أولى

القلق الإسرائيليّ في سورية

– كثيرة هي التعليقات الإسرائيلية على الأزمة الناشئة في أوكرانيا، لكنها تلتقي عند نقطة واحدة هي القلق من التصعيد الأميركي ضد روسيا، والخشية من أن يؤدي هذا التصعيد الى تحوّل سورية حيث يتواجد الأميركيون ويريد الإسرائيليون بقاءهم كسند لهم وعنصر إرباك للدولة السورية ومشروعها. وما قد ينشأ عن التصعيد من قرار روسي بالردّ بوجه الاحتلال الأميركي وتعزيز قدرات الدولة السورية وتلبية مطلبها بإنهاء الوضع الناتج عن الاحتلال الأميركي سواء لجهة اغتصاب الثروات السورية في مجالات النفط والغاز وتأثيراته على الوضعين المالي والاقتصادي، أو لجهة رعاية الاحتلال الأميركي لوجود الكانتون الكردي ومخاطره على الوحدة الوطنية لسورية.

– الخشية الإسرائيلية مزدوجة، من جهة خشية من تصاعد العمليات التي تستهدف الأميركيين واحتمال تسريعها لقرار أميركي بالرحيل عن سورية، وما سيترتب على ذلك من وضع جيواستراتيجي جديد، يضع “إسرائيل” مباشرة في وجه دولة سورية تحسم مناطق السيطرة الخارجيّة على أراضيها وثرواتها وتستعد لمواجهة “إسرائيل”، ومن جهة موازية هي خشية من أن تفعّل سورية بمعونة روسية المزيد من مقدرات الدفاع الجوي لتصبح الغارات الإسرائيلية اشد صعوبة وتعقيداً، وصولاً لحد الاستحالة، باعتبار المواجهة الدائرة بين واشنطن وموسكو تحتمل توجيه مثل هذه الرسائل عبر الحلفاء للحلفاء، ومثلما سورية حليف قريب لروسيا، “إسرائيل” حليف قريب لأميركا.

– القلق الإسرائيليّ يزيد سخونة مع ما يراه “الإسرائيليون” من تزاحم في اللقاءات السورية الروسية، وما يعلمونه من حرص سورية على تسريع التوافق مع موسكو على أمرين، الأول تسريع الضغط لرحيل الاحتلال الأميركي وإخراجه من سورية، والثاني تفعيل القدرات لتعقيد الطريق أمام الغارات “الإسرائيلية” داخل سورية.

– في وقت غير بعيد سيكتشف “الإسرائيليون” أن قلقهم في مكانه.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى