أولى

معادلات محور المقاومة متحركة

– يجهد رئيس حكومة الاحتلال لتعويض الهزائم التي مني بها جيشه في غزة، تتويجاً للهزيمة الاستراتيجية التي أصابته يوم الطوفان، وعجزه عن إنشاء معادلات ردع بوجه جبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية، رغم الدعم الأميركي المفتوح والانخراط الأميركي المباشر في اليمن والعراق في تحقيق نوع من التوازن، ولا يجد نتنياهو إلا تكرار التهديد منذ شهرين بمعركة رفح وحرب على لبنان، لكنه يعلم أن دونهما تعقيدات تتصل بقدرة جيشه من جهة، والظروف الدولية غير المؤاتية من جهة أخرى، ولهذا يراوح في تكرار المكرّر.
– بالمقابل يبدو محور المقاومة مرتاحاً إلى وضعه، وواثق من قدرة غزة ومقاومتها على تحمل تبعات معركة رفح إن وقعت وإلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال، كما قال السيد حسن نصرالله، ويترجم هذا الارتياح وهذه الثقة بإنتاج معادلات جديدة متحركة.
– على جبهة لبنان تبدو واحدة من المعادلات الجديدة إدخال جبهة الجولان تدريجياً على خط الردع الذي تعتمده المقاومة، وقد تحوّلت منشآت جيش الاحتلال في الجولان الى أهداف يومية للمقاومة، من غرف العمليات الالكترونية الى منصات القبة الحديدية، وصولاً الى ثكنات إعادة تأهيل الألوية المنسحبة من غزة، ومرابض المدفعية ومواقع القيادة، دون أن يكون هناك ما يمنع لاحقاً من التعاون مع سورية في جبهة الجولان وفق صيغ تناسب الحسابات السورية وتستفيد من قدرة الردع لدى المقاومة.
– جبهة اليمن التي نجحت باحتواء العمليات الحربية الأميركية والبريطانية، وتابعت استهدافها للسفن التجارية المشمولة بمنع العبور للسفن الحربية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وضعت أمامها هدفاً جديداً هو إقفال خط المحيط الهندي وصولاً الى رأس الرجاء الصالح، أي خط ربط آسيا بأفريقيا وصولاً الى بوابة البحر المتوسط في مضيق جبل طارق، ما يعني إكمال الطوق البحري حول أوروبا لجهة تجارتها مع الشرق ولو لم تمنع البضائع التجارية عن أوروبا، إضافة لإحكام الحصار على الكيان كمستهدَف بمنع البضائع التجارية عنه. وهذا التحول الجديد يقول للأميركي إنه بات منقطعاً في الممرات المائية عن الشرق الذي صار بحراً صينياً عملياً.
– المقاومة العراقية التي علقت عملياتها ضد القوات الأميركية إفساحاً في المجال لمفاوضات جدولة انسحابها، تصعّد تدريجياً خطواتها نحو ترجمة قرارها بإقفال موانئ كيان الاحتلال على البحر المتوسط، ما يعني وضع معادلة المتوسط على الطاولة وصولاً إلى مضيق جبل طارق، ما يعني إكمال عزل أوروبا بحرياً ولو لم تُمنع عنها البضائع، كما يعني إحكام الحصار التجاري على الكيان المستهدف الرئيسي بمنع وصول البضائع.
– محور المقاوم يملك ديناميكية مفتوحة لتطوير معادلات حرب الاستنزاف ومراكمة الإنجازات، ويملك عمقاً استراتيجياً، مقابل الكيان المحكوم بضيق الجغرافيا، وفقدان الهوامش للمزيد من المناورة بين خياري الذهاب لحرب كبرى يعرف مخاطرها ونتائجها، أو الرضوخ لشروط يعرف مرارة القبول بها ومهانته.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى