أخيرة

الغزال والكلب

} يكتبها الياس عشّي

 ماذا لو بقي الانقسام الحادُّ بين الأفرقاء اللبنانيين المتصارعين، واستحال الوصولُ إلى قواسمَ مشتركةٍ؟ ألا يؤدّي ذلك إلى ديكتاتورية أين منها ديكتاتوريّات الأنظمة الشموليّة التي يهاجمها حضرات النوّاب والسياسيين كلّما صاح الديك؟

والعيب ليس في الطبقة السياسية وحدها، وإنما هو عيب النظام الذي «نظّم» الحياة السياسية في نسق طائفيّ يقوده عميان، و»أعمى يقود أعمى، كلاهما يقع في هاوية»، كما يقول المثل الشائع.

 وهو عيب الناس الذين يتوجّهون كالقطعان إلى صناديق الاقتراع مرّة في كلّ أربع سنوات لانتخاب ممثليهم في الندوة البرلمانية، دون أن يجرؤوا ويقولوا لمرّة واحدة: لا.

قرأت مرّة أنّ كلباً عدا وراء غزال، فقال الغزال:

ـ إنّك لن تلحقَني.

قال الكلب :

ـ ولمَ؟

قال الغزال :

ـ لأني أعدو لنفسي، وأنت تعدو لأصحابك!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى