وفد من «القومي» يشارك في تكريم مناضلين في سفارة فلسطين
نظمت سفارة فلسطين وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في لبنان حفلاً تأبينيّاً في السفارة، تكريماً لأرواح شهداء قيادة حركة «فتح» – إقليم لبنان اللواء محمد زيداني، اللواء عاطف عبد العال، العميد أكرم بكار والعميدة عليا زمزم.
حضر الحفل وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضم ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي والناموس المساعد في عمدة الإذاعة رامي شحرور إلى جانب سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء فتحي أبو العردات وقيادة الساحة، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية ممثلو الأحزاب اللبنانية، وأهالي الشهداء.
بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأمة ثم عُزف النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة «فتح».
وفي كلمة له تحدث أبو العردات عن يوم الأرض الذي هبّت فيه جماهير شعبنا الفلسطيني داخل أرضنا المحتلة ضدّ مصادرة الأراضي، موجهاً التحية إلى أرواح الشهداء الذين ارتقوا في تلك المواجهه البطولية.
أضاف: «اليوم نحيي ذكرى أو تأبين ثلة من قادة حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية الذين كانوا من أوائل المنتمين لهذه الحركة العظيمة وأخلصوا لحركتهم ولأُمّتهم ولثورتهم مع رفقاء سبقوهم على درب الشهادة والحرية والتضحية.
وأكّد أبو العردات أنَّ حركة «فتح» هي رأس الحربة في معركة التحرير والعودة إلى فلسطين. وقال: «إنَّ طريقنا مفروشة بالأشواك والتآمر والطعن بالخاصرة كما يحصل اليوم من تطبيع ولقاءات تجري فوق أرضنا الفلسطينية من قبل بعض الدول التي أصبحت اليوم تعتبر الكيان الصهيوني صديقاً لها، مؤكداً أنَّ هؤلاء لن يفلحوا لأنّ «شعوبهم ترفض هذه السياسات الانتحارية التي تقدّم للاحتلال الصهيوني صكّ براءة تحت عنوان دعم الشعب الفلسطيني وهم في ذلك بعيدون كل البعد عن عملية الدعم.
وشدّد على أنَّ هذا التآمر لا يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة درب الشهيدة دلال المغربي ورفاقها الأبطال وأبطال معركة الكرامة.
واعتبر أبو العردات أنَّ هناك صفحات مضيئة في كلّ ثورة، وأنّ هناك صعوداً وهبوطاً ويجب علينا دائماً أن لا نضيع البوصلة نحو القدس وفلسطين، مؤكداً أنّ القدس هي ركن من أركان هويتنا في الثورة الفلسطينية وهويتنا الإسلامية والمسيحية والإنسانية.
وأكّد أن أهل القدس وأبناء حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية يصرّون على المواجهة ودحر الاحتلال والصمود في أرضهم. ووجه التحية إلى الأسرى الأبطال في المعتقلات الذين يجسدون الكبرياء والعنفوان وكسروا منظومة الأمن «الإسرائيلي».
وشدّد أبو العردات على أنَّ وحدتنا ضمان انتصارنا والوحدة الحقيقية كما قالتها حركة «فتح» هي على أرض المعركة، موجهاً التحية إلى الشهداء الذين يرتقون اليوم في كلّ فلسطين وجنين وغزة وينيرون لنا درب الحرية مؤكداً أنّهم الشموع التي تهدينا إلى طريق الصواب.
وأضاف: «لذلك نحن في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» نقول وما زلنا نردد إن المقاومة بكلّ أشكالها، ونعرف متى نُصعّد ومتى نذهب إلى المقاومة الشعبية المتدرجة ومتى نلجأ كما لجأ بطل من أبطالنا إلى العمليات النوعية».
وختم أبو العردات قائلاً: «يجب أن تبقى ثقتنا بالذين فجّروا الثورة واستمروا لغاية اليوم يحملون الأمانة وأن تبقى قائمة وأن تعزّز يوماً بعد يوم لأنّ المعركة مع الاحتلال هي معركة أجيال بالصمود اليوم وبالمقاومة بكلّ أشكالها وبالوحدة الوطنية الفلسطينية الصادقة والصافية نستطيع أن نحقق أهدافنا».
من جهته قال ممثل حركة أمل حسن قبلان: «للقامة الممشوقة كزيتونة من فلسطين وكشلح أرز من لبنان، للرحل الذي لوحة جبهته شمس بحر صور، للعَلم الذي صار جسر تواصل وصمام أمان علاقات مخيمات الجنوب مع محيطها اللبناني، للذي عرفتهُ كلّ بيوت برج رحال والعباسية وطورا وصور وقانا للذي كان تجسيداً حيّاً لمقولة الإمام القائد السيد موسى الصدر عن التحالف المصيري بين المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم لأبي أحمد الزيداني، لإخوته الشهداء الذين اليوم نؤبّنهم، للحاجة عليا زمزم والأخ عاطف عبد العال، والأخ أكرم بكار، في ذكراهم نرى كم هي عظيمة هذه الحركة التي كانت أمينة على الطلقة الأولى وعلى المشروع الوطني وهي التي أخرجت قضية فلسطين من قضية لجوء وبؤس ومخيمات إلى آفاق حركات التحرر الوطني في العالم إلى حركة «فتح، حركة الشهداء ياسر عرفات وأمير الشهداء أبو جهاد، لأبي علي إياد، لدلال المغربي، ولمروان البرغوثي، ألف تحية في هذا اليوم في يوم الأرض ويوم الكرامة ويوم وداع الاخوة الأعزاء».
وأضاف: «باسم حركة أمل أطرح عدداً من النقاط بحرص شديد. إنّ شعباً لم ينجز حتى تاريخه كلّ مشروعه بتحرير الأرض ودحر أولئك الآتين من خلف البحار ويقيموا على حساب حقنا الديني والوطني والحضاري مشروعهم وكيانهم هذا الشعب قواه الثورية والمناضلة مسؤولة عن إنجاز وحدة وطنية كفاحية مناضلة على قدر أحلام الشهداء والجرحى والأسرى وأولئك الفلسطينيين المنتشرين في أربع رياح الأرض، وحدة الفلسطينيين هي مربط خيل الفرس في كلّ ملفاتنا ودون هذه الوحدة بين القوى المؤمنة بهذا المشروع المقاوم عبثاً نقاوم، ووحدة ليست على الحدّ الأدنى، وحدة عنوانها القدس والأرض والعودة وتراكم المنجزات ودحر العدو عن أرض فلسطين كلّ فلسطين…
وتابع قبلان: «من أجل كل ذلك على أكتافكم أنتم يا طليعة الملتزمين والمجاهدين إنجاز هذا المشروع وحركة أمل بشخص رئيسها الرئيس نبيه بري على التزاماتها كاملة من أجل الدعم والدفع بهذه الخطوات العملانية أمام التضحيات ولا يجوز أن نبقى على هذه الحالة من التنابذ والانقسام، فوحدة المشروع الوطني الفلسطيني لقاء وتعاون حركة «فتح» وحركة «حماس» والجهاد والشعبية والديمقراطية والجميع هو مطلب اللبنانيين والثوريين والأسرى وعوائل الشهداء».
وأضاف قبلان: «الدولة اللبنانية على الرغم حالة الاستعصاء وحالة الاختناق النقدي والمالي والاقتصادي حيث أطبقت الأزمات على كلّ اللبنانيين من كلّ الجهات، وهذا لا يعفي الدولة اللبنانية من أن تلتزم بموجبات الضيافة وموجبات الالتزام الوطني والقومي وعلى هذه الدولة أن تضع القوانين والمراسيم التطبيقية لقرارات العمل وحق تملك سقف وشقة ولا يجوز هذا النزوع العنصري واليميني في التعامل مع ملف المخيمات ونحن لا نرى المخيمات معازل وتجمعات بشرية لا تتفاعل مع محيطها، فالمخيمات كانت ويجب أن تعود بؤراً للتنوير والتعليم، ولا أنسى كيف كان الطلاب بالسبعينيات يأتون إلى المخيم كي ينهلوا العلم ويدرسوا المواد العلمية على أيدي أبناء المخيمات».
وختم قبلان: «أيها الإخوة والأخوات مزيداً من النضال ومزيداً من العطاء ومزيداً من تفعيل المعركة بكلّ أوجهها عسكريةً مدنيةً حضاريةً ثقافيةً عندها فقط نسقط معاً مشروع التطبيع وهو مشروع تطور بخطورته إلى أن أصبح مشروع التتبيع كي يتبع هؤلاء المطبّعون هذه القاطرة الصهيونية التي تجرّ المنطقة من أزمة إلى أزمة ومن مشكلة إلى أخرى وعلينا نحن أن نحدّد من هو العدو ومن هو الصديق ومن هو الحليف ومن هو ملتزم بهذه القضية ومن يتآمر على هذه القضية».
وتحدث باسم أهالي الشهداء أحمد زيداني نجل الشهيد القائد محمد زيداني الذي شكر كلّ من واسى أهالي الشهداء في مصابهم الجلل.
كلمة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد وعضو اللجنة المركزية مفوض الأقاليم الخارجية ألقاها نائب المشرف العام على الساحة اللبنانية السفير أشرف دبور الذي قال: «نقفُ اليوم وفاءً وإجلالاً لإخوة ورفاق المسيرة تميّزوا بمواقفهم الملتزمة بالمبادئ والفكرة والحق والحقيقة بالمنعطفات المصيرية المفصلية التي مررنا بها في لبنان، وتقاسمنا وإياهم قساوة الأيام ومرارتها وعشنا معاً سنوات النضال والثبات والتحدي في مواجهة الصعاب ومحاولات حرف المسار والمسيرة عن الهدف الأساس لحركتنا الرائدة «فتح» لإضعافها واحتوائها، وأثبتت «فتح» أنّها عصيةٌ على الاحتواء».
أضاف: «غادَرَنا الأحباء ونرثيهم اليوم وذكراهم ستلازمنا وستبقى للدهر وللتاريخ لنرويها، فإنْ غابوا عن العيون فهم في أعماقنا باقون، وبهم قلوبنا تنبض خفّاقةً تردد نشيدنا: عائدون وإنّا حتماً لمنتصرون».
وفي ختام الحفل قدّم السفير دبور وأبو العردات دروعاً تكريمية لأهالي الشهداء تقديراً وتكريماً لأرواح الشهداء الأبرار الذين عبّدوا بتضحياتهم درب كفاحنا العتيد نحو النّصر والتحرير والعودة.