أولى

شهيد وجرحى الصحافة

في كثير من الأحيان تشهد الحروب والأحداث الأمنية حوادث تخرج عن السيطرة، فيسقط صحافيون ضحية هذا التداخل، بما يكون أقرب للقضاء والقدر، وتنظر الأسرة الإعلامية ومن خلفها الرأي العام للخسارة التي تلحق بالجسم الإعلامي بصفتها ضريبة لا بد منها، في سياق أداء الإعلام الحر والمهني لرسالة نقل الحقيقة للناس.
الذي يجري مع كيان الاحتلال تاريخياً وحالياً مختلف كلياً. ولعل المثال الحاضر الذي هزّ وجدان العرب والعالم مع الاغتيال المنظم وبدم بارد للشهيدة شيرين أبو عاقلة، علامة كافية لفهم كيف ينظر الكيان ويثقف قادة جيشه باعتبار الكاميرات والإعلاميين كعناصر تهديد لقيامهم بمهامهم، لأنهم يدركون أن من مهامهم ارتكاب الجرائم، ووجود الصحافيين والكاميرات يسبب فضيحة، والجريمة يجب أن ترتكب في الظلام وبصمت.
سقط شهيداً مصوّر وكالة رويترز المصور الصحافي الخلوق الشاب عصام عبدالله الذي اكتفت الوكالة التي استشهد وهو يخدمها بالحديث عن وفاته دون ذكر أنه قتل بصاروخ إسرائيلي استهدف تجمع الصحافيين في منطقة علما الشعب بصورة متعمّدة، كما تقول الوقائع التي كشفها مصدر أمني لبناني، بترجيح أن يكون الاستهداف تمّ بواسطة صاروخ أطلقته طائرة أباتشي. والصحافيون كانوا في منطقة لا وجود لسواهم فيها، تلة مكشوفة يتجمّعون فيها مع سياراتهم المجهزة بصحون لاقطة والمكتوب على سطح كل منها “صحافة” و “ PRESS” ، كما هو فوق سترات كل الصحافيين والصحافيات، الذين جرح منهم ثلاثة اثنان منهم هما الإعلامية كارمن جو خدار والمصور ايلي براخيا من قناة الجزيرة.
التضامن مع الزملاء وتمنّي الشفاء للجرحى، ومواساة عائلة الشهيد عصام، كلمة زمالة واجبة نوجّهها بالمناسبة، مع التذكير بالعبرة التي يقولها الاعتداء الإجرامي عن أن الكيان يتعامل مع الإعلام كعدو، وعدو فقط.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى