أولى

الغارات على مرفأ اللاذقية وماذا بعد؟

لا تأتي خطورة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مرفأ اللاذقية من كونها- كما يزعم الإسرائيليون- استهدفت حاويات تحمل معدات عسكرية، فتلك لا يتم تركها في أرض المرفأ، فكيف في ساحة الحاويات، إلا أن الخطورة تأتي من أن الاستهداف المتكرر للمرفأ عبر غارات جوية من جهة البحر، يفتح الباب لتساؤلات حول العلاقة السورية- الروسية، ما تتهم به موسكو أمام الرأي العام، السوري خصوصاً والعربي عموماً بأنها راضية عن هذه الغارات، أو لا تمانع بها، بدليل أن استهداف يتم في حضن موسكو العسكري، حيث بطاريات صواريخ الأس أس 400 التي تربض في حميميم، التي قيل إنها تستطيع كشف الطائرات الإسرائيلية، وهي على مدرجات الإقلاع من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

حسناً فعلت القيادة العسكرية الروسية في حميميم باصدار بيان يشرح كيفية حدوث الغارات، وإشارته إلى أن الدفاعات الجوية السورية التي تتعامل عادة مع هذه الغارات لم يتم تفعيلها من قبل الجيش السوري لتزامن الغارات مع عبور  طائرة نقل جوي عسكري روسية في ذات الأجواء بذات التوقيت، تفادياً لتكرار الحادثة التي تسببت بسقوط طائرة روسية مشابهة في أيلول عام 2018، ومن البديهي أيضاً ألا تكون شبكات الصواريخ الروسية مفعلة للاعتبار ذاته، والبيان الروسية يأتي تأكيداً لاتهام سابق سوري- روسي للإسرائيليين بالاحتماء بالطائرات المدنية أثناء تنفيذ الغارات الجوية على سورية، وهذا يعني أن “إسرائيل” تتحدى سورية وروسيا معاً، ولا تترك مجالاً لردعها مع تعطيل فرص اسقاط الصواريخ، إلا بجعلها تدفع ثمن الغارات بما يردعها عن التفكير بتكرارها.

لا سورية تستطيع تحمل أن يمر الأمر من دون رد، ولا روسيا تستطيع المطالبة بضبط النفس، وتحمل التمادي الإسرائيلي من دون خطوة رادعة، وقد آن الأوان لضربة موجعة تقول إنه من الآن وصاعداً، العين بالعين والسن بالسن، والمرفأ بالمرفأ، والمطار بالمطار، وما لا تطاله الطائرات تطاله الصواريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى