ثقافة وفنون

لا زلت مكاني

‭}‬ عبير حمدان
لأني أحبك ينساب الحبر بلون الذهب…
وأخشى على قلبي من رعشة باردة
أمسكه بقوة كي لا أفقدك بين خفقاته المتسارعة…
لكَ أجمع الريح
والطلّ الغافي بين وريقات الزهر
وأهازيج القرى، وليالي السمر…
وأهبك نبض أبجديتي
وإبتسامة الفجر على إيقاع الوتر
لأني أحبك أتعلق بوهم أبدي
وأصوغ حوارات عبثية
لك أنسج لغتي بلا فواصل
وأكتب توقي إلى لحظة بلا قيود
لأني أحبك
يصبح الرفض فعلاً غائبا
وأحترف جنون الانصياع
لك خيوط الوله المنبعثة من حلمي
وقصائد لم تولد بعد من رحم اشتياقي
لأني أحبك
اغفو على اتقاد مقلي
وأسامر طيفك المقامر بقدري
وأخبئ نثرات نقاشاتنا العابرة طي روحي
لأني أحبك
أرسم حكايتي من معين صمتك
وأبني قلاعاً من رمال
في مواجهة لامبالاتك
وأضمّك إلى أنفاسي المحترقة خلسة
أراقصك على حافة جرفٍ
وأنا لا أتقن الرقص
لا أتقن البوح
لكني أحبك كما أنت
شقياً، جارحاً، قاسياً
لأني أحبك
أتمسك باقلامي وأوراقي
وكل الأخبار المملة والمكررة
والمناسبات المستعادة بعباراتها وبياناتها
بوجوهها وتوصيفاتها
لأني أحبك
لا زلت مكاني…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى