أخيرة

دبوس

«جينا نغنّيلك يا زين
ودايماً ندعيلك يا حسين»

كنت أتمنى، ومن باب الترويج العادل للسلعة، ان يُصار الى تظهير المشهد الكلّي بجماليّاته وبالقباحة في طيّاته، فليس في حب الحقيقة من شيء إذا ما نحن طفقنا نكيل المديح والثناء لجمال جارتنا ميمونة وفتنتها، ثم لا نأتي على ذكر كونها عاهرة تمتهن البغاء للارتزاق، تماماً كمن يطنب في وصف نعومة الأفعى الرقطاء، وانسيابية جسدها ورشاقتها في الحركة، وكذلك ألوانها الباهرة المتنوعة والتي تسرّ الناظرين، ثم لا يأتي على ذكر أنّ هذه الأفعى تبطن في نابيها الحادّين سمّ زعاف قد يودي بالملدوغ في ثوانٍ الى مهاوي الردى.
كم كان حريّاً بأولئك المدفوعة أجورهم ليقوموا بحملات الترويج البائسة عبر التواصل الاجتماعي واليوتيوب ان يتحفونا بالكيفية التي استطاع من خلالها النظام الهاشمي في عمّان على سبيل المثال لا الحصر، القيام وببراعة، وعلى مدى ثلاثة أرباع القرن، بحماية حدود الكيان المارق الطويلة، وتأمين الهدوء والسكينة بهذه الكفاءة والاقتدار، ومن باب أولى، كيف سقطت الضفة الغربية وقدس الأقداس من أصله في يد الصهاينة، فالعلاقات مع عبد الناصر كانت في معظم الوقت على صفيح ساخن، ثم، وذات فجأة، وقبل حرب الأيام الستة، وبقدرة قادر، أصبحت سمن على عسل، لدرجة الانخراط مع ناصر في الحرب ضدّ “إسرائيل”، مليون علامة استفهام، هل صدرت التعليمات آنذاك بأنّ الأوان قد آن، يا صاحب الجلالة، لتسليم يهودا والسامرة لأصحابها الأصليين؟ ولا بأس في مسرحية الانخراط في الحرب مع ناصر، حتى نبدو أبطالاً، ولكن ما باليد حيلة، ثم نبكي بحرقة على ضياع الأقصى…
مساخر بالجملة والمفرّق، ولكن دعونا ننسى كلّ شيء، ونلغي عقولنا، ونتحوّل الى أسماك سابحة، ونحتفل بزواج ولي العهد الوسيم، ونرقص، وندبك، ونفرح، فالوقت وقت الفرح، ورعاك الله أيتها الأمّ الجميلة الأنيقة الرشيقة، ومرحى لهذه العائلة التي تتسم بالبساطة والأريحية والتلقائية، غاب عن منظّمي الحفل، إحضار المطرب عدويّة، ليصدح برائعته الخالدة، السّح الدّح امبو، الواد طالع لأبوه، حتى تكتمل الملهاة…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى