أخيرة

رمضان الخير والرحمة والتسامح والمحبة

‭}‬ سارة السهيل
أنتهز فرصة قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي أنزل به القرآن رحمة للعالمين على سيدنا محمد الذي وُصف على لسان رب رحيم بأنه على خلق عظيم، وكان أوّل ما نزل عليه من ربه كلمة إقرأ، لما فيها من إشارة الى أنّ الدين الإسلامي نزل على الأمة لأهداف ورسائل رَبِحَ مَن فهمها وأعطاها قدرها، وخَسِرَ من أخذ منها قسوتها وترك الجوهر والمضمون.
فكلمة إقرأ حين اختارها الله سبحانه وتعالى كبداية وفاتحة كلام مع نبيِّه المصطفى، إنما هي رسالة واضحة بأنّ هذا الدين الجديد ذاك الوقت من أهمّ أهدافه هو العلم والمعرفة والقراءة ونبذ الجهل والتخلف، وحين اختار رسولاً يشهد له بالصادق الأمين من قبل نزول الرسالة عليه وبعدها وُصِفَ بالخُلُق العظيم، فهي إشارة ثانية أنّ الإسلام جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، سواء بما كان موجوداً سابقاً عند العرب وغيرهم من قِيَمٍ وثوابت حميدة من الكرم والمروءة والشجاعة والأمانة، أو ما تمّت إضافته من قيَم جديدة ودقيقه بعد نزول الإسلام، فإنما الدين هو الوعي والتنوير من جهه وأخلاق وسلوك من جهة أخرى…
إلا أننا في هذا الزمن تغافلنا عن أهمّ رسالتين في هذا الدين الحنيف وتبعنا إما الانحراف الأخلاقي المتدهور كاملة أو التطرف البغيض البعيد عن سماحة الدين وجوهره وأخلاقه، وإما تعلقنا بقشور سطحية، وذلك كما أزعم برؤيتي المتواضعة انها مخطط عالمي لتفريغ الدين من محتواه وذلك بإلهاء الناس بالأمور الثانوية، فلا تجد من يسألك عن أخلاقك، عن أمانتك، عن صدقك، عن إكرامك للضيف، عن حسن تعاملك مع الضعيف، عن برِّ الوالدين، عن الإحسان للفقراء، عن إماطة الأذى، عن الطريق عن إخلاصك في عملك، عن عدم أخذ الرشوة، عن التزامك في بيتك وأسرتك وتحمّل المسؤولية عن انتمائك لوطنك وعدم خيانة بلدك وأهلك، عن حفظ المعروف، عن جزاء الإحسان بإحسان…
حتى لا تجد أحداً يسألك عن الصلاة والزكاة، فأركان الإيمان نزلت قبل أركان الإسلام وكلها (أركان الدين)، فلا تجد من يسالك عن هذه الأركان إنما يتمّ فقط سؤالك ومحاسبتك من قبل المجتمع والأشخاص على أمور ثانوية، ونقول ثانوية كونها ليست من أركان الإيمان ولا أركان الإسلام،
فيسألون بشكل رئيسي عن المظهر مثلاً أو عن ما يفرِّق بين الناس من تقسيمات وتصنيفات مدعاة للفرقة والانقسام، او يسألونك عن تسييس الدين! وكلّ هذا له أسباب واهداف تمّ الترويج لها من قبل أحزاب لها أهداف بعيدة عن الإيمان والدين والتقوى ورضا الله.
انتبهوا يا أحبابنا ان لا نحيد عن طريق الأصل في الدين ولبِّه ومعناه الذي هو الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق والعلم والنور والمحبة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى