أولى

خيبة أمل متبادلة بين الأميركي والإسرائيلي

عندما وقعت عملية طوفان الأقصى، وجاء الأميركي بكل دولته وسلاحه ليعلن الوقوف مع كيان الاحتلال، لم يتردّد في إعطاء الموافقة على عملية برية لاجتياح غزة تنهي حركة حماس عسكرياً ومدنياً، وسارع لتوفير كل المستلزمات التي طلبها الجانب الإسرائيلي مالياً وتسليحياً ولوجستياً لإنجاز المهمة، وكانت الثقة بقدرة الإسرائيلي على النجاح لا يساورها شك.
الثقة الأميركية كانت نابعة من مشاورات سابقة بين الأميركي والإسرائيلي حول الامتناع عن اجتياح غزة، لأن الأميركي يرى ذلك خطأ سياسياً كبيراً، ولأن الإسرائيلي كان يعتقد أن الكلفة البشرية عالية. وكانت الثقة الأميركية بالقدرة الاسرائيلية نابعة مما سمعه الأميركي في تفسير الرغبة الاسرائيلية بالاجتياح البري على قاعدة أن كلفة عدم القيام بالعملية البرية جاءت في 7 تشرين أعلى من أي كلفة مفترضة للعملية البرية.
الثقة الأميركية كانت نابعة من القناعة بأن ما حدث في 7 تشرين مع جيش الاحتلال نابع من الاستخفاف بما تستطيعه حماس والركون إلى الإجراءات التقنية، ومن عنصر المفاجأة الذي استحسنت حماس الاستثمار عليه، وأن مجرد تفادي هذه الأخطاء يكفي للنصر في العملية البرية.
بالتوازي كان الإسرائيلي وهو يتباهى بقدرته على النصر يعتقد أنه يستطيع الاعتماد على الأميركي في تجميد الجبهة الشمالية حيث تهديدات حزب الله، لأنها تمثل مصدر القلق الرئيسيّ إسرائيلياً، وسمع كلاماً مطمئناً من الأميركي على هذا الصعيد، سواء باعتماد الردع والتهديد، أو ترجمة التهديدات إذا اقتضى الأمر.
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على رسم خطة الحرب الأميركية الإسرائيلية المشتركة، يتحدّث الأميركيون عن خيبة أمل بسبب الفشل الإسرائيلي في الحرب البرية، ويتحدث الإسرائيليون عن خيبة أمل بسبب التراجع الأميركي عن لغة التهديد مع حزب الله، والتهرّب الأميركي من الالتزام بالتعهد بالتدخل إذا اقتضى الأمر.

التعليق السياسي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى