الوطن

نصر الله للمهدِّدين بالحرب والتجويع: لو قتلتم نساءنا وأطفالنا ورجالنا لن نستسلم

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّه في ظلّ الأزمة السياسيّة والمعيشيّة في لبنان «االرسالة الأساسيّة يجب أن تكون عدم اليأس لأنّ نتيجته الاستسلام»، متوجّهاً إلى كلّ من يُهدِّد بالقتل وبالحرب والتجويع قائلاً «لو قتلتم نساءنا وأطفالنا ورجالنا لا يُمكن أن نشعر بالضعف أو الوهن، لا تتوقّعوا منّا استسلاماً وانصياعاً وخضوعاً».
مواقف السيّد نصرالله جاءت في كلمة له، خلال احتفال أقامته «المؤسّسة الإسلامية للتربية والتعليم – مدارس المهدي»، وذلك في الذكرى الثلاثين على تأسيسها.
المقاومة هي الأمل
واعتبر السيد نصر الله أنّ «أكثر ما نحتاج إليه في هذه الأيام هو روح الأمل، مشيراً إلى أنّ «الإسرائيلي» عندما احتلّ لبنان اشتغل على بثّ روح اليأس الذي له نتائج سياسيّة واجتماعيّة وأخطر نتائجه هو القبول بالاحتلال بعيداً عن كرامتك وسيادتك وشرفك. المقاومة واجهت وقاومت وفرضت معادلة أنّنا نستطيع أن نهزم هذا العدوّ فكانت المقاومة التي صنعت انتصاراتٍ سريعة».
وشدّد على أنّ «المقاومة هي الأمل والتي صنعت انتصارات سريعة ضدّ العدو الإسرائيلي»، موضحاً أنّ «المقاومة استمرّت عام 2000 بهذا الأمل وعام 2006 صمدت المقاومة بالأمل».
وأضاف «مضت سنوات قليلة وتبيّن سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع أميركا في العراق بفعل الأمل والمقاومة»، مذكِّراً بأنّه «في ما مضى أيضاً وبهدف تعزيز روح اليأس لدينا من أهم الوسائل كانت القتل والمجازر والتهجير وهدم المنازل».
ولفت إلى أنّ مجزرة بئر العبد التي استشهد فيها ما يزيد عن 75 شهيداً وكانت أميركا هي التي أرسلت سيّارة مفخّخة، كانت بهدف بث روح اليأس، مؤكّداً أنّ «بعض الذين يدّعون السيادة في بلدنا أيديهم متورطة بالدّم في تفجير مجزرة بئر العبد».
وأشار إلى أنّ أكثريّة الشهداء الذين سقطوا في مجزرة بئر العبد كانوا نساءً وأطفالاً وأنّها ارتُكِبت في اليوم العالمي للمرأة، موضجاً أنّ «هدف مجزرة بئر العبد كان بثّ الرعب واليأس في قلوبنا وكانت محاولة اغتيال السيد محمد حسين فضل الله ضربة قاسية لنا».
أبواب الحلّ موجودة
وتابع «كلّ من يُهدّدنا بالقتل وبالحرب العسكريّة والتجويع فهذا لا يُهدّدنا، ولو قتلتم نساءنا وأطفالنا ورجالنا لا يُمكن أن نشعر بالضعف أو الوهن لأنّنا نعتمد على الله ونثق بشعبنا. لا تتوقعوا منّا استسلاماً وانصياعاً وخضوعاً».
وتوجّه إلى اللبنانيين قائلاً «إنّ الرسالة الأساسيّة يجب أن تكون عدم اليأس لأنّ نتيجة اليأس الاستسلام، والمطلوب منّا الاستسلام»، مؤكّداً أنّ «أبواب الحل موجودة ويجب ألاّ نستسلم للشروط الدوليّة والإقليميّة والذين استسلموا لم ينجوا».
مخاطر تُهدِّد الأجيال
وتطرّق السيّد نصرالله إلى الشأن التربوي، منبّهاً إلى أنّ «كلّ شيء مفتوح أمام الأجيال الحاليّة نتيجة وجود الهاتف والإنترنت في يد كلّ طفل ومن دون ضوابط، واليوم الكثير مما هو عيب في عاداتنا وحرام في ديننا يُعمل على مسحه ليكون البديل هو التفلّت»، محذّراً من «أن الإدارة الأميركيّة هادفة في نقل الثقافة الغربيّة الشيطانيّة إلى مناهجنا».
وأوضح السيد نصر الله أنّ من جملة المخاطر التي تتهدد الأجيال الحاليّة «المواد المخدّرة وانتشار المخدّرات»، مؤكّداً «أنّ من يروِّج للمخدرات ويُتاجر بها هو من أسوأ أنواع المفسدين في الأرض».
واعتبر أنّ «التحصين هو الأساس والتربية هي المؤدّية إلى ذلك، وهناك صرخة في مدارس الغرب نتيجة التفلّت وعدم التحصين، وهناك من لديه علم ويستغلّ الناس والاستفادة من أسوأ الظروف لاستغلالهم ولذلك نؤكّد على التربية».
وأشار إلى أنّ وظيفة المُعلّم والمُعلّمة والمؤسّسة التربويّة يجب ألاّ تبقى فقط مهنة بل يجب أن يُضاف إليها روح رساليّة وإنسانيّة، موضحاً أنّ المطلوب من المُعلّم في المدارس أن يكون رساليّاً أي أن يكون همّه استفادة الطلاّب ونجاحهم وتفوقّهم، لافتاً إلى أنّ «الأستاذ قدوة لذلك عليه أن ينتبه لسلوكه وتعاطيه مع الطلاّب لأنّه يُمارس الدور التربوي وبالتالي هو يطبع شخصيته على هؤلاء الطلاب، وإنّ مسؤوليّة المؤسّسة بالدرجة الأولى هي بناء أجيال ترفض الظلم والطغيان وتؤسّس للعدالة».
على الحكومة تنفيذ الوعود
وأوضح «أنّ الظروف التي استجدّت أخيراً، أثّرت على كلّ أطراف العمليّة التربويّة، وتأثّرت رواتب المُعلّمين وأصبحت لا تُقدّم ولا تؤخّر، وتأثرت أيضاً المؤسّسات التربويّة، ولذلك هناك مخاطر على وجود القطاع فالمدارس الرسميّة أغلقت فترة طويلة».
وتابع «فـي المـدارس الخـاصّة أنا أقدّر أنهم يريدون زيادة الأقســاط لتحسين رواتب المعلمين، لكن هل يمــكن ألاّ نربح هاتين السنــتين أو نربح بشــكل معقـول ومتواضع. اعتبروهـا مسـاهمة إنسـانيّة أو مساعدة أو عـمليّة إنقـاذيّة»، مشيراً إلى أنّ «هـناك مـدارس خاصّة مصرّة على الربح الوفيـر ولـديّ أرقام على ذلك. هنـاك جشـع بشـع عند بعـض التجار ونحـن نطَّلـع على الأسـعار فوجـدنا أن هنـاك شـيئاً لاإنـسانيّاً ومتوحـشّاً».
وعن إضراب المعلمين والأساتذة في المدارس الرسميّة والجامعة اللبنانيّة، قال «المعلّمون معهم حق، لكن أقدموا على إضراب فبات العام الدراسي في خطر». و فيما طالب الحكومة بتنفيذ ما وعدت به من تقديمات للمعلمين، توجّه إلى المُعلمين قائلاً «ما قدّمته الحكومة لكم ليس كافياً لكن نتمنى عليكم الموازنة بين المطالب المحقّة والأجيال التي سيضيع عليها عام دراسي كامل». ودعا الأساتذة لأن يعتبروا ما تبقّى من العام الدراسي «مساهمةً إنسانيّةً وأخلاقيّة وأن يواصلوا العام الدراسي وعدم العودة إلى الإضراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى