أخيرة

من مطـلع ِ النـورِ للمستقبـل ِ السَفـَرُ

} يوسف المسمار*

 

جئـنا الى الأرضِ لا مالٌ وغـطـرسةٌ

لا يُعـمرُ الأرضَ إلا َّمن بها انتصروا

واستـلهموا الحَـقَّ تسبـيحاً لخالقهـمْ

بالصدقِ في العـدلِ عـزُّ الناس ِ والكِبَرُ

والعـدلُ عـزٌ بـهِ الإنسانُ منـتصرٌ

لولاهُ ما الكونُ؟ ما التاريخُ؟ ما القَـدَرُ؟

كل الطـروحاتِ إنْ في متـنها حَـذَرٌ

من ثـورة ِ العـقـلِ، شيءٌ  تافـهٌ قَـذِرُ

عـقـلُ الأعاجيب مـقـدامٌ بـقـدرتـه

إلاهُ، إلاهُ في الظـلمـاءِ لا قَـمَـرُ

من يخـلط ُ الغـيبَ بالمنظورِ، حالتُه

كالحاصدِ الريح ِ، والإعصارُ ينحسرُ

يا سادة الـرأيّ دربُ الـنـورِ دربُكُـمُ

من أخطأ النـورَ، لا يقـوى ويقـتدرُ

هل يستوي العَـتـمُ والإشعاعُ؟ إنهما

ضدانِ ضدانِ مهما استعـبطَ البَشَرُ

ضدانِ في البـدءِ محسومٌ صراعُهُـما

إنْ يُهزم النورُ عتمُ الكون ِمنتصرُ

لكـنـما الـنـورُ للـتـكـويـن ِعـلَّـتُـهُ

من دونه الكـونُ محظورٌ ومندثـرُ

وشهـقـة ُ النـورِ إنسـانٌ به اكتملتْ

منظومةُ الخلقِ، مبهـوراً بها النَظَـرُ

واستكملَ اللهُ في الإنسان ِ حكمتَـه

في جعـلهِ الناسَ أقـواماً لو اعـتبروا

أعطاهمُ العـقـلَ كي يحيـوا بمنهجهِ

بالحقِّ والعدلِ ما استطاعوا وما قدروا

فإن توانـوا بهاءُ العـقـلِ يلفـظُهُـمْ

لا يَنكـرُ العـقـلَ إلا جـاحـدٌ نكـِرُ

لولاه ما الناسُ؟ من كانوا؟ وما فعلوا؟

هل يفـقه ُ الناسُ بالألباب ما نكـروا؟!

نُكرانُهـم كانَ في استجبانِ بعـضهـمُ

والجبنُ في الظـلمِ والإذلالِ مُستعـرُ

ما خصَّصَ الله ُ في النامـوسِ مجتمعاً

يستعـبـدُ الروحَ في الأقـوامِ، يحتـقـرُ

بـل شـاءَ للناسِ في أقـوامهـم غرضاً

فيـه الرســالاتُ بالأنـوارِ تـنـتـشـرُ

ليسـلـمَ الحُـبُّ بين الناسِ رابـطـةً

بالعدل والحقِّ، حيثُ الفـوزُ والظَفـَرُ

إن أنكر البعـضُ حقَ البعض مُحتـَقَـرٌ

أو حاول البعضُ قهـرَ البعضِ مُنقهـِرُ

روح ُ الحضاراتِ تفعـيـلٌ لقدرتها

في جعـلها الأرض بالإنسانِ تزدهـرُ

تمشي مع الضوءِ، تستهدي بصحبتهِ

من مطـلع ِ النـورِ للمستقبـل ِ السَفـَرُ

هـذي عقيدة من يسمو بجـوهـره

ويسبـقُ الضوءَ والأزمـانَ يخـتـصر

ويمـلأ الكـونَ من إبـداع نهضته

بالمجدِ والعزِ فخراً ليس ينحسرُ

ويُطلـقُ الوعي بين الناس زوبعةً

شعائرُ النصرِ فيها أكّـدَ القدرُ

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى