أولى

ثروة لبنان بمقاومته

 

} شوقي عواضة

 

شكّل خطاب الأمين العام لحزب الله السّيّد حسن نصر الله أول أمس معادلةً ردع ودفاع استراتيجيّةً للبنان على المستويين السّياسي والعسكريّ وأعطى دفعاً قويّاً نحو الثّبات على موقف لبنان في تثبيت حقوقه في النّفط والغاز وانتزاع قرار استخراجهما من الأميركي والصّهيوني، لا سيّما بعد عمليّة المُسيّرات الثّلاث والتي أدّت رسالتها المرجوة (للإسرائيلي) والأميركي الذي أجبر على الرّد على لبنان بفضل جولة المُسيّرات التي أعادت فرض واقعٍ تفاوضيٍّ جديدٍ بفضل المقاومة لا بفضل تصريحات الرئيس نجيب ميقاتي ولا وزير خارجيّته عبد الله بو حبيب اللذين استنكرا بشكلٍ مبطّن عمليّة المُسيّرات. ويمكن القول إنّ السّيد نصر الله قدّم مشهدين للوصول إلى حلّ للنّزاع واسترجاع لبنان لحقوقه النّفطيّة وفقاً لما يلي:

1 ـ على المستوى السياسي حدّد السّيد نصر الله معالم المرحلة المقبلة من المواجهة في حال لم يحصل لبنان على ثرواته النّفطية والغازية بلغةٍ واضحةٍ جداً مستنهضاً المسؤولين اللّبنانيين على الثّبات في وجه العدوّ واستثمار المقاومة وتجيير قوّتها للضّغط في التفاوض.

2 ـ حسم السّيد نصر الله مسألة الوقت الذي يضيّعه الأميركي على لبنان، معتبراً أنّ لبنان أصبح في الوقت الضّائع ويجب عليه حسم الأمور بوضوحٍ تامّ على مستوى ترسيم الحدود واستعادة النّفط والغاز واستخراجهما.

3 ـ وضع المسؤولين اللّبنانيين أمام مسؤوليّتهم الوطنيّة والمصيريّة بوضوح كاشفاً عن عدم عقد أيّ اتفاق بين المقاومة وأيّ طرف رسميّ أو حكومي حول قضية كاريش.

أمّا على المستوى العسكريّ فقد أشار السيد نصر الله إلى جهوزيّة المقاومة العالية للمواجهة محدّداً مسار المعركة بمكانها وزمانها بمعادلاتٍ استراتيجيّةٍ متطوّرة وقواعد اشتباك جديدة تؤشّر على جديّة المقاومة وعدم تهاونها بالحقوق النّفطية للبنان بناءً لما يلي:

1 ـ إعلان السّيد نصر الله عن قيام المقاومة بعمليات مسحٍ شاملٍ لشواطئ فلسطين المحتلّة ولكلّ المراكز الأمنيّة والعسكريّة والموانئ ومنصّات النفط وغيرها من الأهداف.

2 ـ جهوزيّة المقاومة بكافّة وحداتها البريّة والجويّة والبحريّة وإشارته إلى قدرة المقاومة الجويّة والبحريّة وإعلانه أنّ عملية المسيّرات هي رسالةٌ صغيرةٌ ستتلوها أشياء أكبر ستفاجئ العدوّ.

3 ـ عدم استجابة الأميركي و»الإسرائيلي» للبنان سيستدعي حرباً تتخطّى حدودها كاريش والكيان الصّهيوني وسيدفع ثمنها الكيان المؤقّت وأيّ طرف سيكون مشاركاً في ذلك مهما كان الثّمن.

4 ـ ترسيخ معادلة النّفط بالنّفط والغاز بالغاز من خلال المفاوضات، أمّا في الحرب فنحن على استعداد للذّهاب إلى ما بعد ما بعد كاريش، وهذا مؤشّر واضح لحجم المعركة واستعداد المقاومة لها.

كلام السّيد نصر الله دقّ ناقوس الخطر محذّراً من الحرب التي لم يبادر لإعلانها إلّا دفاعاً عن لبنان وحقوقه رغم أنّ نتائج الحرب ستكون أسوأ على الصّهيوني والأميركي وأكثر إيلاماً وتدميراً ممّا يتوقّعه البعض. فالعدوّ الذي عجز عن الوصول إلى ملعب بنت جبيل وعن الدّخول إلى غزة هو أضعف من أن يخوض أيّة معركة كما أشار سماحته في ظلّ تنامي قدرات المقاومة وفرضها للمعادلات.

وفي ظلّ الحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة وتسريع عمليّة بناء تحالف الناتو التّطبيعي لحماية الكيان الصّهيوني ومع بدء العدّ التنازلي في موضوع زيادة إنتاج النفط التي يحملها بايدن في جولته كأحد أهمّ أهداف زيارته الفاشلة للمنطقة لدعم حكومة لابيد في خطوة تبيّن مدى وهن العدو الصّهيوني والعجز الأميركي عن القيام بأيّ عمل عسكري مباشر قد تكون نتائجه غير مضمونة في ظلّ تنامي قدرات المقاومة القتاليّة وتطوير ترساناتها الصّاروخية وطائراتها المسيّرة وقواتها البحريّة ليس في لبنان وحسب بل على امتداد دول المحور، ثمة معادلات فرضتها قوى محور المقاومة من «سيف القدس» إلى هدنة اليمن التي فرضها على دول العدوان الكوني بصواريخه البالستية وطائراته المسيّرة، ثمّة حقيقة واضحة كالشّمس تقول إنّ ثروة لبنان بمقاومته التي دحرت جيش الاحتلال «الإسرائيلي» وهشمت صورته وهي المقاومة التي أسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد في 2006 وخرجت منتصرة بعد 33 يوماً من العدوان وهي التي هزمت المشروع التكفيري في المنطقة ولن تتهاون في استعادة حقوق لبنان النفطية وحدوده البحرية مهما بلغت التّضحيات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى