الوطن

الاستحقاق الرئاسيّ يراوح بين الداعين للتفاهم ورافضيه / فنيش: لا مقايضة ولا بديل عن المقاومة… «القوّات»: لا حوار

راوَحت المواقف من الاستحقاق الرئاسيّ بين دعوات الثنائيّ الوطنيّ المتواصلة إلى الحوار والتفاهم حول رئيس الجمهوريّة العتيد وترسيخ الوحدة الوطنيّة في مواجهة التحدّيات التي يتعرّض لها لبنان وبين الفريق المتمسّك بأخذ البلد إلى المزيد من التشرذم والانقسام غير آبه بالمخاطر المحدقة به جرّاء الهجمة الأميركيّة الغربيّة «الإسرائيليّة» لضرب المقاومة وإضعاف مناعته بوجه أي عدوان «إسرائيليّ» واسع عليه.
وفيما انشغلت الأوساط السياسيّة برصد حركة دول اللجنة الخُماسيّة التي تضمّ الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا والسعوديّة وقطر ومصر، في أعقاب لقاء سفرائها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أول من أمس وبروز بعض التباين في مواقف السفراء حول طريقة الأداء والقيادة لدولهم، برزت مواقف لحلفائها وعلى رأسهم حزب «القوّات»، رافضةً للحوار وتمسّكها بخندقة الاستحقاق الرئاسيّ وبثّ معلومات مغلوطة حول تعاطي الفريق الوطنيّ المُقابل معه ومنها مقايضة الاستحقاقات الداخليّة بالصراع مع «إسرائل» رغم نفي الفريق الثاني المذكور جملةً وتفصيلاً هذا الأمر.
وفي هذا السياق، أشار النائب السابق محمد فنيش إلى أنّ «البعض في لبنان يروّج ويلفّق تحليلات واستنتاجات ومعلومات عن أنّ هناك تفاوضاً ومساومة ومسعى لمقايضة على ملفّات داخليّة لأجل إيقاف المقاومة عن الاستمرار في تأدية واجبها في ملاحقة العدوّ، ولكن كل من ذُكر هو زيف وافتراء واختلاق ولا أساس له من الصحة.»
وشدَّد على أنّ «المقاومة في لبنان ليست جزءاً من الألاعيب السياسيّة الداخليّة، وهي لم ترتضِ لنفسها يوماً أن تُدخل قوتها في الحسابات الداخليّة أبداً، ولا نقبل لا مساومة ولا إغراء، ومنذ أن حرّرنا الأرض عام 2000، رفضنا كل الإغراءات، ولم نقبل يوماً أن يكون هناك بديل عن المقاومة، لا منصب حكوميّ ولا نيابيّ ولا إداريّ، فهذه مقاومة هي لمصلحة الوطن وللدفاع عن مصيره ومستقبله وأمنه، ولدرء المخاطر عنه وعن المؤيدين لها وحتّى عن المعارضين لها سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا، وبالتالي، على هؤلاء البعض أن يكفّوا عن مثل هذه المحاولات، التي بعضها ينُمُّ عن جهل، وبعضها متعمَّد من أجل تشويه دور وصورة المقاومة، ولكن في النهاية سينكشف ويسقط هذا الزيف، والمقاومة في فعلها واستمرارها تثبت صدقيتها وحقيقتها».
وقال «لنا قواعد عملنا في الشأن الداخليّ، ولنا آليّاتنا المسموح بها بحسب دستورنا ونظامنا السياسيّ، ولا نخرج عن هذه الآليّات، والدولة لها دورها، وعليها أن تتحمَّل مسؤوليّتها، ونحترم صلاحيّات المؤسّسات، وأمّا المقاومة، فهي شأن آخر لا صلة له بالحديث عن ملفّات ومساومات وصفقات».
من جهته، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى أنّ «كلّ الآمال معقودة اليوم لأن يصبح لدينا رئيس للجمهوريّة»، منوّهاً «بالجهود الّتي يبذلها أصدقاء لبنان عبر السفراء المعتمدين من أجل التوصّل إلى تفاهم في هذا الشأن». وشدّدَ على «ضرورة ملاقاة الجهود الخارجيّة داخليّاً عبر الحوار والتفاهم بين مختلف القيادات للتوصُّل إلى إنهاء الشغور».
بدوره، لفتَ عضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» خليل حمدان إلى «أنّ الحركة من خلال أدبيّاتها ومواقفها، وعلى لسان رئيسها الأخ نبيه برّي، أكّدت ضرورة الانطلاق في عمليّة النهوض الوطنيّ من انتخاب رئيس للجمهورية، وكلّ المُنصفين يذكرون دعواتنا إلى الحوار وصولاً لانتخاب رئيس للجمهوريّة. والآن ما زالت يدنا ممدودة ، ولكن ننصح المراهنين على توتُّر الأوضاع في الجنوب وتصاعد وتيرة المواجهة مع العدوّ وعلى خلط الأوراق في المنطقة، فكلّ ذلك لم يخفف من الشروط الأساسيّة الوطنية التي نراها في الرئيس العتيد الذي عليه أن يضع في أولويّاته مسألة الاعتداءات الصهيونيّة التي تواجه بالقاعدة الماسيّة للجيش والشعب والمقاومة، وكذلك تأمين مقومات الصمود للناس وإعادة بناء مؤسّسات الدولة على قواعد وطنيّة بعيدة من الطائفيّة والمذهبيّة».
في المقابل، رأى النائب ملحم خلف أن «لا حاجة بنا لإغراق أصدقاء لبنان في تغطية تسويات تتمُّ خارج البرلمان تُترجم بعدها بانتخاب شكليّ نلبسه ثوب الديمقراطيّة» وقال «لندخل إلى البرلمان فوراً ولنعقد الجلسة التي لا يقفل محضرها إلاّ بإعلان انتخاب رئيس للجمهوريّة وإذا من ضرورة لتقم نقاشات مابين النوّاب بين دورة وأخرى، فهو المدخل إلى انتظام الحياة العامة». فيما اعتبرَ رئيس حزب «القوّات» سمير جعجع أنّ «الحوار بين الكتل النيابيّة لم ينقطع يوماً، ولكن للأسف، لم يسفر أيّ نتيجة، على خلفيّة تمسُّك محور الممانعة برئيس تيّار المردة، أو لا أحد». ورأى أنّ «الحلّ الوحيد لملء سدّة الرئاسة يكمُن في دعوة الرئيس برّي في أسرع وقت ممكن إلى جلسة انتخابات رئاسيّة بدورات متتالية. وليتمسّك بعدها محور الممانعة بمرشحه قدر ما يُريد، ولتقم بقيّة الكتل النيابيّة برتشيح مَن تُريد، ومَن يربَح من خلال هذه الطريقة، سنُهنّئه جميعاً وسنتعاطى معه على أنّه رئيس الجمهوريّة الجديد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى