شرعية الاحتلال ان لم يرتهنوا، وعملاء صغار ان هانوا، والقضية اليوم كما كانت في أصلها يوم نشوء الكيان، ابيض وأسود ولا مكان للألوان، الأرض لنا ام لهم، من البحر الى النهر، فليرحلوا كلهم، او يرتضوا بالمختصر، ان يكونوا مواطنين في دولة فلسطين، فعندها يمكن النقاش في الحقوق المدنية، طالما حسمت مسألة الهوية، أما الاستيطان والكيان كما الاحتلال الى زوال، والحرب القادمة، هي حرب المقاومة، وعلى المستعجلين للتسويات أن يدركوا ان زمانهم قد فات، فالأمر اليوم بين الجبهتين الأصليتين بلا مداورة، مستوطنون متوحشون يمسكون في الكيان زمام المبادرة، وبالمقابل شباب كل فلسطين يتقنون فنون الحرب والمناورة، والطريق بات واضحا، ولا يحتاج شارحا، من يريد اللحاق بالتطبيع فليشتر ويبيع، فهراء يشترون وهراء يبيعون، ومن يريد دورا في المستقبل، عليه ان يقبل، ان القرار بات في الميدان لهؤلاء الشبان، يهتفون حرة حرة فلسطين، قطع الشك باليقين، ننتصر او نموت، و”اسرائيل” اوهن من بيت العنكبوت.

} 5-6-2021

صباح القدس للعزيمة التي لا تعرف المهادنة والهزيمة، ومتى بقي الحضور في القدس قائما بقي الاحتلال على وجهه هائما، ففي القدس رمزية القضية وعنوان الهوية، وشباب في عمر الورد لا يتعبون، قرروا انهم مهما كانت المتغيرات مستمرون، لا تعنيهم احاديث المفاوضات وحل الدولتين، ولا تغير السياسات وتنافس الحكومتين، فالكل عندهم مستوطنون والكل في حسابهم محتلون، وما يجري في المنطقة من تصعيد يأخذونه بالبساطة بلا تعقيد، أن الأمة تنتصر لهم إذا اقتضى الأمر، وان على الاحتلال التسليم بأنه يمشي على الجمر، وان عليه ان يختار بين السير والتاقلم أو التصعيد هرباً من التألم، والتصعيد يصعد الألم، وفي الدرس الأول قد تعلم، والصباح موصول لشباب الضفة، يعيدون الاعتبار لوحدة الشعب، فلا تهزهم ألاعيب الخفة، ولا يخيفهم تلويح بالحرب، وما يأتي من غزة من مواقف، يزيد الصلابة لكل عارف، فأن يعلم أهل الداخل في اللد وحيفا، أن المقاومة لن ترضى بعد الآن أن يلحق بهم حيفا، وأن الأمن مقابل الأمن صار معادلة جديدة تخص كل فلسطين، وعلى الاحتلال أن يضع في الحساب استهداف المستوطنين، وان عدتم عدنا وإن زدتم زدنا، وان سقف ما يمكن هو تهدئة شاملة تفرضها المعادلة، وهذا يعني سقوط التهويد والاستيطان، والا فلتتحرك الجبهات من جديد من اليمن الى لبنان، كما قالها السيدان عن الحرب الاقليمية، ووفق الحسابات العلمية رد الصاع صاعين وعاد قانون العين بالعين، ولا يفل الحديد الا الحديد، ومن عجز عن جبهة صغيرة في القطاع المحاصر، كيف يمكنه النجاح او النجاة من الصواريخ الكبيرة اذا بدأ الصيف الماطر، اما عن حسابات السياسة فواشنطن مستعجلة للاتفاق مع ايران، ولم تعد تستيغ ألاعيب الكيان، فهي تدرك الموازين العديدة، وتدرك ان الاحتلال فقد وزنه في المعادلة الجديدة، وانها كي تحميه عليها ان تقيد يديه وقد صارت القبة الحديدية مجرد حديدة، وقد بدأ الأميركي بالفك والتركيب، وبيده الترهيب والترغيب، من تغيير حكومة وتوزيع حقائب، الى فتح الملفات للحاضر والغائب، فلا رحمة للضعيف حتى لو كان أكثر من حليف، وهكذا في اليمن، حيث فشل الرهان على الزمن، ويحق لصنعاء ان تملي الشروط، فالحق بالكبرياء لمن يتقدم في الخطوط ويملك حل وربط الخيوط، وما نفع الأخطبوط ان كان صحنا على المائدة، او صار لقمة زائدة، وحكاية اللقمة السائغة بما يقوله الميدان وليس ما يريده ولي العهد النابغة، فالصواريخ هي الحجة الدامغة، وشباب فلسطين يقرأون السياسة بالفطرة، ويعرفون كيف تتكون الفكرة، وبفطرتهم وحدسهم يفكون الشيفرة، فقد قرأو بصاروخ ديمونا المنزلق ان زمن المواجهة ينطلق، وان الفجر ينبثق، ورأوا في نصر سورية وثبات اليمن أن حلف الاحتلال في قلب المحن، وما يهمهم في المفاوضات النووية ان اميركا ليست قوية، وهذه شروط كافية لتكون حساباتهم وافية، للبدء بصفحة الاشتباك وقد بدأوا، بلا ارتباك وما هدأوا، وسيتابع العالم على الهواء ما يفعلون وما يكتبون، نون والقلم وما يسطرون

} 4-6-2021

صباح القدس للرابع من حزيران، وقد تحول الى بداية تفكك للكيان، بعدما كان يوماً للذل والهوان، وقد بقي نصف قرن عنواناً لهزيمتنا، وقد نجح جيش الإحتلال بكسر شكيمتنا، وهزم كل جيوش العرب، وضرب من ضرب وهرب من هرب، وصارت كل القدس تحت الاحتلال، وصار جيش الكيان مضرب المثال، فهو الجيش الذي لا يقهر، وصرنا مهزلة التاريخ، وصارت مسخرة العالم بطولة عنتر، حتى جاء زمن الصواريخ، وإرادة المقاومين التي لا تكسر، وصار للمقاومة محور، يحل الرابع من حزيران هذا العام، فانظروا للكيان بعيدا عن لغو الكلام، في السياسة حال تفكك سائد، والكيان بلا قائد، وفي الميدان جيش جبان عاجز عن الهجمات وقبة حديدية مثقوبة، والحرب كانت هذه المرة في أضيق وأصغر وأضعف الجبهات، وظهر الجيش الجبار العوبة، ولم تفتح الجبهة من لبنان ولا تدخل اليمن، ولا فتحت النار من ايران، ولا تحركت سورية الى الجولان، ولا اهتزّ الحبل في الجليل، ولا ظهر السلاح في جنين والخليل، فبدلاً من الجيش الذي أذل كل جيوشنا على كل الجبهات دفعة واحدة، واحتل عبر كل الحدود أراضي شاسعة، ها نحن في حال شماتة، بالجيش الذي صارت الهزيمة في حاله قاعدة، وهو يهزم للمرة الرابعة، ومقاومة تقاتل بروح الاستماتة، وارواح على الحق شاهدة، وانقلب الميزان في حزيران، فلكل الذين يتحدثون عن تخلفنا وعجزنا، ويقولون ان سر انتصار العدو كان بالديمقراطية، او يتحدثون عن النصر كاستحالة بسبب المعادلات التقنية، أين تفسيركم يا سادة، الذين افشلوا ربيعكم الديمقراطي على الطريقة الغربية، ويعتبرون المقاومة شكلاً من العبادة، هم الذين هزموا اعجوبة القرن العشرين، وغيروا موقف العالم من فلسطين، وهم الذين اظهروا للعالم اننا امة لا تموت، وان حكامنا التابعين للغرب هم سبب الضعف والسكوت، وانه كان يكفي بضعة من الكرامة تنهض بالمقاومة، ويكفي ان تقف معنا ايران وان تصمد سورية وينتصر الأسد على ثوراتكم، حتى يتحرر لبنان وتسقط كل نظرياتكم، وتبدأ مسيرة الانتصارات، ويظهر من يذهب الى الزاول والافول، ومن يتقدم الصفوف، فكروا وقدموا الجواب بالمعقول، وحللوا الواقع المعروف، وقد اتخمتم شعوبنا تنظيرا، عن استحالة الانتصار، وعن لا جدوى الانتظار، وعن التطبيع كأمر واقع، ولا فائدة من الجيوش والمدافع، وان قدرنا تقبل الهزيمة وان الحرب عقيمة، وان الكيان قدر لا يرد، حتى جاءكم الرد، فماذا عساكم تقولون، وقد تقيأتم افكارا عن تقدم العدو ومن ورائه الغرب بالخطط، واذ بكم عنوان للشطط، وعقولكم اصغر من عقول القطط، يا دكاترة العصر الحديث وأسياد الشاشات في الحديث، لقد خضتم على شعوبنا حربا نفسية، ووضعتم للتحرير شروطاً مستحيلة، وقلتم لا نصر لمجتمع العشيرة والقبيلة، ولا أفق لنصر هذه القضية، وان التأقلم خير التعلم، وخير للنهضة الاقتصادية، ولانتشار الديمقراطية، وجربنا وصفاتكم التافهة، وقد جعلتكم اصنامكم انصاف آلهة، حتى جاء النصر من ايار الى تموز، وظهر الغرب كالعجوز، والكيان كبيت العنكبوت، ولم نحتج للنصر وحدة عربية، ولا تحولاً في الموازين الدولية، ولا دولة ديمقراطية، ولا اسلحة نووية، فلتفسروا لنا ما حصل أو تراجعوا اكاذيبكم وإطعامنا الرز بالبصل، والجواب بسيط بلا كتاب، اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يتسجيب القدر، والأمم المنذورة للحياة، بالإرادة الحرة تتصدى للخطر، وتصنع النصر مرفوعة الجباه، وتستسقي العز كالمطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى