أخيرة

حرفيّ سوريّ في حمص بأدوات بسيطة يبدع تحفاً ‏نحاسيّة

} مثال جمول

في حي باب السباع في شارع عبس في مدينة حمص تقع ورشة سالم بوعيطة لتصنيع النحاسيات، حيث يبدع بأدوات بسيطة قطعاً نحاسية متقنة تلفت الأنظار لدقتها وجمالها.

«ورثت هذه المهنة عن والدي وبقيت محافظاً عليها حتى الآن؛ فأنا أعمل فيها منذ أربعين عاماً مذ كنت بعمر الخامسة عشرة حتى غدت جزءاً لا يتجزأ من حياتي»، بهذا الكلام بدأ بوعيطة حديثه لمراسلة سانا، مضيفاً «أجد المتعة في العمل من خلال تطويعي للنحاس بتشكيلات فنية متعددة وباستخدام أدوات يدوية لأنتهي بقطعة نحاسية متقنة خلال مدة تصل إلى عشرين يوماً».

وهو منهمك في إكمال تصنيع الثريا يوضح بوعيطة: أعمل على تطوير عملي بشكل دائم بما يتناسب مع التطور الحاصل وأذواق الناس، حيث أدخلت الكريستال والزجاج المزخرف إلى الثريات واللمبديرات بهدف إضفاء الجمالية، مؤكداً أن الحرفي السوري من أمهر صناع الحرف اليدوية وخاصة ما يتعلق بالحفر والزخرفة على النحاس، حيث تشهد البيوت القديمة على تلك الصناعة وذوق هؤلاء المهرة وما تركوه من إرث وحضارة زينت بيوتهم وشرفاتهم وحدائقهم ومحالهم.

واعتبر بوعيطة أن العمل في النحاس يحتاج الفن والذوق واللمسة الجمالية التي يقوم بها الحرفي عبر ألوانه الأصفر والأحمر المعتق والأبيض الكروم إلا أن اللون الأصفر يبقى الأجمل في القطع النحاسية.

وحول اقتناء الناس لبعض القطع النحاسية أشار بوعيطة إلى أن هذه المهنة بدأت تشهد اندثاراً شيئاً فشيئاً بسبب غلاء الأسعار، فأنا اليوم أعمل حسب طلبات بعض الزبائن الذين ما زالوا يحبّون القطع النحاسيّة لتزيين بيوتهم من ثريات ولمبديرات ومنفضات وشمعدانات أما أغلب الناس فلم تعد تستطيع اقتناءها لغلاء سعرها.

ورغم كل الظروف التي نمر بها يضيف بوعيطة أنه لا بد لنا من المثابرة على إحياء تراثنا وتاريخنا من أجل أبنائنا ولا بدّ من إيجاد أسواق خاصة لعرض المنتجات الحرفية التي تعبر عن الفن والحضارة التي تتميز بها سورية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى