الوطن

الاحتفالات بالانتصارات النوعيّة لفصائل المقاومة الفلسطينيّة تعمّ المناطق اللبنانيّة ومواقف مشيدة بـ«طوفان الأقصى» وإغراق العدوّ «الإسرائيليّ» بذلّ الهزائم القاسيّة

طوفان من المواقف المُشيدة واكبت لحظةً بلحظة عمليّة «طوفان الأقصى» في فلسطين المحتلة ونتائجها السريعة والمُبهرة التي أدّت إلى إغراق العدوّ «الإسرائيلي» بجيشه ومستعمراته ومغتصبيها في ذلّ الهزائم القاسيّة في الأراضي المحتلّة. ودعت المواقف إلى دعم المقاومة والشعب الفلسطينيين في معركته المستمرّة ضدّ الكيان الغاصب.
لحّود ووزراء ونوّاب
وفي هذا السياق، وجّه الرئيس العماد إميل لحّود «تحيّةً إلى الشعب الفلسطينيّ ومقاومته اللذين «أثبتا أنّهما لا يستكينان حتى استعادة الأرض المحتلّة، وهو حلمٌ بدا في مشهد اليوم أقرب لأن يتحقّق، أكثر من أيّ وقتٍ مضى». وشدّد في بيان، على أنّ «عمليّة طوفان الأقصى أثبتت مدى التطوّر الذي بلغته المقاومة داخل الأراضي الفلسطينيّة، وهو دليلٌ على الجهد الذي بُذل كما على الدعم الذي يُقدَّم لها من الحلفاء، وفي طليعتهم حزب الله».
وقال “ندعم هذه المقاومة لأنّها اللغة الوحيدة التي يفهمها العدوّ وليس لغة التطبيع والاستسلام والمساومة وقد سقطت اليوم، نهائيّاً كما نأمل”، لافتاً إلى أنّ “الكيان الإسرائيليّ هو الأفعى الذي سيُريح قطع رأسها الشرق والعالم العربي، بل العالم كلّه”.
وقال رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة عبر حسابه على منصة “إكس”، إنّ “لا بدّ لقوة الحقّ أن تنتصر على الظلم مهما طال الزمن، بوركت سواعد المقاومين أصحاب الأرض”.
واعتبر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على حسابه على موقع “إكس”، أنّ “منطقتنا ومن ثمّ وطننا ومن ثم مصيرنا عند مفترقٍ تاريخيّ بكلّ ما للعبارة من معنى، والبعض عندنا غارقٌ حتى “أذنيه” في مسألةٍ داخليّة ويسعى لاهثاً لأن نُساجله بشأنها”. وتابع “هؤلاء وكأنّهم حانقون من إنجازات المقاومة أو ممتعضون من انكسار إسرائيل يعمدون إلى التهجّم والتطاول وسيلةً للتنفيس عن حنقهم وغلّهم وسبيلاً لإشاحة الأبصار عما يجري في الأراضي المحتلّة، مُضيفاً إنّ «الوقت أيّها الأحبّة هو للفرح بإنجازات المقاومة في فلسطين وبانكسار الصهاينة هناك، وهو قبل هذا وذاك للتبصّر والتدبّر في ما هو آتٍ”.
وأعلنت وزارة الخارجيّة والمغتربين في بيان، إنّها “تتابع باهتمام بالغ التطوّرات الميدانيّة الدائرة على أرض فلسطين، والتي تأتي كنتيجة مباشرة لاستمرار إحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينيّة ولإمعانها اليوميّ في الاعتداء على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، وفي سياسة التوسّع الاستيطانيّ وقضم الأراضي وحرمان الشعب الفلسطينيّ الصامد من أدنى حقوقه”، ونبّهت إلى أنّ “عدم إيجاد حلّ عادل ودائم وشامل يقوم على إنهاء احتلال الأراضي العربيّة وحلّ القضيّة الفلسطينيّة يُهدد السلم والأمن الدوليين”.
ورأى رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل أنّ ما يحدث في فلسطين المحتلة “من أكبر الاحداث التي وقعت منذ 1948، وربّما بداية نكبة معاكسة، وليس اليوم ظهرَ المسُّ بهيبة القوة العسكريّة “الإسرائيليّة” بل في العام 2000 بحرب التحرير والعام 2006 بحرب تموز” وقال “لسنا بموقع تحليل بل بموقع قراءة الأحداث لمعرفة كيفيّة التعاطي معها، لأنّ أهمية ما حصل بالأمس أنّه وقع داخل العمق الفلسطينيّ وأكد قدرة أطراف المقاومة ضدّ “إسرائيل” على استعادة الأرض المحتلّة، وهي موجودة في أكثر من موقع وعلى أكثر من جبهة”.
ووجّه الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصريّ النائب أسامة سعد التحية “للمقاتل الفلسطيني وهو يتصدّى ببطولة نادرة لقوات الاحتلال الإسرائيليّ بأرضه، ولكلّ أبناء الشعب الفلسطينيّ الصامد صموداً أسطوريّاً ضدّ الاحتلال العنصريّ الاستيطانيّ”، مؤكّداً أنّ “النضال الفلسطينيّ المتواصل لن يتوقّف إلاّ بإزالة الاحتلال وإنهاء هذا الكيان الصهيونيّ العدوانيّ”.
واعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم أنّ ما جرى في فلسطين “نُسخة جديدة عن تشرين العام 1973 حيث شكّلت صدمة للعدو الإسرائيليّ وجيشه بل لكلّ الكيان الصهيونيّ، فكما أسّس انتصار تشرين التحرير لعصر المقاومة والذي أثمر انتصارات لبنان عام 2000 و2006 وانتصار غزّة الأول، فإنّ عمليّة طوفان الأقصى تكتب التاريخ الآتي بدماء الشهداء، وقيام الدولة الفلسطينيّة أصبح قريباً بعد أن كشفت بطولات المقاومين الفلسطينيين هشاشة بنيان كيان العدوّ وستعود الأراضي المحتلّة في لبنان والجولان إلى سيادة أهلها”.
وكتب النائب طوني فرنجيّة عبر منصّة “إكس»يُراكم الشعب الفلسطينيّ نضاله ويُثبت أنّه لن يتخلى عن أرضه وهويته وتاريخه. ألف تحيّة للمقاومين الأبطال الذين يكتبون اليوم بكلّ فخر رواية تحدّ وانتصار”.
وقال رئيس الحزب الديمقراطي اللبنانيّ النائب والوزير السابق طلال أرسلان عبر حسابه على منصة “إكس”: “هنا القدسُ هنا غزّة، هنا فلسطين المقاومة والعزّة، هنا زمن الانتصارات وقلب المعادلات، تحيّة إكبار وإجلال إلى المقاومين الميامين الأبطال في غزّة؛ ‏بينما ينشغل العالم وتنشغل كلّ دولة قريبة وبعيدة بمصالحها وملفّاتها وحساباتها، فلسطين تقاوم وتنتصر وتُنهي الكيان الغاصب شيئاً فشيئاً، وتقهر الجيش الذي لا يُقهَر، وزواله بات قريبًا”.
وأشار الوزير السابق وديع الخازن، في بيان، إلى أنّ “العملية العسكريّة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينيّة بشكل مُباغت من قطاع غزّة، فاجأت العرب والعالم جميعاً، بعدما تمكّنت من الدخول إلى مستوطنات إسرائيليّة والسيطرة عليها مُسجّلةً سابقة تاريخية أُخرى بعد هزيمة إسرائيل في حربها على لبنان في تموز 2006”. واستبعد أن “تؤثّر التطورات الأمنيّة في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلة على الاستقرار الداخليّ في لبنان وأن تحمل معها مواجهات ميدانيّة شاملة في الجنوب اللبنانيّ مع احتماليّة قيام العدو الإسرائيليّ باجتياح جديد للبنان”، مُعتبراً أنّ “إسرائيل اليوم تبدو عاجزة عن مواجهة شاملة على جميع الجبهات. إلاّ أنّ التجارب مع العدوّ الإسرائيليّ لا تستبعد لجوءه إلى شنّ غارات على مراكز لحزب الله، وتحويل أنظار العالم عن عمليّاتها المُحتملة في قطاع غزّة”.
وأكّد الخازن “قدرة اللبنانيين على التصدّي لأيّ غزو برّي إسرائيليّ، رغم التعقيدات السياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة الصعبة، ما دام الوطن موحّداً بجيشه ومؤسّساته ومواطنيه لأنّ أيّ استهداف جديد للبنان هو استهداف لشعبه وليس لحزب الله حصراً كما يحصل الآن مع الشعب الفلسطينيّ في غزّة”.
ورأى الوزير السابق نقولا التويني في بيان، أنّ “تاريخ الإنسانيّة التحرريّ الناجح هو محصور دائماً بسرّ الابتكار الذكيّ الذي يجده الثائرون للتحرُّر من طاغٍ، عنوانُه المبادرة والاستعداد للشهادة” وقال “كما تنفسنا الصعداء وصحونا بعد ليل طويل أيام 6 و7 أكتوبر 1973، نتنفّس اليوم من نسيم أبطال المقاومة في بطاح غزّة وكلّ فلسطين. ومهما، سيحصل بعد المعركة سيكون في إتجاه التحرير والنصر أمام فتح الثوّار المبتكَر لهذه المعركة المصيريّة حيث رجالنا كسروا معادلات العمل والردع العسكريّ المفروضة بالقوّة من المحتلّ الصهيونيّ بأسلوب عسكريّ مفاجئ ومبتكر أربك العدوّ وأفرح الصديق وسادت معادلة التحرير”.
ورأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أنّ “تلبية نداء محمد ضيف من قبل المقاومين في كلّ الأمة واجب قوميّ”، داعياً إلى “أن تكون هذه المعركة درساً لا يُنسى للاحتلال وداعميه”.
من جهّته، أكد المدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، في بيان، أنّ “طوفان الأقصى هو حقاً اسمٌ على مسمّى، فجر فلسطينيّ نحلمُ به منذ عقود، ومنذ نكبة ونكسة وحروب، انبلج اليوم في فلسطين، طوفان سيجرف الغطرسة الإسرائيليّة والاعتداءات المتكرّرة على المقدّسات السماويّة وعلى الشعب الفلسطيني الأعزل من كلّ سلاح إلاّ سلاح المقاومة”. وأشار إلى أنّ “عمليّة طوفان الأقصى اليوم تُثبت أنّ السلاح صاح، وأن البندقيّة هي وحدها الطريق إلى فلسطين، وقد سدّ العالم أذنيه وعينيه ولجم لسانه عن النطق بالحقّ، الحقّ الفلسطينيّ الذي هيهات نضيّع بوصلته”.
أحزاب وقوى سياسيّة
وعبَّر “المؤتمر العربيّ العام” في بيان عن اعتزازه العميق “بما أنجزته المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة في إطار معركة “طوفان الأقصى”، لافتاً إلى أنّ هذا الحدث العظيم أعاد إلى الأذهان ذكرى حرب أكتوبر عام 1973 “تلك الحرب التي تلقَّى فيها الاحتلال صفعة قاسية حين توافرت الإرادة العربيّة للتصدّي للاحتلال الصهيونيّ الواهي”.
وتابع “لقد أثلجت مشاهد دخول أبطال المقاومة إلى المستعمرات التي يحتلّها الصهاينة صدور شعوب أمّتنا التي يحقّ لأبنائها أن يرفعوا رؤوسهم وأن يعتزّوا بالمقاومة فلسطينيّة وكلّ مقاومة في الأمّة، وأكدت أنّ هذا الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت، وجعلت حلم تحرير أسرى الشعب الفلسطينيّ الأبطال قريباً”. وأعلن وقوف المؤتمر الكامل مع المقاومة الفلسطينيّة و”إسنادنا لها بكل الوسائل الممكنة التي تُناسب طبيعة المعركة المفصليّة الحاليّة”، داعياً “جميع الهيئات والمؤسّسات والشعوب في أمّتنا إلى أن يكونوا على قدر بسالة المقاومة الفلسطينية، وتضحيات الشعب الفلسطينيّ، وأن يبادروا للعمل في كل المجالات والإتجاهات لإسناد الشعب الفلسطينيّ ومقاومته، حتّى يستعيد حقوقه كاملة، ويطرد الاحتلال عن كلّ أرضه”.
وباركت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة معركة “طوفان الأقصى” وقال الأمين العام للمؤتمر العام قاسم صالح “إنّه يوم مجيد من أيام أمّتنا العصيّة على الانكسار حين أطلقت المقاومة طوفان الأقصى، لتبحر سفن التحرير من المحيط إلى الخليج”. ولفت إلى أنّ “خمسين عاماً مرّت على انتصار أمتنا في حرب تشرين التحريريّة وما تبعها من انتصارات مجيدة من تحرير بيروت عام 1982 وتحرير الجنوب عام 2000 وانتصار تموز 2006 وغزّة عام 2008 وكلّ صفحات المجد والإباء التي رسمها المقاومون بالحديد والنار، وأنجزت بدماء الشهداء كل مرحلة من هذه المراحل”.
وأشار إلى أنّ “رهاننا في المؤتمر العام للأحزاب العربيّة على المقاومة ووحدة الساحات، كان رهاناً رابحاً مبنياً على ثوابتنا وحقوقنا وإيماننا بأنّ الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه”، معلناً أنّ “الأمانة العامّة للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة تُبارك للشعب الفلسطينيّ المقاوم ولمجاهدي الفصائل الفلسطينيّة البطلة وبالأخصّ الإخوة في كتائب القسام هذه العملية البطوليّة (طوفان الأقصى) والتي جاءت تتويجاً لنضالات شعبنا وتضحيات مقاومتنا وهو أفضل ردّ يفهمه العدو الذي لا يدرك إلاّ لغة الحديد والنار وهي الردّ الطبيعيّ والحاسم على جرائم الاحتلال الدائمة والمستمرّة والعدوان ‏المتواصل على القدس والمسجد الأقصى وسائر المقدسات وعلى المواطنين الأبرياء، وهي إثبات على أنّ إرادة شعبنا الفلسطينيّ ومقاومته هي الخيار والقدَر الوحيد لتحرير فلسطين”.
واعتبر أنّ “طوفان الأقصى اليوم، جاء ليغرق مراكب التطبيع ولينتقم لشهدائنا وجرحانا وأسرانا في سجون الاحتلال”، مؤكّداً أنّ “أحزابنا وقوانا واتحاداتنا العربيّة مدعوة اليوم لإعلان كلّ أشكال الدعم والتضامن المعنويّ والماديّ والبشريّ لشعبنا الفلسطينيّ ومقاومتنا الباسلة”.
وختم صالح بدعوة شعوب أمّتنا والأحرار في العالم “إلى إعلان التأييد ‏والدعم للشعب الفلسطينيّ وحركات المقاومة الباسلة والمظفّرة”، متوجّهاً بالتحية لشهداء الشعب الفلسطينيّ الذين ارتقوا خلال عمليّة “طوفان الأقصى”، وإلى الجرحى الذين سقطوا في المواجهات البطوليّة.
وبارك حزب الله “للشعب الفلسطينيّ المقاوم ومجاهدي الفصائل الفلسطينيّة البطلة ‏وبالأخصّ الإخوة الأعّزاء في كتائب القسّام وحركة المقاومة الإسلاميّة حماس، ‏بالعملية البطوليّة الواسعة النطاق والمكلّلة بالظفر والتأييد الإلهيّ والوعد بالنصر ‏النهائيّ الشامل”.
وأشار إلى “أنّ هذه العمليّة المظفّرة هي ردّ حاسم على جرائم الإحتلال المتمادية والتعدّي ‏المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات وتأكيد جديد أنّ إرادة الشعب ‏الفلسطينيّ وبندقيّة المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة العدوان والاحتلال ‏ورسالة إلى العالم العربيّ والإسلاميّ والمجتمع الدوليّ بأسره وخصوصاً أولئك ‏الساعين إلى التطبيع مع هذا العدوّ، أن قضيّة فلسطين قضيّة حيّة لا تموت حتى ‏النصر والتحرير”.
وإذ دعا شعوب الأمّة “إلى إعلان التأييد ‏والدعم للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة التي تؤكّد وحدتها الميدانيّة بالدم والقول ‏والفعل، أكّد “أنّ‏ قيادة المقاومة الإسلاميّة في لبنان تواكب التطورات المهمّة على الساحة ‏الفلسطينيّة عن كثب وتُتابع الأوضاع الميدانيّة باهتمام بالغ وهي على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينيّة في الداخل والخارج وتجري معها تقييماً متواصلاً للأحداث وسير العمليّات ولذا ندعو ‏حكومة العدوّ الصهيونيّ إلى قراءة العبَر والدروس المهمّة التي كرّستها المقاومة ‏الفلسطينيّة في الميدان وساحات المواجهة والقتال”.‏
وتوجه لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة بـ”تحيّة الفخر والاعتزاز إلى أبطال المقاومة الفلسطينيّة، الذين وجهوا أكبر ضربة مؤلمة وقاسية لجيش العدو الصهيوني، ألحقت به الهزيمة والعار وحطّمت جبروت قوته، وأظهرت للعالم هشاشته وضعفه وجُبنه وأنّه أوهن من بيت العنكبوت”.
وأكّد “أنّ هذه العمليّة الشُجاعة أثبتت امتلاك المقاومة زمام المبادرة، والإرادة والقرار والقدرة على دحر الاحتلال، وأنّ تحرير فلسطين من رجس الصهاينة الغاصبين لم يعد حلماً أو مستحيلاً، بل أصبح ممكناً بفضل امتلاك الشعب الفلسطينيّ مقاومة من هذا النوع، جريئة وشُجاعة، قادرة على مباغتة العدو واقتحام مواقعه العسكريّة المحصّنة، وقتل وجرح العشرات من جنوده وأسر العشرات منهم، والسيطرة على بعض المستعمرات، ما أدخل الكيان وقادته ومستوطنيه في حالة من الهلع والرعب، وفقدان القدرة على معرفة ما يجري في الميدان”.
واعتبر “أنّ نجاح المقاومة في تحقيق هذه الإنجازات الميدانيّة والعسكريّة وحصد الغنائم الكبيرة من الأسرى والعتاد الصهيونيّ، كفيل برسم معادلات جديدة في الصراع مع العدوّ وتثبيت وحدة الساحات، وحماية القدس والمقدسات، وإجبار العدوّ على إطلاق سراح الأسرى من سجونه مقابل استعادة جنوده الذين أسَرتهم المقاومة”، مشيراً إلى أنّ “هذه العمليّة أدّت إلى انهيار معنويات جيش الاحتلال والمستوطنين، ورفع معنويات الجماهير الفلسطينيّة والعربيّة، ووجّهت ضربة قويّة لمسار التطبيع مع كيان الاحتلال، وسوف تُعمّق أزمته الوجوديّة وتزيد من ضعفه، وتُعزِّز خيار المقاومة لتحرير فلسطين المحتلّة وإزالة هذا الكيان الغاصب”.
ورأى “أنّ العمليّة البطوليّة النوعيّة التي قامت بها المقاومة في فلسطين، تؤكّد للعالم أجمع أنّ إرادة الشعوب هي المنتصرة، وأنّ الظلم والظالمين لا يدومون، وما صنعته أيدي المجاهدين الأبطال اليوم يرسم معادلة الصراع بما لا يقبل الشك”.
كما وجّه لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع “تحيةً للمقاومة الفلسطينيّة البطلة وطوفانها الجارف ولمحور المقاومة المنتصر”، لافتاً إلى أنّه “إزاء هذا الحدث العظيم وتداعياته السياسيّة والعسكريّة والنفسيّة على الكيان الغاصب الزائل، تتأكّد الرؤيا الثاقبة لسيّد المقاومة السيّد حسن نصر الله أنّه قد يأتي يوم ندخل فيه أرض فلسطين من دون قتال”.
واعتبرت القيادة المركزيّة لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ في لبنان، أنّ “هذه العمليّة غير المسبوقة لناحية التخطيط والإعداد والدقّة في التنفيذ والنتائج الكارثيّة على الكيان وحلفائه الإمبرياليين والمُطبّعين، تشكّل نقلة نوعيّة في مسار المقاومة الفلسطينيّة بإتجاه تعاظم القدرات والتأسيس لمرحلة متقدّمة جدّاً على طريق التحرير الكامل”، مشدّدةً على أنّ “زمن استكبار الاحتلال واستفراده بالقدس والأقصى وإمعانه في التضييق على الأسرى الفلسطينيين قد ولّى، بينما يستمرّ زمن انتصارات محور المقاومة بساحاته الموحَّدة”.
واعتبر حزب “الاتحاد”، أنّ عمليّة “طوفان الأقصى” “هي تأكيد أنّ القضية الفلسطينيّة ما زالت حيّة في أفئدة أبنائها وأبناء الأمّة، وأن الكيان الصهيونيّ الغاصب مهما امتلك من وسائل القتل والدمار لن يستطيع أن يوقف الإرادة الفلسطينيّة في المقاومة من أجل استعادة فلسطين لأبنائها وأمّتنا”، لافتاً إلى أنّ “هذه العملية تؤكّد من جديد أنّ الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطينيّ لا تتحقق عبر تسويات أو اتفاقيّات وإنّما بإرادة أحرار فلسطين وأن الأمّة مهما تم الضغط عليها فهي خارج قيود التبعيّة والتطبيع”.
وحيّت حركة “أمل” في بيان “المقاومين الفلسطينيين البواسل في قطاع غزّة الذين رسموا ويرسمون من تخوم غزّة هاشم، مشهد العزّة بأرقى ما يمكن ان يُرسم ويؤكّدون من خلال صفحات النصر التي يسطرونها أنّ فلسطين من بحرها إلى نهرها هي الحقّ والحقيقة والاحتلال إلى زوال”. ورأت أنّ “طوفان الأقصى فجر جديد للأمّة ولفلسطين ينبلج من تخوم غزّة إيذاناً بميلاد الحلم الفلسطينيّ بالتحرير وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف”.
وأشادت “رابطة الشغّيلة” برئاسة أمينها العام الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب بـ”العمليّة البطوليّة والنوعيّة التي نفّذتها، ومازالت مستمرّة حتى الساعة، المقاومة الفلسطينيّة في جنوب فلسطين المحتلّة”، مؤكدةً أنّ “تحرير فلسطين ليس مستحيلاً، وأنّ المقاومة، وليس المفاوضات، هي السبيل لردّ العدوان ودحر الاحتلال وتحرير الأسرى واستعادة الحقوق السليبة وحماية أرض فلسطين والمقدسات، من الاستيطان والتهويد واستعادتها حرّةً”.
وأبرق الرئيس المؤسّس لـ”المنتدى القوميّ العربيّ” معن بشّور إلى رئيس المكتب السياسيّ لحركة “حماس” إسماعيل هنيّة، هنّأه “بهذا اليوم المبارك، يوم الحرب الفلسطينيّة على الكيان الصهيونيّ”، معتبراً أنّ “المنتصر اليوم في الميدان الفلسطينيّ ليس الشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة فحسب، بل إنّ النصر هو أيضاً لكلّ من راهن على انتصار المقاومة رغم كل ما واجهته من مصاعب ومتاعب وظُلم، بل هو دعوة للأمّة وكل أحرار العالم من أجل اعتبار المعركة الدائرة رحاها في فلسطين معركة الأمة وأحرار العالم، وأن يقدموا لها كل دعم وإسناد ولا سيّما في إسقاط كل اتفاقات التطبيع ومعاهداته وكلّ توجُّه نحوه من حكّام وسياسيين ومثقفين”.
وختم “وعدت المقاومة بكلّ قواها، وفي المقدّمة مجاهدو حماس بمثل هذا اليوم وها هم يفون بالعهد إنّ العهد كان مسؤولاً”.
وأكّد الحزب التقدميّ الاشتراكيّ أنّه “آن الأوان لوقف الرهان على ما يُسمّى بحلّ الدولتين وعلى قدرة السلطة الفلسطينيّة على تحصيل حقوق الفلسطينيين بالتفاوض العقيم، وبات من الضروريّ وحدة الموقف الفلسطينيّ خلف المواجهة العسكريّة ضدّ الاحتلال وعدم المساومة، والإصرار على انتزاع حقوق الفلسطينيين بالقوّة، التي لا يفهم غيرها الاحتلال”.
أمّا “الهيئة القياديّة في “حركة الناصريين المستقلين – المرابطون” فقد أكّدت في بيان أنّ “طوفان فلسطين الحرّة، الذي انتظرناه طويلًا، يهل على الجباه المنيرة، لأحفاد المقاومين الفلسطينيين الفدائيين، وتراكم نضالهم”. وشدّدت على “وجوب العمل من كلّ أبناء الأمّة بالكلمة والمال والدم، وفي الأيّام المقبلة، بكل ما ملكت أيدينا لأنّ هذا العدوّ اليهوديّ سنخوض ضدّه معركة إزالته من الوجود، وهو الآن أشدّ شراسة، منذ أن تأسّس احتلاله على أرض فلسطين الحرّة”.
من جانبها، وجّهت عائلة عميد الأسرى في السجون الصهيونيّة يحيى سكاف، برقية تهنئة إلى قيادة وكوادر المقاومة الفلسطينيّة بكلّ أجنحتها العسكريّة التي اقتحمت التحصينات الصهيونيّة ودمّرتها بين غزّة والأراضي المحتلّة، معلنةً اعتزازها “بالعمل البطوليّ التاريخيّ الذي ينفذه رجال المقاومة الفلسطينيّة البواسل الذين يكتبون اليوم التاريخ الممزوج بأحرف من العزّ والفخر بدمائهم وتضحياتهم الجسام التي يشاهدها العالم أجمع”.
كما أشاد العديد من الأحزاب والقوى السياسيّة والفاعليّات الروحيّة بعمليّة “طوفان الأقصى” ونتائجها الميدانيّة. كذلك أقيمت وقفات تضامنيّة في المخيمات الفلسطينيّة مع المقومة الفلسطينيّة وعمّت الاحتفالات المناطق اللبنانيّة بالانتصارات التي يُحققها شعبنا الفلسطينيّ على العدوّ الصهيوني حيث وُزِّعت الحلوى على المارّة، فيما جابت مسيرات سيّارة الشوارع رافعةً الأعلام الفلسطينيّة ومطلقةً من مكبرّات الصوت الأغاني والأناشيد الحماسيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى