أخيرة

الفنانة التشكيلية اللبنانية فريال فياض وتداعيات اللون…

} عنايت عطار*

إننا هنا أمام أعمال لا تحتاج إذناً للدخول في فضاءاتها الملوّنة، بل هي دعوة مفتوحة للوهلة الأولى من التبصّر لعلها تعتمد البساطة عن تقصّد لخلق حالة أو ألفة بين اللون والشخوص والمتلقي… إذ تطرح اللون في فرش عفوي ثم تلجأ إلى خميرة التجربة المتراكمة كي تصطاد أو تنبش في الكثافة عن شخوص كانت تعايشهم… عرساً أو مأتماً، أو جوقة موسيقية، أو خلاء الطبيعة في أعمال أخرى…

في هذا البحث أخذ باللون إلى منعطف التكوين لا نلمح خطوطاً مؤكدة عليها بل تتبلور الوجوه والقامات من فعل التجاور اللوني أو تأكيد الكونتراست بين الإضاءة والعتمة، وأغلب الوجوه متروكة الملامح ربما لكي يفسّر كلّ مشاهد على طريقته أو يرى نفسه مشخصاً بين الزحام،

أو لجوء إلى الخلق بأبسط العناصر بعيداً عن التكلف… انها لا تعتمد على الصرامة المعمارية وقسوتها في التكوين إذ تفرش العناصر كما لو كانت هنا موجودة أصلاً سواء في صالة مغلقة أو في عراء الطبيعة… فما عليها سوى تأطيرها وإظهارها.

إنّ إحساسها كأنثى يشبه نسيج الحرير الظاهر في التونات اللونية التي تأتي غالباً غير محدّدة كما يفعل التعبيريون مثلاً… فإنها أقرب إلى الانطباعية في الشكل والأداء والموضوع .

إنّ تجربتها هي بحث جمالي خالص لا يحتاج منا الكثير كي نتفاعل معه… وبالتالي أرى أن أعمالها تبقى مشاهد بصرية تضج بالموسيقى تمسنا ونمسها عن قرب نسمع الضجيج والهدوء والغناء ووشوشات الأشخاص لكأننا جزء من أعمالها أو مشاركون في مسرحها المشهدي حزناً وفرحاً وابتهالاً وعشقاً ودعاء…

*فنان تشكيلي وشاعر مقيم في باريس

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى