الكرملين: الاعتراف بوثائق دونباس قانوني وخطة «تأجير القرم» سخيفة جنرال في «الدوما» يحذّر من أن يكرر «الناتو» غدر هتلر بروسيا

أعلن فلاديمير شامانوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، إنه لا يستبعد احتمال استخدام قوات «الناتو» في شرق أوروبا، لتنفيذ هجوم غادر على روسيا، على غرار غدر هتلر بها. وأعلن الكرملين أن اعتراف موسكو بجوازات السفر الصادرة في دونيتسك ولوغانسك، لا يخالف القانون الدولي واتفاقات مينسك، مؤكدا أن الرئيس الروسي وقع مرسوما بهذا الشأن لمتطلبات إنسانية. كما أعلن مجلس الاتحاد الروسي، أن خطة النائب الأوكراني أندريه أرتيومنكو، حول تأجير القرم لروسيا ورفع العقوبات عن موسكو، خطة سخيفة وغير مقبولة ولم يتم التنسيق بشأنها مع الجانب الروسي. وعّين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرغي كوزلوف سفيرا جديدا لدى السعودية. فيما نعت وزارة الخارجية فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة.

وقال الجنرال شامانوف، خلال لقاء مع الملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في موسكو، أمس: «إنهم في الغرب يعتبرون ذلك كردع لروسيا، لكن نحن نرى أن هذه القوات والمعدات الحربية، يمكن أن تستخدم لتنفيذ عمليات هجومية ضد بلادنا. كان لدينا مع هتلر، أيضا، اتفاق حول عدم الاعتداء، قبيل الحرب الوطنية العظمى. ولكنه نكث العهد وهاجم الاتحاد السوفياتي بشكل غادر يوم 22 حزيران 1941».

وذكر شامانوف، أن روسيا وردا على هذه التحديات وكذلك، بسبب الاستفزازات من جانب أوكرانيا، بما في ذلك في القرم، قامت بتشكيل أربع فرق ميكانيكية وفرقة دبابات. مضيفا: إن ضرورة الرد على توسع «الناتو» يلهي روسيا عن موضوع مكافحة الإرهاب، الذي يعتبر المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار. ولاحظ أن المناطق التي يسيطر عليها «داعش» الإرهابي، اتسعت وكبرت، خلال فترة تصدي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهذا التنظيم. وأشار إلى أن روسيا لا تنتظر حدوث تغيرات حادة في العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد استلام دونالد ترامب مقاليد السلطة هناك. وشدد على صعوبة التصدي والتغلب على الإرهاب الدولي، من جانب دولة واحدة، أو حتى مجموعة دول. وقال إن هذه المهمة يجب أن تنفذ من جانب المجتمع الدولي بشكل كامل. وتأمل روسيا بقيام تعاون بناء، خصوصا مع الرئيس الأميركي ترامب ومع القيادات الجديدة التي ستنتخب في بعض الدول الرئيسية في أوروبا. وقال إن روسيا تحترم إنجازات الولايات المتحدة في العديد من المجالات، لكنها لا توافق على رغبة واشنطن بتزعم العالم بشكل مطلق. وأكد أن العلاقات بين روسيا والغرب تدهورت خلال حكم باراك أوباما ووصلت إلى نقطة التجمد تقريبا.

موسكو وأوكرانيا

من جهة ثانية، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، إن موسكو لا تتفق مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، الذي اعتبر أن اعتراف موسكو بجوازات السفر الصادرة في دونيتسك ولوغانسك مخالفا للقانون الدولي، مشيرا إلى أن المرسوم الرئاسي يعني في الحقيقة الاعتراف بالواقع، لأنه يجب القبول بجوازات السفر الصادرة لمتطلبات إنسانية.

وأكد بيسكوف أن الوضع الحالي في شرق أوكرانيا، نشأ بسبب الحصار الذي فرضته كييف على المناطق الخاضعة لسيطرة دونيتسك ولوغانسك، الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد. وأشار إلى أن جوازات السفر الصادرة في دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، لا تعتبر جوازات سفر للدول المعترف بها، بل «الوثائق الصادرة بحكم الواقع» التي قررت موسكو الاعتراف بها.

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين شيفر، أن مرسوم الرئيس الروسي حول الاعتراف بالوثائق الصادرة في دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، يخالف روح وأهداف اتفاقات مينسك. وقال إن برلين تدعم بالكامل تنفيذ اتفاقات مينسك وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وتعتبر خطوة موسكو الأخيرة مخالفة لها.

يذكر بهذا الصدد، أن ألمانيا هي إحدى دول «رباعية النورماندي» الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية.

تأجير القرم

في سياق آخر، قال فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد الروسي، أمس عن خطة النائب الأوكراني أرتيومنكو: هذه الاقتراحات سخيفة وغير مقبولة لروسيا ولم يتم التنسيق بشأنها مع موسكو. مضيفا: إن روسيا تقوم بتطوير علاقاتها بالولايات المتحدة بنفسها ولا تحتاج إلى خدمات نواب البرلمان الأوكراني. وأكد أن تلك أفكار لنائب أوكراني لا تمت إلينا بصلة.

بدورها، اعتبرت سلطات القرم اقتراحات أرتيومنكو غير مجدية. وقال غيورغي مرادوف نائب رئيس الوزراء في حكومة القرم، إن خطة تأجير القرم «تشبه خطة تأجير القمر أو ممتلكات الجيران».

وكانت تقارير إعلامية، افادت في وقت سابق، بأن النائب الأوكراني أندريه أرتيومنكو، سلم واشنطن خطة لتسوية الأزمة الأوكرانية، تقضي بإجراء استفتاء عام لتأجير القرم لروسيا لمدة تصل إلى 100 عام. كما تتضمن الخطة سحب القوات الروسية من شرق أوكرانيا وتطبيع العلاقات بين البلدين ورفع العقوبات المفروضة على روسيا.

كوزلوف في الرياض

على صعيد آخر،عين الرئيس بوتين، سيرغي كوزلوف، سفيرا مفوضا فوق العادة للاتحاد الروسي لدى المملكة العربية السعودية ومندوبا دائما لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي. وفي مرسوم آخر، أعفى بوتين السفير الروسي السابق لدى المملكة العربية السعودية والمندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، أوليغ أوزيروف، من مهامه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى