أخيرة

آخر الكلام

العرب منذ سايكس – پيكو ينفذون إرادة الغير

الياس عشّي

قرأت:
في مقالة لـ (عبد السلام العجيلي) حكاية عن رجل خادمٍ أمره سيده أن يتعلم الأبجدية.
منذ الدرس الأول رفض الخادم أن يردّد وراء معلمه حرف الألف. إزاء ذلك تناول المعلّم سوطه وهوى به على أخمصي الخادم، ملحّاً عليه أن يقول وراءه: ألِف. فلا يسمع إلّا: لن أقولها!
ضرب مبرح من قبل المعلم، وإصرار على عدم التعلّم!
اقترب أحدهم من الخادم، وطلب منه أن يقولها حتى يتخلص من هذا العقاب. ردّ الخادم قائلاً:
لو كان الأمر يقتصر على هذا الحرف لهان الأمر، ولكنّ هناك ثمانيةً وعشرين حرفاً عليّ أن أردّدها وأحفظَها إذا نطقت بالحرف الأول!
ومات الخادم ولم يقل: ألِف.
كتبت:
ما العبرة من هذه الحكاية؟
فالعرب، منذ أن قبلوا بسايكس _ پيكو، وهم ينفذون إرادة الآخرين:
رفضوا «دولة إسرائيل» ثم قبلوا بها.
رفضوا إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، ثَمّ تهاووا لصلح مع هذا الكيان.
قبلوا بقرارات من الأمم المتحدة و»إسرائيل» رفضتها.
قالوا (ألِف) ثَمّ حفظوا على ظهور قلوبهم، الأبجدية العبرية والإنكليزية والفرنسية وكلّ حروف العالم، ونسوا لسانهم العربي.
صارت لهم ألسنة متعددة، فأسّسوا لـ «بندقة» فكرية لم يعرفها تاريخ العرب حتى في عصر الانحطاط.
تصوّروا أيها الناس…
ألوف من الشهداء في فلسطين، ولم يرفّ جفن لـ (بايدن) ولا لـ (نتنياهو)، ولا لـ (ماكرون)، ولم تتحرك جامعة الدول العربية، ولم ينتحر عربيّ واحد احتجاجاً على هذه التصفية المبرمجة للشعب الفلسطيني.
فيا لَلعار!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى