اقتصاد

زمكحل من كندا: لبنان يواجه زلازل دمّرت كلّ قطاعاته… لكن لن يستسلم

قام رئيس “الاتّحاد الدولي لرجال وسيّدات الأعمال اللبنانيين” الدكتور فؤاد زمكحل، بجولة اقتصاديّة دوليّة في مونريال ـ كندا، فترأّس اجتماع المجلس الاقتصادي الاجتماعي للوكالة الجماعيّة الفرنكوفونيّة AUF الذي يضمّ أكثر من 1007 جامعات في 112 دولة في العالم. وقدّم محاضرة مع غرفة التجارة الكنديّة اللبنانيّة CCICL، واجتمع مع كبار رجال وسيّدات الأعمال اللبنانيين المقيمين في مونريال.
وشدّد زمكحل في كلمته على “أهمية الشباب لإعادة النهوض الاقتصادي العالمي، لا سيّما إعادة هيكلة كلّ اقتصادات العالم ما بعد جائحة كورونا”. وطلب من كل المشتركين “مساعدة لبنان في هذه المحنة”، شارحاً لهم “تفاصيل الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي تواجه لبنان وشعبه الذي خسر أكثر من 85 في المائة من مداخيله ومدخراته ونسبة عيشه ويواجه كلفة في معيشته تجاوزت الـ2000 في المائة”.
وقال “لبنان يواجه زلازل متتالية، دمّرت كل قطاعاته الانتاجية”، مطالباً بمساعدة الوكالة الفرنكوفونية “للحؤول ومنع تدمير القطاع التعليمي المهدّد بالانهيار”، مشدِّداً على “أنّ التغيير وإعادة الهيكلة لا تصحّ إلاّ من خلال القطاع التعليمي والتربوي والثقافي ودور الجامعات لإعادة الهيكلة الداخليّة وإعادة بناء القطاع الاقتصادي”.
كما ألقى زمكحل محاضرة في غرفة التجارة الكنديّة اللبنانيّة برئاسة ليليان نازار، وفي حضور حشد من المغتربين اللبنانيين في مونريال. وقدّم وصفاً عن إعادة الهيكليّة الاقتصاديّة الدوليّة، من بعد جائحة كورونا، وقال “لقد تحوّل العالم من العولمة المفرِطة إلى التضخّم المفرِط، والتغيّرات السياسية والتحالفات الجديدة ونعيش اليوم في ظلّ تغيّرات سياسيّة كبيرة، وتحالفات متبدّلة”، مشدِّداً على “إعادة بناء طريق حرير جديد، يبدأ من الصين ويربط بلداناً عدّة أخرى”.
وتحدّث عن أهميّة تحالف البريكس – BRICS والتحالف الجديد PPICS (الفيليبين، بيرو، إندونيسيا، سريلانكا)، وشدّد على “أن عالمنا الجديد يتّجه نحو أقلّ حرية وتحالفات جديدة وخلافات جديدة على من سيقود العالم الجديد وإزالة السيولة الورقيّة والإتجاه نحو العملة الرقميّة والإستراتيجيّات الجديدة، لمواجهة هذا العالم المستجدّ”.
وأكّد “أنّنا كلبنانيين علينا أن نستعمل قوتنا الأكبر وهي التواصل والتآزر بين بعضنا بعضاً في كلّ أنحاء العالم”.

ثم عرض زمكحل أزمة لبنان الاقتصاديّة والاجتماعيّة منذ نهابة الحرب الأهليّة حتى تاريخه، مشدِّداً على أنّ في لبنان “لم تنته الحرب بسلام مستدام، لكن باتّفاق وتوزيع الحصص والمكاسب والغنائم. ومن دمّر حجر لبنان في 17 سنة حرب أهليّة، أعاد تدمير اقتصاده في 30 سنة من الفساد وتوزيع المشاريع الوهميّة والمُحاصصة”.
ورأى أنّ “لبنان يلين لكن لن ينكسر ولن يستسلم”، مشيراً إلى “أنّ قوة مغتربينا هي نجاحهم في كلّ العالم وفي كلّ القطاعات، لكنّ نجاحهم الأكبر هو أنّهم بنوا لبنان الصغير في كلّ أنحاء العالم، وزرعوا علم الأرز عبر الكرة الأرضيّة”. وقال “نتكل على قوتنا الاغترابيّة للاستثمار بالشركات اللبنانيّة النامية، والاستثمار بالعقار، الذي لا يُمكن إلاّ أن ينمو من جديد”، داعياً “إلى التكتّل (اللوبي)، لكلّ مسؤولي البلاد التي تأويهم، للضغط السياسي الدولي لرفع الأيدي السود عن لبنان”.
وحذّر من “خطورة تهديم ما تبقّى من القطاع المصرفي، وتحويل اقتصادنا المراقب دوليّاً إلى اقتصاد الكاش، الذي هو أخطر اقتصاد في العالم، المستعمل لتهريب وتبييض الأموال، وتمويل الإرهاب والإرهابيين”، كما حذّر من “تحويل لبنان من المنصّة التي كانت تجذب الاستثمار والمستثمرين والرياديين إلى المنصّة التي تجذب المهرّبين والمبيضين والمروِّجين”.
وفي ختام الاجتماع كانت لفتة ووقفة وجدانيّة حيث رفع عالياً كلّ الحضور علم لبنان وشدّدوا على “أنّ لبنان ينزف لكنّه لن يموت، وسنبقى يداً واحدة ترفع علم الأرز في لبنان والعالم والمثل الأعلى للصمود والإبداع والريادة والتطوير المستدام”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى