مقالات وآراء

طوفان الأقصى ومتغيّرات منطقة الاشتباك!

‭}‬ محمد حسن الساعدي
باتت حرب الكيان الصهيوني على فلسطين وتحديداً قطاع غزة تمثل اختباراً حقيقياً لمفهوم وحدة الجبهات، والذي قد يشهد اتساع رقعتها وانضمام جبهات أخرى الى هذه المواجهة، إذ تشير التقارير الخبرية إلى أنّ الخطاب اللافت الذي ألقاه زعيم أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في العاشر من الشهر الحالي، والذي أشار فيه بوضوح الى أنّ اليمنيين مستعدّون لأداء واجبهم المقدس في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، ما يعني أنّ رقعة المواجهة مع الولايات المتحدة قد تتسع، وأنّ واشنطن غير قادرة على الدخول في صراع مباشر مع محور المقاومة، لأنّ ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على المصالح الأميركية والصهيونية في المنطقة…
العراق هو الآخر لعب دوراً مهماً سواء في الجانب الرسمي او موقف المرجعية الدينية العليا او الموقف الشعبي الرافض، والذي لعب دوراً كبيراً ومهمّاً في مواجهة عصابات داعش الإرهابية وأظهر حماسه الكبير في دعم المقاومة الفلسطينية.
وتؤكد التقارير أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قد طلب من «إسرائيل» تأجيل الغزو البري على غزة الى حين إطلاق سراح المحتجزين بوساطة قطرية، وأنّ بايدن يسعى الى تأخير الغزو البري لغزة من أجل إطلاق سراح هؤلاء، لذلك يضغط باتجاه تأجيل هذا الاجتياح، ما يعني أنّ واشنطن بدأت تعي تماماً قواعد اللعبة وأنّ «إسرائيل» اليوم ليست هي نفسها «إسرائيل» الأمس. وفي المقابل فإنّ العكس صحيح حيث حماس والمقاومة الفلسطينية ليست اليوم كما كانت بالأمس، وأنّ القواعد تغيّرت تماماً، وأنّ هذه المتغيرات في المنطقة أصبحت أمراً واقعاً لا محال، وأصبح هناك عنصر آخر دخل إلى الحلبة بقوة اسمه (حماس).
إدارة بايدن تحاول حالياً تحقيق أهداف في دعمها لـ «إسرائيل»، فهي تسعى لمواجهة التوترات بين تحقيق التقدّم في هذه الأهداف وبين إشراك دول الشرق الأوسط في الأهداف الاستراتيجية الأميركية سواءً على الصعيد الدبلوماسي أو الأمني، والذي سيمنع اندلاع حريق أوسع نطاقاً، إذ كان الأسبوع الماضي صعباً بالنسبة لإدارة بايدن مع التصعيد الخطير وارتفاع اعداد القتلى بين صفوف الجيش الإسرائيلي والأميركي على حدّ سواء.
يرى الكثير من المحللين والمراقبين للمشهد في الساحة الفلسطينية أنّ الأزمة الحالية قد تحدّد مستقبل التعامل الأميركي مع المنطقة ككلّ، وانّ خيوط اللعبة تغيّرت تماماً، بالإضافة الى مناطق الاشتباك التي فقد فيها الكيان الإسرائيلي توازنه لمصلحة فلسطين ومن يقف خلفها وخلف مقاومتها…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى