أولى

الخيارات التي تصيب العصبية وتسقط النص

ينشغل الكثيرون بتعداد الأصوات التي سوف يتمّ تجميعها لكل من المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، رغم معرفة الجميع بأن الجلسة المقبلة لن تشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وربما الجلسة التي تليها أيضاً.
لذلك فإن الأهم يجري في مكان آخر، خصوصاً ما بات واضحاً من خسائر وانقسامات تصيب كتلتين كبيرتين بارزتين هما كتلة التيار الوطني الحر وكتلة نواب التغيير، في الطريق نحو اصطفاف رئاسي تقاطعي بات معلوماً أنه لن ينتج رئيساً.
تمكنت القوات اللبنانية وحزب الكتائب ومَن معهما، من احتواء خسائر التراجع عن النص الذي رافق المعركة الانتخابية لحساب المرشح ميشال معوّض، تحت عنوان رئيس يناهض سلاح المقاومة ومستعدّ لخوض المواجهة ضده، والتموضع تحت نص مختلف كلياً هو مرشح وسطي يمكن التقاطع عليه مع الخصم الأبرز في المرحلة السابقة، وهو التيار الوطني الحر، وذلك لأنها نجحت بوضع العصبية في موقع الربح، مقابل هذه الخسارة، بجعل قطع الطريق على المرشح سليمان فرنجية سبباً كافياً للتموضع الجديد، والقول إن الطريق سوف يفتح أمام المرشح المضمر وهو قائد الجيش.
على ضفة التيار الوطني الحر، وكتلة نواب التغيير، أصيب النص وأصيبت العصبية، دون كسب فرصة القول بأن ثمة مكسباً رئاسياً راهناً أو لاحقاً، لأن مرشح التقاطع لا يملك حظوظ الفوز، وترشيحه لن يفتح طريق التفاوض مع داعمي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية على بديل، بعدما تسبّب التموضع الجديد بإصابة العلاقات بداعمي فرنجية بتأزم كبير.
أصيب النص لدى التيار الوطني الحر، بتسمية مرشح لا يمكن تقديمه تحت عنوان الإصلاح والتمثيل الوزان، وهي العناوين التي رفض التيار على أساسها السير بترشيح فرنجية، مهما حاول بعض رموز التيار إيجاد تفضيلات فرعية تحت هذه العناوين. وأصيبت العصبية برفض تسمية أي مرشح من التيار رغم أن النائب إبراهيم كنعان موجود على لائحة بكركي ويملك حظوظ التوافق عليه أو التقاطع على تبنّيه.
أصيب النص لدى نواب التغيير، لأن السياسات المالية التي يفترض أن التغييريين يحمّلونها مسؤولية الانهيار، هي من هندسة مدرسة يمثل جهاد أعور أستاذاً فيها وأحد أركانها. وأصيبت العصبية لأن التقاطع مع التيار الوطني الحر أسقط الهيلاهو التي قامت على اعتبار التيار دينامو السلطة التي يُخاض الاشتباك معها.
بعد جلسة أو أكثر سيتمّ تجاوز ترشيح جهاد أزعور، لكن ما أصاب الكتلتين سوف تبقى آثاره باقية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى