أولى

اندريا تينينتي وقرار التجديد “أول دخولو”!

لم يكد يجفّ حبر التجديد لقوات اليونيفيل وفق الصيغة التي فتحت الباب لجدال واسع، حتى خرج الناطق بلسان القوات في حديث ليس فيه جديد إلا إشارته الى الخيمة التي أعلن حزب الله عن إنشائها في منطقة مزارع شبعا اللبنانية، ليقول إنها مخالفة للقرار 1701 وإن اليونيفيل تعمل على إزالتها.
لا بد من إنعاش ذاكرة السيد اندريا تينينتي التي يبدو أنها تبلّدت مع مرور الوقت والاحتكاك اليومي مع ممثلي جيش الاحتلال، حتى بات ما يحفظه عن القرار 1701 هو ما يقوله له الإسرائيليون. فالحديث عن التزام الخط الأزرق ليس إلا بنداً من بنود القرار 1701، لكنه مقرون ومشروط ببنود أخرى، أكثر جوهرية لاتصالها بقضايا النزاع التي يمكن لتجاهلها أن يُعيد تفجير الموقف، كما قال القرار نفسه في فقرات متعددة منه. ولعل أهم ما يجب أن يتذكره السيد تينينتي هو أن انتهاك الخط الأزرق يتضمن آلاف الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية والبحرية التي لم يرد السيد تينينتي على ذكرها.
السؤال الرئيسي للسيد تينينتي عن نص صريح حول الانسحاب الإسرائيلي الفوري من الأراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي خلال حرب تموز 2006 وفي مقدّمتها خراج بلدة الماري المعروف بالجزء الشمالي لبلدة الغجر، والتي تتحمّل قوات اليونيفيل والسيد تينينتي شخصياً مسؤولية الصمت طوال 17 عاماً عن المطالبة بتنفيذ الانسحاب المستحق وغير المشروط منها، بل وتجاهل ذكر عدم الانسحاب الإسرائيلي منها بصفته انتهاكاً صارخاً للقرار 1701، رغم وضوح النص على أن إحدى مهام قوات اليونيفيل التحقق من هذا الانسحاب.
أما بالنسبة لمزارع شبعا المحتلة التي خصّصها القرار 1701 الصادر قبل سبعة عشر عاماً، بفقرة خاصة تقول إنها منطقة حدود متنازع عليها، وتصفها بالقضية التي تدعو الأمين العام للأمم المتحدة الى تقديم مقترحاته حولها خلال ثلاثين يوماً، فهل غفلت عين السيد تينينتي عن بقاء الاحتلال في شمال الغجر سبعة عشر عاماً، ثم صار الانتهاك هو قيام حزب الله بوضع خيمة بعد سبعة عشر عاماً، في منطقة منح القرار ثلاثين يوماً للأمين العام لحلها؟
على السيد تينينتي أن يسارع للتصحيح قبل أن يتأكد الاتهام للقيّمين على قوات اليونيفيل بأنهم يحاولون توريطها بالانحياز، ووضعها في مواجهة مع حقوق لبنان واللبنانيين، و منهم الجنوبيون خصوصاً.
“أول دخولو غلطة على طولو”.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى