أولى

سقوط المروحية الأميركية وإصابة 22 جنديا

أعلن الأميركيون بعد يومين على سقوط مروحية عسكرية على متنها 22 من الجنود الأميركيين أصيبوا بجراحات متفاوتة حسب البيان الأميركي، مضيفاً أن التحقيق يجري في الحادث، وأنه لم يبلّغ عن إطلاق نار معادٍ في منطقة وتوقيت إصابة المروحية.
الإعلان بعد يومين يعني أن التحقيق الخاص بفرضية خلل تقني قد تمّ قبل الإعلان وجرى استبعاده، ولذلك تمّ استخدام توصيف حادث، والإعلان عن عدم التبليغ عن إطلاق النار لا ينفي وجود عمل استهدف المروحية، فعدم التبليغ لا ينفي الحدوث، وإلا لماذا تعبير الحادث؟
بعد العملية خرج محللون محسوبون على الأميركيين عبر قنوات محسوبة على الأميركيين يربطون العملية بقيام القوات الأميركية بعملية مطاردة سابقة للحادث ضد تنظيم داعش، وينشرون عرضاً لوجود ميليشيات مدربة مؤيدة لمحور المقاومة في المنطقة سبق لها أن نفذت عمليات ضد القوات الأميركية.
الكلام الأميركي محسوب بدقة وله علاقة برسائل يراد إيصالها، ولا علاقة له بمزاعم التحقيق لمعرفة ما جرى. فالأميركيون يعرفون أن ما جرى هو عملية لقوى مقاومة سورية في المنطقة، فيقومون بالتلميح عبر جماعتهم بأننا نعرف، ويفتحون الباب لعدم الانزلاق الى مواجهة، عبر تسريب قضية ملاحقة جماعات لداعش، والحديث عن تحقيق لكشف تفاصيل الحادث.
المقاومة لا تعلن عن عملياتها في تلك المنطقة عادة، وهذا يعرفه الأميركيون، فهم من كان يعلن عن سقوط الصواريخ على قواعدهم، وعليهم إذا كانوا لا يريدون الذهاب الى مواجهة أن يفكروا جدياً بالانسحاب، لأنه الطريق الوحيد لتفادي المواجهة، وسوف يكتشفون في الأيام القريبة أن ما جرى جزء من سياق، وأن الصبر على ألاعيب الاحتلال للبقاء في الأراضي السورية قد نفد، وأن العمليات سوف تتلاحق حتى يتم الانسحاب.
يستطيع الأميركيون الانسحاب قبل تعاظم العمليات إذا أرادوا حفظ ماء الوجه، لأن العمليات ليست حوادث، يمكن التفاهم على التغاضي عن حدوثها من الطرفين، وعودة الأمور الى ما كانت عليه وهو بقاء الاحتلال، فهذا يجب على الأميركيين حذفه من الاحتمالات.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى