الوطن

دمشق تدين القرار الأميركيّ بإدراج كوبا على لائحة الإرهاب: مصيره الفشل أمام إرادة الشعوب الحرّة

مسؤول استخباريّ أميركيّ: تنفيذ الغارات «الإسرائيلية» على دير الزور من بمعلومات البنتاغون.. وحماس ترى العدوان جريمة متجدّدة

دانت دمشق «بشدّة» القرار الأميركي بإعادة إدراج كوبا على لائحة الدول الراعية للإرهاب، وجدّدت تضامنها الكامل مع هافانا.

وقالت الخارجيّة السوريّة في بيان إن سورية «تدين بشدة القرار الأميركي الجائر بإعادة إدراج جمهورية كوبا على القائمة الأميركيّة للدول الراعية للإرهاب».

وقال مصدر رسميّ في الخارجية السورية إن بلاده تجدد «تضامنها الكامل مع قيادة وشعب جمهورية كوبا الصديقة»، وأعرب عن ثقة سورية بأن «الثورة الكوبية التي قاومت الحصار الأميركي الظالم منذ أكثر من نصف قرن قادرة على التصدّي وإفشال قرار النظام الأميركيّ الذي يرعى الإرهاب ويدعمه خدمة لأجنداته السياسية».

ونقلت وكالة «سانا» السورية عن المصدر أن «النهج الأميركي بفرض العقوبات على الدول التي لا تسير في ركب السياسة الأميركية وتدافع عن سيادتها وكرامتها الوطنية بغية إخضاعها للهيمنة الأميركية، مصيره الفشل أمام إرادة الشعوب الحرة، ولن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر على الساحة الدولية».

وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قد دعا إلى ضرورة مساءلة «الدول الداعمة للإرهاب» على أراضي بلاده، وإلزامها بـ»وقف انتهاكاتها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وفي بيان قدّمه لرئاسة مجلس الأمن خلال جلسة أول أمس، حول «تهديد الأعمال الإرهابية على الأمن والسلم الدوليين»، أكد الجعفري «ضرورة مساءلة الدول الداعمة للإرهاب في سورية وإلزامها بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، مشدداً على أن «عدم اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته بهذا الشأن يشجع الإرهابيين ورعاتهم على التمادي في جرائمهم».

وأشار الجعفري إلى أن «اعتماد المجلس القرار رقم 1373 بالإجماع في الـ 28 من أيلول 2001 مثّل علامة فارقة في صكوك مكافحة الإرهاب والجهود الجماعية الدولية الرامية لمكافحته عبر جملة من الإجراءات».

ولفت إلى أنه «بعد عشرين عاماً على اعتماد القرار المذكور ومع التطورات الكبيرة التي شهدتها البشرية خلال هذه الفترة وعلى مختلف الأصعدة فلا بد من الاعتراف بأن الإرهاب أيضاً قد اتخذ أشكالاً عديدة وحديثة واختلف بوسائله وطرق انتشاره عما عهدناه سابقاً وخاصة مع تسخير التطور التكنولوجيّ في عملية نشر خطاب الحقد والكراهية والتأثير في عقول الشباب وجذبه نحو الكراهية والتطرف والتمييز وإلغاء الآخر وتكفيره».

ميدانياً، أكّد مسؤول استخباري أميركي رفيع المستوى لوكالة «أسوشيتد برس» بأن الجولة الأخيرة من الغارات الصهيونية على شرق سورية نفذّت بناء على بيانات استخبارية قدّمتها الولايات المتحدة.

 ونقلت الوكالة أمس، عن المسؤول المطلع على تفاصيل الهجوم، كشف أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بحث القصف الذي طال أمس محافظة دير الزور مع رئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني «الموساد» يوسي كوهين، خلال لقاء بينهما في مطعم «كافيه ميلانو» في واشنطن الاثنين الماضي.

وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «القصف استهدف سلسلة مستودعات استخدمت لتخزين أسلحة إيرانيّة ومكوّنات مخصصة لدعم برنامج طهران النووي».

وأشارت الوكالة إلى أن تصريحات المسؤول تمثل حالة نادرة للتعاون العلني بين «إسرائيل» والولايات المتحدة في اختيار أهداف لعمليّاتهما في سورية.

وفجر أمس، استهدفت الغارات الصهيونية مستودعات عياش غرب مدينة ديرالزور ومبنى كلية التربية القديمة في حي بور سعيد ومقرّ فرع الأمن العسكري وسط المدينة بالإضافة لنقاط عسكرية عدة ومواقع في باديتي البوكمال والميادين وقرية الهري ومعبر البوكمال الحدودي.

واستمرت الغارات لمدة 35 دقيقة، حيث تسببت بحالة هلع كبيرة لدى الأهالي.

وفي السياق، شدّدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، على أن «العدوان الصهيوني على سورية لن يتوقف، إلا بالمواجهة الحقيقية للاحتلال»، مندّدة بالغارات على الأراضي السورية ليلة أول أمس.

ووصف الناطق باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، «العدوان الصهيوني» على الأراضي السورية فجر أمس، بأنه «جريمة متجددة».

وعلق على هذا العدوان قائلاً: «هذا الإرهاب المتواصل الذي يمارسه الكيان الصهيوني، يعكس العقلية العدوانية التي تحكمه، وسلوكه التوسعي على حساب المنطقة وشعوبها، والذي لن يتوقف إلا بالمواجهة الحقيقية للمشروع الصهيوني، وتشترك بها كل القوى الحية في الأمة».

وكان الجيش السوري قد أعلن، منتصف ليل الأربعاء، أن القوات الصهيونيّة شنّت عدواناً على مدينة دير الزور، ومنطقة البوكمال في شرق سورية، مشيراً إلى أنه يجري تدقيق نتائج العدوان.

إلى ذلك، قال الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عمر المعربوني: «المواقع التي استهدفت هي مواقع مشتركة للجيش العربي السوري وحلفائه وتحديداً «لواء فاطميون»، المواقع المستهدفة في دير الزور والبوكمال هي مواقع ذات طبيعة ترتبط بمنظومة القيادة والسيطرة ومنظومة الاستطلاع والأمن. التعاطي مع هذه الغارات يتمّ بالدفاع السلبي ولا يوجد أي تغيير بالتوازن على المستوى الاستراتيجي والخسائر لا تتجاوز البعد الموضعي».

وأضاف المعربوني «هذه الاعتداءات ترتبط بأصل المشكلة التي يعاني منها الكيان الصهيوني منذ أكثر من ثلاث سنوات أو أكثر، لأن المنطقة المستهدفة هي عقدة سيطرة أساسيّة على الطريق الرابط بين طهران وبيروت الذي يطلق عليه «خط الإمداد الاستراتيجي من طهران إلى لبنان».

الغارات تتم بتنسيق تقني متقدّم مع منظومات الولايات المتحدة بدءاً من الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع المبكر وبتنسيق مع الأردن أيضاً لأن مسار الطائرات المغيرة وصولاً إلى الحدود السورية العراقية يظهر ذلك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى