أولى

في عيد المقاومة والتحرير من حق كلّ مقاوم أن يحتفل

‭}‬ المحامي سماح مهدي*
لا يختلف مقاومان على أنّ الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير له نكهة خاصة. فهو عيد ما كان ليحصل لولا تراكم جهاد ونضال أبناء أمتنا على امتداد عقود.
ومن باب إحقاق الحق، لا يقتصر الجهاد والنضال على العمل العسكري المباشر فقط. فكلّ من ساهم بطريقة أو بأخرى في معركة لبنان من حرب الوجود ضدّ كيان عصابات الاحتلال وجيشه الغاصب، من حق ذاك المقاوم أن يحتفل بالعيد لأنه واحد من المساهمين في الوصول إليه.
وفي الوقت ذاته، يتحمّل كلّ مقاوم عبئاً جديداً يلي تحقيق النصر، ألا وهو الحفاظ عليه وحمايته ليكون منطلقاً لتحقيق انتصار جديد يعزز الانتصار الأول ويثبت دعائمه.
ويسجل التاريخ أنّ النصر الذي تحقق في الخامس والعشرين من أيار عام ألفين، كان حافزاً أساسياً لأبناء شعبنا المقاوم داخل فلسطين ليطلق انتفاضته الثانية التي عُرفت بانتفاضة الأقصى في أواخر شهر أيلول من العام ذاته.
فالخامس والعشرون من أيار بات تاريخاً فاصلاً بين نمطين في التفكير: الأول مقتنع تمام الاقتناع بأنّ القوة هي القول الفصل في إثبات حقنا القومي أو إنكاره. وبالتالي فإنّ الحق لا يكون حقّاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما تؤيّده القوة. أما النمط الثاني فهو يمعن بالانهزام إلى درجة لا يريد عندها حتى أن يعترف لأبناء وطنه أنهم حققوا انتصاراً تاريخياً حُفر في السجل البشري، فبات أنموذجاً يُحتذى لكلّ صاحب حق.
وعلى الرغم من أنّ جزءاً من اللبنانيين لا يعترفون للمقاومة بإنجازها، لا بل ويحاولون تجريد لبنان من أحد أهمّ عناصر قوته التي ساهمت في جعله رقماً صعباً في المعادلة، لا سيما على مستوى محور المقاومة. إلا أنّ كلّ أحزاب وفصائل المقاومة ـ على اختلاف عقائدهم ـ حرصوا على تظهير انتصار أيار على أنه ملك عام لكلّ أبناء الوطن في مواجهة العدو الواحد.
في الخامس والعشرين من أيار، عهد الوفاء للدماء الزكية التي روَت أرضنا المقدّسة بأن تحفظ أجيالنا وصية كلّ شهيد عبّد بارتقائه جزءاً من طريق النصر. وأن تمضي هذه الأجيال في الطريق ذاته من أجل تحرير ما تبقى تحت الاحتلال، لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لجبل الشيخ والجولان، لفلسطين كلها.
في عيد المقاومة والتحرير، معايدة العز والافتخار بكلّ مقاوم وأهله، بكلّ أسير وعائلته، بكلّ شهيد وأسرته. وبكلّ مؤمن مُؤَيّدٍ بصحة العقيدة أحب الحياة لأنه أحب الحرية، وعشق الموت لأنه رأى فيه طريقاً لحياة أمته وشعبه…
*ناموس المجلس الأعلى
في الحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى