أولى

قارب السياحة الغارق… عملية أمنية حساسة انتهت بفشل سريع

حسين مرتضى

في ظلّ الإعلام الجديد لم يعد من الممكن إخفاء أيّ حدث سياسي أو عسكري أو أمني فكيف إذا كان هذا الحدث يرتبط بجهاز أمني صهيوني يمتلك تاريخاً أسود بتنفيذ آلاف الجرائم على امتداد المساحة الجغرافية للعالم.
منذ أيام تناقلت العديد من وسائل الإعلام على مستوى العالم خبراً مفاده غرق قارب سياحي في بحيرة ماجوري في شمال إيطاليا.
ووفقاً لوسائل إعلام إيطالية، فقد غرق أربعة أشخاص وأصيب خمسة آخرون بانقلاب القارب الذي كان على متنه نحو خمس وعشرين شخصاً ليتمّ الحديث لاحقاً أنه من بين الغرقى عنصرين في الاستخبارات الإيطالية و”إسرائيلي” ومواطنة روسية.
ورغم محاولات كيان الاحتلال التعتيم على الخبر عبر الحديث بأنّ من كانوا على متن القارب هم من الضباط المتقاعدين، وأنهم كانوا في إجازة وغرقوا بسبب حادث عابر! إلا أنّ هناك الكثير من الأسئلة التي بحاجة إجابة…
أولاً: ما هو سبب وجود ضباط استخبارات إيطاليين على متن قارب سياحي يضمّ عدداً من ضباط جهاز الموساد الإسرائيلي؟
والإجابة بأنّ اجتماعات كهذه تتمّ بعيداً عن الأنظار وبالتالي فإنّ خيار الاجتماع عبر رحلة بحرية خيار أمثل.
ثانياً: لماذا تمّت عملية الإنقاذ بشكل سريع وسري وغامض وبعيداً عن وسائل الإعلام؟
والإجابة أنّ سرية عملية الإنقاذ وسرعتها هدفها منع أيّ انتشار لخبر هذا الاجتماع وعدم التعرّف على هوية المجتمعين.
ثالثاً: ما هو الهدف من هذا الاجتماع الاستخباراتي وفي هذا التوقيت تحديداً؟
والإجابة أنّ طبيعة الاجتماع تأتي في إطار نشاط جهاز الموساد في أوروبا وسعيه لجمع أيّ معلومات حول ملفات حساسة تخصّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن ضمن عملية جمع المعلومات تتمّ مراقبة أهداف ذات طبيعة حساسة وتنفيذ عمليات ذات طابع أمني وتاريخ الموساد حافل بجرائم من هذا النوع.
قضية قارب السياحة الأمني باتت أكثر تعقيداً من حيث طبيعة الاجتماع وكيف انتهى.
فرحلة عيد ميلاد أحد ضباط الموساد القدامى ما هي إلا اجتماع عمل انتهى بطريقة غامضة قد تكون ضمن إطار مكافحة العمليات الأمنية المضادة.
ومن الجدير ذكره أنّ الإعلام الصهيوني نقل عن نائب رئيس الموساد سابقاً رام بن باراك قوله “إنّ “الموساد” فقد في إيطاليا أحد رجاله في حادثة مأساوية ودون الدخول في التفاصيل لكنه لم يتواجد هناك لحفلة عيد ميلاد او استجمام، صحيح انّ الأمر ليس عملية تنفيذية، لكن الأمر له علاقة بعمله، والخسارة كبيرة على رجل استثنائي فقدناه”.
وكما تقول الحكمة من فمِك ندينك فإنّ هذا التصريح يؤكد بأنّ الأيام المقبلة ستكشف حقيقة ما كان يجري على متن ذلك القارب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى