أولى

نهاية مكابرة ماكرون في النيجر

– بعد شهر من المكابرة الفرنسية بالإعلان عن عدم الاعتراف بشرعية الحكم الناشئ عن الانقلاب العسكري في النيجر، وبالتالي اعتبار دعواتها سحب السفير الفرنسي والقوات الفرنسية من النيجر غير شرعية وغير قائمة، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن القوات الفرنسية والدبلوماسيين الفرنسيين سيتمّ سحبهم من النيجر.
– الإعلان الفرنسي هو اعتراف بالعجز والفشل بعد مالي وبوركينا فاسو، يأتي دور النيجر، ما يعني أن الدولة العظمى التي كانت تتصرّف بعنجهية وعجرفة مع دول المستعمرات، وتتصرّف بها تصرف المالك بملكه، تقول اليوم إنها هزمت في البلاد التي كانت تعتبرها حدائق خلفية، خصوصاً في أفريقيا.
– النيجر هي المورد الأهم بالنسبة لفرنسا في العديد من مصادر الثروة المعدنية، وأهمها أن اليورانيوم المنهوب من النيجر بأسعار تعادل أقل من 10% من قيمته السوقية، ليوفر الوقود النووي للمفاعلات التي تنتج الطاقة، صار مستحيلاً أن تحصل عليها فرنسا وغير فرنسا إلا بأسعار السوق.
– العالم يتغيّر من الشرق، وترددات التغيير تصل رياحاً تلفح وجه أفريقيا، ويستشعر الأفارقة أن القبضة الغربية تضعف، وأن توازنات جديدة تتيح لهم التمتع بهامش واسع من الاستقلال. وعندما خاضت مالي غمار التجربة كان جيرانها يراقبون المشهد، حتى تحققوا من إمكانية فعل المثل وعجز الغرب عن منعهم، فكرّت المسبحة، لكن الحبل على الجرار.
– لن تنفع محاولات تصوير ما يجري في دول أفريقيا بصفته محاولات أميركية معلبة للحلول مكان فرنسا. فهذه المحاولات موجودة، لكنها غير قابلة للحياة فليس لدى واشنطن ما تقدمه لهذه الدول إلا ما قدمته للدول الحليفة لها، مثل مصر، وهو وصفات صندوق النقد الدولي من جهة، والانضواء في أحلاف عسكرية وسياسية لمواجهة الحضور الروسي والصيني، الذي يحمل مشاريع جاذبة ولا يفرض الوصاية، وأمام الأفارقة نموذج أفريقيا الجنوبية وتجربتها القيادية في مجموعة البريكس.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى