أخيرة

دبوس

حينما ينقلب
السحر على الساحر

حينما قام كيان الإحلال بإرسال طاقم إعلامي كبير الى مونديال قطر قبل حوالي العام، كان يأمل بأن يعزّز من زخم التطبيع، فيبدو ككيان طبيعي يغطّي حدثاً عربياً عالمياً، فيجري لقاءات كأي طاقم عربي آخر، ويعتاد عليه الجمهور العربي، ويصبح نسيجاً منسجماً مع الجسد الكلي للعالم العربي، مما يمهّد له الطريق في التواجد مستقبلاً في كلّ المناسبات العربية، كأيّ فريق عربي آخر، بلا قيود وبلا تحفظات،
هذا ما كان يرنو إليه المخطط الاستراتيجي في منطقة صنع القرار «الإسرائيلي»، ولكن حسابات البيدر، لم تكن كحسابات الحقل، فأكل الطاقم الصحافي «الإسرائيلي» علقةً معنويةً لم يأكلها حرامي في ليلة المولد، لقد مُرّغ أنفهم في التراب، وأمام سمع وبصر العالم برمّته، شاهد الناس من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، ومن أقصى الشمال الى أقصى الجنوب فريق هذا الكيان الإعلامي الكبير وهو يتبهدل في كلّ محاولة لإجراء مقابلة بدون استثناءٍ واحد، وكانت أكثر اللقاءات المذلّة هي مع شاب سعودي، أطاح بما تبقّى لهذا الوفد من كرامة.
الآن يجتمع وزير خارجية الكيان مع وزيرة خارجية ليبيا، لمدة ساعتين في إيطاليا، ويبدو انّ نجلاء المنقوش، وزيرة خارجية ليبيا، توقعت أن يمرّ اللقاء كتّيمي، في مبعدٍ عن وسائل الإعلام، ولكن وزير خارجية الكيان، إيلي كوهين، خرج على الإعلام، ورغبةً منه في تسجيل نصر سياسي ينسبه الى نفسه، قام بالتصريح بأنه اجتمع بوزيرة خارجية ليبيا، وانّ هذا الاجتماع أتى كتتويجٍ لجهدٍ سياسي قامت به وزارته لشهور طويلة، التصريح ترتب عليه خروج جماهير الشعب الليبي العظيم المقاوم الى الشوارع تنديداً بهذا اللقاء وبحكومة الدبيبة، ومطالبة باستقالتها وبالذات وزيرة الخارجية، ومحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى، ردّ فعل لم تتوقعه الدبلوماسية «الإسرائيلية»، تماماً مثل ردّ فعل جماهير المونديال، والذي لم يتوقعه صانع القرار «الاسرائيلي»، يبدو أنّ تآكل الردع العسكري قد بدأ يتسرّب الى كلّ المؤسسات «الاسرائيلية»، فجميع قرارات هذه القيادة الحمقاء هي قرارات مرتبكة، تفتقر الى الذكاء، ويتحكم في اتخاذها دوافع بعيدة عن المصلحة العميقة للكيان، كيان في حالة تخبّط، يندفع بذاته وبدون تدخّل قوىً أخرى، نحو هاويةٍ بلا قرار.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى