ثقافة وفنون

غضب..

‭}‬ عبير حمدان

انهمر عمري
وسيل السنين جرف حقول اللقاء
لم يبقَ من أمسي إلا اليباس
ووهم القبلة الأولى
أخشى أن أمسح ما تبقى من نداها
فتغدو عروقي صفراء
وتتخشّب شراييني
أخبئك في صدري
دون كلام
لا أريد أن يصلك همسي
أرد تنهيدتي إلى أعماقها
أدرك أنك تُجّن بها
أنزع كل الألوان التي تحبها
وأبدل تسريحتي وخضوعي
لم أعد تلك التي تدور في فلك صمتك
وتترقّب عشوائيتك
أبحرت في سفينة بلا أشرعة
غمرني ملح الحياة
وضجيج الموانئ
وتعربش على أطراف لامبالاتي سيل المجاملات
لم أعد أبحث عن أغنيتنا
صمغ الغياب أوصد باب القلب
ومسخ الليالي
حتى رنّة الهاتف تحوّلت
وجمر الدخان المنبعث من السجائر
خلع دوائره
حسبي أني أدمنت الصمت الطويل
وأفرغت غضبي رماداً
وثملت…
حسبي أني عاقرتُ المستحيل
ولم أشعر بحرارة الجرح حين أنكسر القمر طيّ أناملي
سالت كل الكواكب حين زهقت أرواح النجوم
وعدت وحدي بعد أن منحتك حروفي
وأنت لم تتقن القراءة
مزّقت القوافي وشرذمت حلمي
ولا زلت أجمع شتات قصائدي
علك تسكنني وأكملك…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى